أن نكون متواصلين مع أنفسنا يعني فهم الإشارات التي يرسلها لنا جسدنا من خلال الألم والأمراض المختلفة. فالشعور الجسدي غالبًا ما يعكس حالتنا النفسية. ومع تسارع وتيرة حياتنا اليومية، يضعف هذا الاتصال تدريجياً مما يجعلنا غير قادرين على فهم احتياجات جسدنا ومتطلباتنا الشخصية، وبالتالي نفقد التوازن. لذا، عندما يظهر الألم أو المرض، من المهم أن نفهم الرسائل التي يحاول جسدنا إيصالها لنا، لنتمكن من استعادة صحتنا الجسدية والنفسية.
كيف نفهم المرض والألم وما يحاول جسدنا إخبارنا به؟
فهم المرض والألم يعني القدرة على تفسيرهما ومعرفة ما يعبران عنه، مما يساعدنا على تحديد أصل المشكلة واستعادة الاتصال بجسدنا. المرض هو الطريقة التي يتواصل بها جسدنا معنا، ليخبرنا بأن هناك خطأ ما ويحتاج إلى التغيير. في الحقيقة، المرض يجبرنا على تعديل نمط حياتنا ويمنعنا من الاستمرار بنفس الوتيرة، مما يفرض علينا تغييرًا عبر صحتنا. عند المرض، يجب أن نبدأ بالعناية بأنفسنا، ليس فقط من الناحية الجسدية، بل يجب أن نولي اهتمامًا أيضًا للجوانب العاطفية والنفسية.
الحياة في جوهرها توازن وانسجام وصحة. لذلك، عندما نصاب بالمرض، فهو مؤشر على اختلال هذا التوازن وضرورة استعادته. يجب علينا السعي لإحداث تغييرات في حياتنا لتحسين وضعنا والبحث عن سبل لتحقيق التوازن مرة أخرى. إذا كان نمط الحياة الذي نتبعه قد أدى إلى المرض، فإن تغيير الوتيرة قد يكون أحد الطرق الفعّالة لاستعادة هذا التوازن.
الطرق التي يعبر الجسد بها
قبل أن نصاب بالمرض، يرسل لنا الجسم إشارات على شكل أعراض، ألم، إزعاج، أو ضعف. ومع ذلك، بسبب تجاهلنا لاحتياجاتنا الشخصية وعدم الانتباه لهذه الإشارات، قد نفشل في فهم معناها ونقلل من أهميتها. هذه الإشارات مهمة جدًا لتجنب المرض أو على الأقل لتخفيف وعلاج ما يحدث لنا قدر الإمكان. إن تجاهلها يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالتنا، أو الأسوأ من ذلك، قد يكون خطوة أولى نحو فقدان التوازن في صحتنا. أي مرض هو عملية طويلة الأمد ولا يظهر فجأة بين عشية وضحاها. هذا الوقت الثمين يمكننا من السيطرة على المرض قدر المستطاع إذا انتبهنا لاحتياجات جسدنا.
كيف نعتني بجسدنا وحياتنا؟
كما نرى، من المهم معرفة كيفية الاستماع لكل عَرَض أو شعور بعدم الارتياح، ومن الضروري أيضًا أن نعرف كيف نفسرها لنفهم معناها، سواء بأنفسنا (للمشاكل البسيطة) أو بمساعدة مختص (للمشاكل الأكثر جدية). ايضاً، يجب علينا تغيير العوامل التي تؤثر على الوظيفة السليمة لأجسامنا بقدر الإمكان. هناك العديد من الأمراض التي تنشأ من عادات غير مناسبة نكتسبها على مدار حياتنا، مثل التغذية السيئة، العادات السيئة في النوم، الأوضاع الجسدية غير الصحيحة التي قد تكون ناجمة عن بيئة العمل. كما أن أجسامنا تتأثر سلبًا عندما نعيش تحت مستويات عالية من التوتر. إذا حاولنا الحفاظ على التوازن، سنعتني بأجسامنا وفي النهاية بحياتنا. لأنه على الرغم من وجود مواقف تخرج للأسف عن نطاق سيطرتنا، لكن هناك ايضاً الكثير من الأمور التي يمكننا فعلها لتحسين جودة حياتنا.