احتفالاً بأحدث مجموعة Blue Book 2024: Tiffany Céleste، تتحدّث فيكتوريا رينولدز، كبيرة علماء الأحجار الكريمة في الدار الفاخرة، عن الصيحات في عالم المجوهرات، وتتطلّع إلى السماء بحثاً عن الإلهام، وكيف حوّلت حلم طفولتها إلى حقيقة.
كيف كانت رحلتك مع تيفاني أند كو؟
لقد كانت ٣٦ سنة مذهلة مع الدار! أنا فخورة بكوني أول أنثى عالمة في الأحجار الكريمة، وأيضاً بالإنجازات التي حقّقتها هذه الشركة. لقد كان هناك الكثير من الأشخاص الذين تعاونوا في هذه المجموعة، وأنتجوا أعمالاً استثنائية وهذا يوضح سبب حبّي الكبير للشركة؛ ستفهمين إحساسي على الفور عندما ترين هذه المجموعة الجميلة.
هل لديك أي ذكريات من طفولتك تتعلّق بالمجوهرات وبعلامة تيفاني آند كو؟
لقد نشأت خارج مدينة نيويورك وأتذكّر أنّني عندما كنت في العاشرة من عمري تقريباً، ذهبت مع والدي لشراء هدية عيد الميلاد لوالدتي من Tiffany & Co. وقد اشترى لها بروشاً، ولا تزال الذكرى حيّة جداً كيف كنت أمشي في أروقة "تيفاني" وأرى كطفلة منذهلة عظمة المكان. إنّها حقاً لا تنسى. أتذكّر أيضاً في المدرسة أنّني أردت العمل في مجال المجوهرات فقط. لذلك، عندما تخرّجت، كنت أعرف بالطبع أنّه يجب أن يكون لدى "تيفاني". لقد كنت محظوظة جداً بالحصول على تدريب صيفي في سنتي الأولى في الكلية ومن هناك وصاعداً لم أنظر إلى الوراء أبداً.
أخبرينا عن الحجر الكريم الذي حصلت عليه والذي كان له تأثير حقيقي على حياتك المهنيّة أو كان مفضّلاً لديك شخصياً؟
قد يبدو الأمر مبتذلاً للغاية، ولكن المفضّل لدي هو في الحقيقة ماسة "تيفاني". لقد عثروا على الحجر عام ١٨٧٧ واستغرق الأمر من عالم الأحجار الكريمة جورج كونز عاماً لقطعه. لذلك، عندما تفكّرين في "تيفاني"، فإنّك تفكّرين في الماسة وهذا يشملني أيضاً! طوال السنوات التي أمضيتها مع الدار، لم تتح لي الفرصة مطلقاً لحمل الماسة؛ فقط عندما أصبحت كبيرة علماء الأحجار الكريمة لدى الدار تمكّنت أخيراً من ذلك. اليوم، أنا حارستها الشخصيّة ـ أينما ذهبت الماسة، أذهب! لكن نعم، الحجر ساحر وأيقوني ـ إنّه جريء. العثور على حجر بوزن ٢٨٧ قيراطاً عام ١٨٧٧، وإحضار صائغ له لقطعه، ومن ثمّ إبقائه مع "تيفاني" طوال تاريخها بأكمله، هو أمر بالغ الأهميّة؛ لقد رفعنا المستوى جداً مع تلك الماسة.
ما هي أحدث الصيحات لناحية الأحجار الكريمة وفقاً لخبرتك ككبيرة علماء الأحجار الكريمة في شركة تيفاني آند كو؟
أحد الاتجاهات التي لقيت صدى هو التورمالين الكوبري إلبايت. هناك نوعان ـ أحدهما يأتي من البرازيل والآخر من أفريقيا. إنّها أحجار رائعة وأيقونية وهي باللون الأزرق الخاص "تيفاني" . لقد مرّ ٣٥ عاماً على اكتشافنا لها، وهي حديثة جداً وقد حظيت بشعبيّة كبيرة وشائعة بالنسبة لنا. ولم يكن من قبيل الصدفة أن يكون لديها هذا اللون، فمن المحتمل أن يكون هناك ماسات نادرة ذات ألوان فاخرة. ومن الضربات الأخرى التي حقّقناها حصولنا على ٣٥ ماسة من نوع Argyle قبل عامين. لقد كان هذا خبراً رائعاً، وبطريقة ما، قمنا بالارتقاء بسوق الألماس الوردي من طراز Argyle. المنجم مغلق الآن، لذا نحن سعداء حقّاً بوجود هذه الماسات في حوزتنا.
