أنا حامل... ولكني عذراء!

مرحبا عزيزتي،

 

يمكن لكلّ الكلمات أن توضع قبالة بعضها البعض في جملة واحدة باستثناء كلمتين: "حامل وعذراء"!

 

غير أن إستطلاعاً أجري في الولايات المتحدة، تحدّى كافة القواعد البيولوجية والمفاهيم الطبيعيّة بنتائجه إذ، وعلى مدى السنوات الأربع عشر التي مضت، صرّحت أمرأة واحدة على الأقلّ من أصل 200 أمرأة بأنها حملت وهي لا تزال عذراء!   

 

أقام الإستطلاع مجموعة من الباحثين في جامعة تشابل هيل في ولاية كارولينا الشماليّة، لكي يفهموا خلفيّة هذا التصريح الذي تقوم به فتيات حاملات ويتعجّب له كلّ من يعرف بأن الأمر مستحيل.

 

يؤكّد الباحثون بأن الحمل من طرف واحد ممكن لدى أجناس معيّنة من الحيوانات حيث يملك الحيوان الأعضاء التناسليّة الذكرية والأنثويةّ في الوقت نفسه. ولكنّ عند الإنسان، فالأمر مستحيل بدون إقامة علاقة جنسيّة طبيعيّة بين رجل وامرأة مستثنين عمليّة التلقيح الإصطناعي التي لا يلحظها البحث. 

 

ولاحظ الباحثون الآتي:

  • أغلبيّة أعمار النساء اللواتي صرّحن بالأمر، مقتنعات بأنهنّ حملن بدون أي علاقة جنسيّة، تتراوح أعمارهنّ ما بين 19 و22 عاماً. فهنّ إذن يافعات.
  • معظم النساء لا يتكلّمن عن موضوع الجنس مع عائلتهنّ أو في المدرسة وبالتالي لا يملكن فكرة صحيحة عن ماهية العلاقة الجنسيّة وكيفيّة حصولها. و28% من أهالي هؤلاء النساء اعترفن بأنهم لا يملكون المعلومات الكافية عن الجنس لتوعية بناتهنّ.

 

أما الخلاصات التي توصّل إليها الباحثون فهي مثيرة للإهتمام جداً:

  • عدم امتلاك النساء فكرة واضحة عمّا هي العلاقة الجنسيّة وكيفيّة حدوثها. فإذا ما تمّت بخلاف ما يظنّن، فلا يعتبرنها علاقة.
  • عدم تذكّر إقامة علاقة: وهذ1 الأمر ناتج عن الشعور بالذنب والخجل والخوف من الفضيحة أمام الأهل بحيث تقوم النساء بمحو أي ذكرى عن حدوث العلاقة وبالتالي عدم ربط حملهنّ بها.
  • استخدام خاطىء لوسائل منع الحمل مترافق بمعرفة محدودة عن الجنس ككلّ.

 

في النهاية أشار الباحثون بأن هذه الدراسة أقيمت بهدف تسليط الضوء على الجهل المتفشّي ما بين الفتيات عن الجنس، وتحويرهنّ للمعطيات بسبب الخجل وضغط العائلة والمجتمع مما يؤدّي إلى مشاكل نفسيّة واجتماعيّة عدّة.

 

فكما أقول دائماً، إعرفي جسمك جيّداً عزيزتي، وإذا كنت أمّا، فاحرصي على أن تتحاوري مع بناتك بكلّ صراحة وانفتاح عن الجنس وجسم المرأة لتتعلّمن كيفية التعاطي مع الحياة بشكل صحّي وسليم.

 

دلال حرب. 

المزيد
back to top button