نسيبة حافظ: "الموضة لغتي للاحتفاء بالهوية السعودية"

في مناسبة اليوم الوطني السعودي، نسلّط الضوء على المصمّمة نسيبة حافظ، التي صنعت لنفسها مكانة لافتة في عالم الأزياء من خلال مزجها الفريد بين التراث والجرأة المعاصرة. ابنة الناشر السعودي الراحل هشام حافظ والسيدة نصيبة طرابزوني، ورثت عن والديها حسّ الإبداع والحرية، وحوّلت شغفها إلى علامة تحمل اسمها وتروي عبرها قصصاً من التراث والحداثة. في هذا الحوار الخاص، تتحدث نسيبة عن علاقتها بالهوية السعودية، وعن مصادر إلهامها، ورؤيتها لمستقبل الموضة في المملكة والعالم.

 

كيف تربطين شخصياً بين الموضة والاعتزاز الوطني والهوية الثقافية في اليوم الوطني؟

الموضة هي لغتي في التعبير عن الفخر. في اليوم الوطني أحتفي بثقافتنا عبر إعادة تخيّل التفاصيل التراثية بما يتناسب مع المرأة العصرية. ورغم أنني لم أكبر في المدينة المنوّرة، فإن والديّ منها، وعمّتي الراحلة بثينة حافظ كانت أوّل امرأة سعودية تنقل تقاليد الأزياء المدينية إلى جدّة. هذا الإرث يرافقني دائماً.

 

نشأتِ في بيئة غنية بذوق والديكِ الفريد وإبداعهما. كيف أثّر ذلك في مسيرتك كمصمّمة؟

علّمني والداي أن الموضة حرية. ورغم أنهما نشآ في المدينة حيث كان للتقاليد وزنها الكبير، فإنهما احتضنا الإبداع بلا خوف. هذه الروح شكّلتني كمصمّمة لا تخشى المزج بين عناصر غير متوقعة، مع البقاء وفية لجذوري.

 

تستوحين مجموعاتك من المسرحيات الغنائية والسينما المصرية وأجواء الخمسينيات والستينيات والسبعينيات. لماذا تجدين هذه المصادر قريبة من روحك؟

لأنها مليئة بالدراما والرومانسية والأسلوب الخالد. السينما المصرية وتلك العقود الذهبية تذكّرني بأن الموضة ليست مجرد ملابس، بل تجربة كاملة. هذه الطاقة تنبض في داخلي وتنعكس على تصاميمي.

 

ما القصّة التي ترغبين في إيصالها من خلال تصاميمك، خاصة كامرأة سعودية؟

أروي قصصاً عن الفردية، والجذور، والاستدامة. كامرأة سعودية ذات جذور مدينية، أسعى لإبراز كيف يمكن للتقاليد والإبداع أن يتعايشا معاً. كل قطعة أعيد تدويرها هي فصل جديد في هذه القصة.


بنيتِ سمعة باستخدام أقمشة وقصّات جريئة. كيف توازنين بين هذه الجرأة والالتزام بالتقاليد والقيم السعودية؟

الجرأة جزء من تكويني. أستخدم الأقمشة والنقوش اللافتة لإبراز الأناقة الكامنة أصلاً في ثقافتنا السعودية. وفي الوقت نفسه أحب المزج بين الثقافات، وأعشق إعادة إحياء ما هو قديم أو عتيق ومنحه حياة جديدة في عالمنا السريع، لخلق هذا التوازن.

 

ماذا تعني لكِ "المرأة العصرية الجريئة"، وكيف تتخيّلين دورها في التحوّل الثقافي بالمملكة؟

هي المرأة التي تكون على طبيعتها بلا اعتذار. تحتفي بجذورها وتشكّل المستقبل بشجاعة. وفي السعودية اليوم، المرأة في قلب التحوّل، وتصاميمي خُلقت من أجلها.

 

وأخيراً، ما تطلعاتك لمستقبل الموضة السعودية على الساحة العالمية، وما الدور الذي ترين أن علامتك ستلعبه في هذا المسار؟

الموضة السعودية جاهزة للعالم. لدينا الأصالة والابتكار والإرث، وهي قيم قادرة على مخاطبة الجميع. ومن خلال علامتي، أطمح أن أُسهم بقطع فريدة مستدامة تحمل إرثي المديني السعودي، وفي الوقت نفسه تعبّر عن صوت عالمي.

المزيد
back to top button