ما هو مصدر الإلهام وراء مجموعة "الكتاب الأزرق" هذه؟
لقد كان موضوعاً لم نستكشفه بعد، ومن أجله خرجنا من اللون الأزرق ونزلنا حرفيّاً إلى الماء. شيئان كانا شغف جان شلمبرجير، أحدهما كان البحر والآخر كان السماء. إنّها حقاً لوحة رائعة للعمل بها لناحية الألوان. لقد أعطاني درجة لونيّة محدّدة جدّاً أردنا أن أعمل بها. كان الألماس الأصفر والأبيض منطقيّاً بسبب السماء، لكنّه أعطاني بعد ذلك المزيد من الخيارات للعمل بها مثل ياقوتة "كافاشون" التي اشتريناها مع الزفير الأزرق ـ والذي كان مزيجاً غير عادي أبداً من الأحجار الكريمة التي أحدثت فرقاً كبيراً. لقد كان من دواعي سروري أن نزاوج أحجار الأكوامارين المصقولة مع الزركون، ممّا يعطي مظهراً متكاملاً جميلاً للغاية معاً.
في العملية الإبداعيّة، ما الذي يأتي أولاً ـ الرسم/الرسم التخطيطي للقطعة يليه مصدر الأحجار أم مصدر الأحجار يليه الرسم؟
لقد بدأ الأمر بالفعل عندما قمت بشراء الأحجار الكريمة ـ وكان ذلك بالتعاون إلى حدّ كبير مع مديرتنا الفنيّة ناتالي فيرديل وفريق التصميم الخاص بها. استغرق الأمر عاماً للعثور على جميع الأحجار، ثمّ أمضى فريقها ٦ أشهر في التصميم. بعد ذلك، أرسلت إلى الصائغين وعندها بدأوا في صياغة الأحجار. أحد أسباب كون المجموعة متماسكة هو أنّنا تمكّنا من البدء بالحجارة، ثمّ بسرد القصّة حول كيفيّة إلهامها هي وفريقها. كانت الأحجار الثانوية معقّدة. كان علينا أن نقطع عدداً قليلاً منها، لكن كلّ شيء كان ممكناً، ولم يكن هناك شيء مستحيل.
هل يمكنك مشاركتنا أي تقنيّات مبتكرة في تصميم المجوهرات لاحظتيها أو نفّذتيها؟
أودّ أن أقول أنّ "تيفاني" تؤمن حقاً باليد التي تعمل بالإضافة إلى الحرفيّة، سواء في تقديم قطعة المجوهرات أو أيضاً في جعل شخصٍ ما يجلس على المقعد ويصنع قطعة المجوهرات. إنّها إحدى الأشياء التي تميّزنا تماماً عن بعض دور المجوهرات الأخرى. أودّ أن أقول أيضاً، ليس من وجهة نظر تكنولوجية، ولكن من وجهة نظر مبتكرة، إنّ إمكانيّة طباعة شيء ما بالشمع، هي عمليّة تُحدث فرقاً كبيراً قبل أن نذهب إلى واجهات الصّاغة؛ بعد أن تمكّنت ناتالي وفريقها من اتخاذ قرارات بشأن حجم القطعة ووزنها وما إلى ذلك، يمكنك طباعتها بالشمع بين ليلة وضحاها ويمكنك اتّخاذ قرارات سريعة جدّاً بشأن إجراء التعديلات وما إلى ذلك، الأمر الذي سيكون مكلفاً للغاية لو كان عليك القيام بذلك بالمعدن مباشرةً، خاصةً لناحية الوقت.
كيف يمكنك اختيار مصادر الأحجار الكريمة واختيار تلك التي تصلح لقطع "تيفاني" المميّزة؟خاصة عندما يتعلّق الأمر بمجموعة "الكتاب الأزرق"؟
إذاً، تتمثّل العمليّة في أن تأتي الأحجار إلينا أو نذهب إلى معارض الشراء، ومن النظرة الأولى يجب أن يكون لها لون أو قطع استثنائي. ثمّ يتمّ تصنيفها. لدي مجموعة من علماء الأحجار الكريمة المذهلين الذين يعملون معي. ثمّ يعود الأمر إليّ للحصول على الموافقة النهائية مع ناتالي. لذا، يجب دائماً أن تتمتّع بجودة عالية، وقطع رائع لا يصدّق. علاوةً على ذلك، يجب أن تحتوي على شيءٍ خاص، وهو أمر يصعب تحديده في الحجر الكريم ولكنّني أقول دائماً "عندما تراه، تعرفه". يمكنك الحصول على ماستين زرقاوين زاهيتين ـ إحداهما ذات لون أزرق سماوي بارز، وتتراقص أكثر بقليل من الأخرى؛ هذه هي التي نختارها.