كلاّ، لا يؤدّي ركوب الدراجة إلى خسارة العذريّة!

للحكمة الشعبيّة أهميّتها في المحافظة على هويّة المجتمع وحضارة الشعوب وتمايزها عن غيرها بحسب بيئتها الطبيعيّة والإجتماعيّة. فهي غالباً ما تكون معرفة مبنيّة على الخبرة والإختبار ومتناقلة عبر الأجيال لا سيّما فيما يخصّ الصحّة وأسلوب العيش والآداب الإجتماعيّة والقيم والتقاليد. 

ولكنّ هذه الحكمة تشوبها أحياناً (عديدة للأسف) معتقدات تتخطّى المنطق وطبيعة الحال المتعارف عليها. وبدلاً من نقضها، يصبح الإعتقاد تأكيداً وتجري الحياة وتًقرر بحسبه، دون أن يتكبّد أحد العناء في رفضه أو إثبات العكس، علميّاً وعمليّاً. 

حنقت على جارتي يوم أمس حين أخبرتني بأنها ستتوقّف عن إرسال ابنتها البالغة من العمر 8 أعوام إلى صفوف الرقص الكلاسيكيّ لأنها قريبة لها أخبرتها بأن بعض الحركات في الباليه قد تسببّ بفضّ بكارتها!  لم أصدّق سذاجة جارتي وجهل قريبتها وهبل كلّ من تناقل هذا المعتقد من وإلى! 

نهرت جارتي وأمرتها بأن تتحرّى عن الأمر، وأن تسأل طبيبها النسائي في الحالة القصوى قبل أن تحرم ابنتها من هواية تنمّي شخصيّتها وتمنحها بنية صحيّة ورشاقة. ومن ثمّ بدأت اسأل شمالاً ويميناً عن معتقدات أخرى لا يصدّقها العقل، غير أن الكثيرون لا يزالون يعملون بها! 


إن فضّ غشاء البكارة لا يحدث إلا بطريقة معيّنة والبالغات بيننا يعرفن تمام المعرفة كيف! المرأة المتزوّجة تكفّ عن كونها عذراء حين يلجها زوجها خلال ممارسة الجنس ممّا يؤدّي إلى فضّ البكارة. وفي حالات عديدة، يكون غشاء البكارة لدى المرأة مطّاطياً أكثر من العادة فلا يُفضّ الغشاء إلا بعد محاولات ولوج عدّة. 
 


نعم عزيزاتي. أعلم تماماً بأنّكنّ ستبدين علامة القرف على وجهكنّ لدى قراءة هذا المقطع. ولكنّكنّ على الأقلّ تعرفن الآن بإحساسي حين سمعت أنا هذه الملاحظة من إحدى السيّدات وهي تنهر ابنتها وهي على وشك الإستحمام خلال عادتها الشهريّة. "لا تستحمّي، بل اغتسلي فقط. أتريدين أن يتسببّ الحمام الكامل بانقطاع دورتك وعقرك؟!". أنا بالغة وأستحمّ كلّ يوم بدون استثناء، خلال العادة وخارجها، ولا أزال طبيعيّة وأحلم بإنجاب خمس أولاد! 
 


سأقولها مرّة واحدة: إن تقرير جنس الطفل متعلّق فقط بالجينيات وهويّة الكروزومات التي يأتي نصفها من الرجل ونصفها الثاني من المرأة. كما أن الكروموزم "أكس" المتواجد فقط عند الرجل هو المسؤول عن إنجاب الصبيان، ولا قرار للمرأة في ذلك! وشكراً.
 


الموزتان الملتصقتان ببعضهما البعض، أو حبّتا الكرز، أو الدرّاقتان لا تؤّديان عزيزتي إلا إلى زيادة نسبة الفيتامينات والسكّر في دمّك! فقدرتك على الإنجاب لا علاقة لها بشكل الفاكهة التي تشتهينها، ولا بلونها ولا بطعمها! لم أستطع أن أقنع حماة شقيقتي بذلك، فسلّمت الأمر لربّي لينير العقول...



لديّ لحظات السهو الخاصّة فيّ، كأن ألبس خلالها قميصي بالمقلوب، أو كلّ جارب بلون مختلف... ولكنّ عريسي وفارس أحلامي لم يطرق بابي بيتي في أيّ مرّة!
 

بالله عليكنّ، عزيزاتي القارئات، تحلّين بوضوح الفكر والمنطق، ولا تأخذن بهذه المعتقدات وغيرها إلا على سبيل التنادر والمزاح في صبحيّة خفيفة الظلّ مع الرفيقات! 

وأسعدتنّ صباحاً،

دلال حرب.    

المزيد
back to top button