تماماً كالحيوانات، يتفاعل الإنسان مع تبدّل النور والحرارة. وكما أنّ هناك حالات إرهاق موسميّة مترافقة مع تدنّي الرغبة، هناك أيضاً ارتفاع في مستوى الرغبة يتزامن مع فصل الشمس. بين الصيف والشهوة علاقة حميمة.
"إن كنتِ ذاهبة إلى سان فرانسيسكو فاحرصي على وضع بعض الأزهار في شعرك... وإن كنت ذاهبة إلى سان فرانسيسكو فسيكون صيفك مفعماً بالحب". هذا ما جاء في أغنية "سان فرانسيسكو" الشهيرة التي أدّاها سكوت ماكينزي في أيّار/ مايو 1967 بمناسبة التجمّع الضخم "صيف الحب"، وهو حدث مفصلي في ثورة ثقافة الهيبيز في تلك الحقبة.
فما علاقة الشمس بتعزيز الرغبة الجنسية؟
وصفات لزيادة الرغبة الجنسية
أصل الرغبة
بوجود البرد نقدّر الحرارة. وكثيرٌ من البرد يجعلنا نحلم بالشمس! في هذا السياق يقول الطبيب النفساني والمتخصّص في العلاقات العاطفية جان-روجيه دينتران في Psychologies.com: "إنّ أصل كلمة الرغبة يفسّر المسألة برمّتها... ففي اللاتينية، كانت desidera تعني تلك الفترة من السنة التي لم يكن يرى فيها مراقبو السماء Sidera، نجم الشتاء المسمّى أيضاً نجمة الراعي". تلك الفترة التي لم يكن فيها Sidera مرئيّاً في المكان المعتاد كانت تشير إلى غياب الشتاء وقدوم موسم الحرّ والنور. "وكانت الرغبة التي تعبّر عن نقص تنشأ إذاً في فصل الحبّ".
علاقات على ضوء
في الواقع، تعمل أشعّة الشمس على ضبط ساعة الإنسان البيولوجيّة التي ترعى كلّ وظائف جسمه. فالنور الذي يدخل إلى العين يؤثّر على الغدّة النخاميّة التي تنظّم عمليّة إنتاج الهرمونات. وقد أظهر عدد كبير من الدراسات أنّ الرجال الأكثر عرضةً للشمس والنور يتحلّون بشهوة أكبر من غيرهم.
تيستوستيرون الشمس
إنّ التعرّض للشمس يحفّز إنتاج هذا الهرمون الذكوري المسؤول عن الرغبة لدى الرجل، ما يقوّي الرغبة والمتعة لديه. وقد أظهرت دراسات مقارنة أنّ الرجال المقيمين في جنوب أوروبا يُفرزون التيستوستيرون بنسب أعلى من أولئك المقيمين في الشمال حيث الشمس أقلّ حضوراً. والتيستوستيرون ليس هرموناً خاصّاً بالرجال فقط فهو موجود بكميّات قليلة لدى المرأة ويؤثّر على كيمياء الرغبة لديها.
السيروتونين وغيره من الهرمونات
يحفّز نور النهار أيضاً إفراز السيروتونين المعروف بهرمون السعادة فهو بمثابة مادّة عجيبة تساعدنا على النوم أفضل والنهوض بطاقة أكبر عند الصباح والمحافظة على المزاج الجيّد طيلة النهار (تقريباً)، ما يسمح للجسم بالاسترخاء. وإن لم يخضع المرء لأيّ نوع من الإرهاق فإنّ جسمه يتحلّى بالنشاط والقوّة وتتحسّن رغبته!
كذلك، يدخل في اللعبة هرمون آخر يتأثّر بأشعّة الشمس وهو لوليبيرين المسمّى أيضاً LHRH. تفرز منطقة ما تحت المهاد في الدماغ موادّ عديدة من بينها هذه المادّة المسؤولة عن الرغبة.
الفرحة، محفّز طبيعي
كما بات معروفاً، يُعدّ الإرهاق العدو الأوّل للرغبة فهو يقضي عليها. ولا يكفي قدوم فصل الصيف إن كان الثنائي معرّضاً يوميّاً لضغوط قويّة، داخليّة كانت أو خارحيّة. لكنّ من يقول صيف يقول أيضاً عطل واسترخاء وتسلية ورياضة وطبيعة وغيرها. نعم، إنّ الوصفة المضادّة للإرهاق متوفّرة بالفعل!
لنغنِّ إذاً مع فيروز "حبّيتك بالصيف"، وننسَ تكملة الأغنية. أفليس نسيان الشتاء مرادفاً لتحفيز الرغبة؟!
د. سميرة سامر