هدى بارودي وماريا هبري: "بقجة تجسّد تحدّي بيروت للصعاب"

في عالم يمزج بين الحقيقة والخيال، وبين الدراما والأسطورة، تأتي "بقجة" لتشكّل الحدث في المشهد الفني والتصميمي في بيروت. هذه العلامة الإبداعية ليست مجرد مساحة لتصميم المنسوجات، بل هي رواية تُحاك بخيوط فريدة، حيث تتحول الأقمشة ذات القصص المتعدّدة إلى تركيبات غير مألوفة تثير الحواس وتحكي حكايات جديدة.

تتميّز علامة بُقجة Bokja بأسلوبها المبتكر الذي يجمع قطعاً من القماش تحمل كل واحدة منها إرثها الخاص، فتُبقي على أصالتها مع خلق حوارات ثرية وغير تقليدية بين العناصر المختلفة. من أعمال الزينة إلى التدّخلات الفنية، ومن مستلزمات المنازل إلى قطع الأزياء، تقدّم "بقجة" أعمالاً تنبض بالروح والأصالة، وتتماشى في الوقت نفسه مع رؤيتها للممارسات المستدامة بيئياً واجتماعياً.

في ما يأتي مقابلة خاصة مع مؤسّستي علامة "بقجة" هدى بارودي وماريا هبري.

 

 

كيف استطعتما التوفيق بين تكريم الحرف التقليدية وجذب الجمهور العصري؟

في "بُقجة"، نُقدّر الحرف التقليدية من خلال التمسّك بقيمنا الراسخة وابتكار قطع خالدة ذات مغزى، تجمع بين العاطفة والعقل والحدس. نحن لا نتأثر بالاتجاهات السريعة أو دورات الصناعة المتغيّرة، بل نركز على تصميمات تلتقط اللحظات والمشاعر والقصص. هذا الالتزام يبقى بصمتنا شهادة على الأصالة والنزاهة.

 

ما هو تأثير الرمزية الثقافية لمفهوم "بُقجة" في تصاميمها؟

تشير "البُقجة" تقليدياً إلى حزمة قماش تُستخدم لتغليف الأغراض الشخصية، وترمز إلى العناية والحماية والرحلة. بالنسبة إلينا، هي تمثيل لرواية القصص والتراث وحفظ الذكريات. تصاميمنا مستوحاة من هذه الرمزية، إذ إننا نهدف إلى تغليف السرديات والمشاعر والتاريخ في كل قطعة نصنعها. ومن خلال استلهام حكايات خاصة وأخرى عالمية، تعكس أعمال "بُقجة" كيفية بناء هذا الإرث ونقله ومشاركته، وكيف يمكن لهذا التراث أن يظل حياً عبر الأجيال.

 

أخبرانا عن المتجر الموقّت في لندن ولماذا اخترتما هذه المدينة؟

إن التنوّع الثقافي والطاقة الإبداعية في لندن يتماشيان تماماً مع رؤية علامتنا في رواية القصص من خلال المواد. ونحن نعتقد أن تقدير المدينة للأقمشة الفنيّة ونهجها غير التقليدي سيجعلانها تتفاعل بعمق مع علامتنا التجارية. وعلى الرغم من أن العلامة سبق أن ظهرت في المملكة المتحدة من خلال تكليفات وتدخلات تصميمية، فإن هذا المتجر الموقّت يمثّل أوّل مبادرة شاملة لنا في لندن.
أما عن أوقات المتجر، فقد تم افتتاحه في 85 شارع ليدبري، W11 2AG، نوتينغ هيل- لندن، خلال فترة الأعياد من 13 ديسمبر إلى 24 ديسمبر الماضي، وسيُعاد افتتاحه في منتصف الشهر الجاري حتى 25 مارس المقبل.

 

كيف تعيد "بُقجة" توظيف المواد لتعزيز مبدأ الاستدامة؟

منذ تأسيسها، كان الاستدامة جزءاً لا يتجزأ من فلسفة "بُقجة"، فهي تتجلى في سياساتنا الصارمة بعدم ترك أي مخلّفات، ودعم المجتمعات الحرفية الإقليمية، ورسائلنا المرئية التي تتناول الروايات البيئية.
في ورشة بيروت، يعمل الحرفيون المهرة على إنتاج كل قطعة بأقل قدر من الهدر. تُستخدم بقايا الأقمشة لإطلاق تصميمات جديدة، مما يخلق دورة مستمرة من الإنتاج وإعادة الاستخدام. 

 

كيف تعكس تصاميمكما روح بيروت بينما تجد صدى لدى الجمهور العالمي؟

بيروت مدينة يتحدى فيها الجمال كل الصعاب، فهي تزدهر وسط المحن والتحديات. في ظل الصعوبات التي تواجهها بلادنا، يظل الشعب اللبناني مصدر إلهام بصموده وإبداعه وشغفه. وتصاميمنا هي انعكاس طبيعي لهذه الروح، المرتكزة على القوّة والأصالة وجمال العيوب. هذه الروح تصل بسهولة إلى الجمهور العالمي لأنها تحكي قصّة أمل عالمية تربط بين الجميع.

 
المزيد
back to top button