الأب هو الرجل الأول في حياة كل بنت وغالباً ما يكون بنظرها "الرجل الحقيقي" وأفضل رجل في العالم. علاقة الأب بابنته منذ مرحلة الطفولة يمكن أن تُحدّد شخصيتها مع دخولها في مرحلة المراهقة ومن ثم النضج. مرحلة المراهقة تُعدّ من أهم المراحل التي يجب أن تكون البنت فيها قريبة من والدها، وتأمّن له بسرّها لتستمد معلوماتها في الحياة من خبراته، فأيضاً هذا الترابط يعطي نوعّاً من التوازن النفسي لدى الفتاة.
أمّا من الناحية الأخرى، فعلى الأب مسؤولية كبيرة بإظهار حبه وثقته مما يساعد كثيراً في تكوين شخصية ابنته وإعطائها ثقة لمواجهة المجتمع واتّخاذ قرارتها بنفسها، ومن ثم اختياراتها لخوض علاقات متّزنة في مرحلة النضج.
هذه هي أهم 5 صفات يجب أن يتّسم بها الأب للتقرب من ابنته خصوصاً في سن المراهقة:
1- مصدر ثقة
الثقة هي من أسمى الصفات لإنشاء علاقة مع شخص آخر وخاصةً إذا كان مراهق، فيجب أن تكون هناك ثقة متبادلة بين الأب وأبنته. إذا ائتمنت البنت والدها على سراً ما أو في إنجاز عملاً، فلابد من أن يكون على قدر المسؤولية. إلى جانب هذا، على الأب أن يثق بتصرّفات ابنته في غيابه وأن يعطيها حريّة التصرف.
2- قدوة بأخلاقه
يكون الأب قدوة لابنته بتصرّفاته، فيجب أن يراقب سلوكه جيداً في التعامل مع الآخرين داخل المنزل وخارجه وخصوصاً الأم، فذلك يُولد الاحترام. إذا اختفى هذا الاحترام يوماً ما ستتأثّر العلاقة سلباً ولن يكون الأب هو رمز "الرجل الحقيقي" ويمكن أن تفقد البنت ثقتها بكل من حولها من الجنس الأخر.
3- مُتواجد
وجود الأب في حياة ابنته واحتضانه لها بشكل دائم يساعد على توازنها النفسي. أمّا غيابه قد يتسبب في ضعف شخصيتها وفشلها في التعامل مع الآخرين، فمهما كانت الأم قوية الشخصية فهي لا تُعوّض مكانة الأب.
4- قدرة على الإصغاء
يجب دائماً أن يُخصص الأب وقتاً للإصغاء لقصص وحكايات ابنته ويعطيها الأولوية عندما تطلب مشورته في أي موضوع بالحياة. إلى جانب هذا، إعطاء وزن لكلامها وعدم التشتت بأي عوامل خارجية أثناء كلامها كالتلفزيون أو التليفون المحمول.
5- مواكبة العصر بفكره
في عصرنا هذا تنفُر البنات خصوصاً المراهقات من الأباء الرجعيين الذين يرفضون ويقاومون كل ما هو جديد ومتداول سواء كانت تجارب أو أزياء أو أماكن يرتادها الشباب. الأب الحكيم هو من يَقدر على خلق التوازن المطلوب بين كل ما هو رائد وبين عادتنا وتقاليدنا الشرقية.