تواجه زوجة الأب مهمّة صعبة جداّ، فالتعامل مع أطفال زوجك أمر ضروري للغاية لتحقيق حياة عائلية متجانسة. ولكن من أين تبدئين؟
قد تشعرين أنك دخلية على عائلة زوجك وفي الحقيقة أنه أمر معقّد بعض الشيء ويمثل تحديًا للجميع. وقد يكون أيضاً مربكاّ بشكل خاص للأطفال. لقد انقلبت فكرة المنزل والعائلة رأساً على عقب. قد يشعرون بالضياع أو الغضب أو التخلي عنهم. انها مهمّة صعبة ولكن ليست مستحيلة.
ومع ذلك، ومع الصبر والجهد، من الممكن إنشاء نوع من التواصل الايجابي مع أطفال زوجك.
فيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:
1- احترام خصوصيّة الأولاد
تأكّد من احترام خصوصيّتهم. قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يرغبوا في التعرف عليك. بالنسبة لبعض الأطفال، قد يستغرق الأمر شهوراً. حاول ألاّ تعتبري الأمر مسألة شخصية بل أمر طبيعي. الصبر حيوي. إذا انتهت العلاقة السابقة بين والديهم بالطلاق، فادركي أن الطفل يحتاج إلى وقت ليحزن. هذه العلاقة الجديدة تضع حد لأي أمل في أن يجتمع والداهما مرّة أخرى، وقد أن يكون إدراكاً مدمّراً للكثير من الأطفال. عليك تفهّم ذلك واحترام مشاعرهم. فقد يشعر بعض الأطفال بنوع من الخيانة للأم وتأنيب الضمير عند تقبّل شريكة جديدة لوالدهم وقد يعتقدون أنك تحاولين استبدال أمهم.
لا بأس إذا بقيت علاقتك معهم سطحية في الأوّل. المسألة تحتاج إلى الوقت والصير.
2- لا تحشري نفسك دائماً بينهم وبين والدهم
تواجدك الدائم معهم ومع والدهم قد يكون محطّماً للأعصاب. من الضروري أن يشعروا انهم ما زالوا يستطيعون قضاء وقتاً وحدهم مع والدهم. قد يشعر بعض الأطفال بنوع من التهديد من دخول شخص جديد إلى حياتهم وبالأخص إلى حياة والدهم. لا تدفعيهم للشعور أن علاقتهم بوادهم انتهت منذ دخولك إلى حياتهم.
3- احترام الأم
لا ينبغي التقليل من شأن الأم والتحدّث عن اخطائها امام الأطفال لأن هذا الأمر سيعزّز شعور هم بعدم الولاء الذي قد يتطوّره الطفل تجاه "الوالد الآخر" كلما اقترب منك. يتصارع الأطفال مع العواطف المتضاربة بشكل كبير. وقد يتجلّى ذلك في حالة غضب أو عدوان مفاجئة، دون سابق إنذار. يعاني الأطفال من الشعور بالذنب ومن الضروري تجنّب التعبير عن أي كره أو سلبية تجاه الأم مهما كانت أسباب الانفصال. يمكنك حتّى التخفيف من هذه المشاعر عن طريق التحدّث دائماً باحترام عن كلا الوالدين.
4- ناقشي الموضوع مع شريكك
حاولي مناقشة الموضوع مع شريكك بصراحة وتحديد نوع العلاقة التي تتمنّي التمتّع بها مع أطفالك زوجك. سيسمح لك الشعور بالراحة التامة بتوطيد العلاقة مع الأطفال بشكل طبيعي. التوافق المسبق على الطريقة التي ستتصرفين بها في مواقف معينة تساعد على تفادي الخلافات المستقبلية. من الحكمة تجنّب تأديب الأطفال حتى ولو كان لديك الدعم الكامل من شريكك وللتمكّن من أنشاء علاقة قوية بما فيه الكفاية مع الأطفال. هذا لا يعني أنه يجب السماح للطفل بالتصرّف بسلوك سيّء. ما عليك سوى توصيل الأمر للوالد وعدم التدخّل.
5- كوني صديقتهم
ليس من الضروري أن يحبك أطفال زوجك على الفور، فهذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل لكلاكما. الصداقة كافية في الوقت الحالي. تأكّد من قول أشياء مثل "أتمنى أن تعرفوا أنكم تستطيعون دائماً التحدّث معي" و "إذا كان لديك أي أسئلة، فلا تتردّد في طرحها". هذه التعبيرات قد تريحهم وتعطيكما فرصة جيدة لإنشاء علاقة ممتازة في المستقبل.
قد يتقبّل بعض الأطفال زوجة الأب بسرعة وقد يحاربها البعض الآخر. تختلف الأمور باختلاف شخصيّة الأطفال والظروف. حاولي التحلّي بالصبر والتعامل معهم بمحبّة وتفهّم لكسب ثقتهم.