مقابلة حصرية مع يازية السويدي، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة Flaunte

يازية السويدي الرئيسة التنفيذية ومؤسسة Flaunte، سيدة أعمال إماراتية شابة من مدينة أبو ظبي. عاشت يازية في لندن، وكانت دائمًا متحمّسة لفكرة بدء مشروعها التجاري الخاص في صناعة التجميل، ولاحظت فجوة كبيرة في الأسواق المحلية عندما يتعلق الأمر بحجز خدمات التجميل في اللحظة الأخيرة دون التضحية بالجودة.

ومن هنا ولدت فكرة تأسيس Flaunte* والهدف هو ليس فقط تلبية احتياجات العملاء من خدمات ومنتجات التجميل في اللحظة الأخيرة فحسب، بل توفير أيضًا منصة للعاملين لحسابهم الخاص لعرض مهاراتهم واكتساب جمهور أوسع. لقد ساعدها منظورها الفريد على فهم الاحتياجات المختلفة لعملائها مما جعل Flaunte* مميّزة.

 

تؤمن يازية أن الراحة هي مفتاح المستقبل وأن الناس أصبحوا معتادين بشكل متزايد على استخدام تطبيقات الهاتف المحمول للوصول إلى مجموعة من الخدمات. من خلال Flaunte*، تهدف يازية إلى إنشاء متجر شامل حيث يمكن للعملاء حجز خدمات التجميل وشراء المنتجات، كل ذلك في منصة واحدة. 

 

أخبرينا المزيد عن نفسك

ولدت في أبوظبي، وتلقيت تعليمي في مدرسة فرنسية مع عدد قليل من الطالبات الإماراتيات. ونظراً إلى أنّني نشأت في بيئة فرنسية وأمضيت الكثير من الوقت في الولايات المتحدة وأوروبا، كان لذلك تأثيراً واضحاً على أسلوبي وطريقة العناية بنفسي. ولطالما كنت شغوفة بعالم الجمال والعناية بالذات، وعلمت منذ صغري أنني أريد العمل في هذا المجال. في أواخر سنّ المراهقة، انتقلت إلى المملكة المتحدة حيث أمضيت عشر سنوات، ولكنّ اشتياقي لوطني الأمّ دفعني إلى العودة. حينها، لاحظت أن أهمية قطاع التجميل هنا تفوق كل البلدان التي زرتها سابقاً. وبالرغم من عدد علامات التجميل المفرط في منطقتنا، غير أنّ هذا المجال يزخر بالمواهب المميزة. وفي أحد الأيام، دُعيت لحضور فعاليّة مهمة، وأمضيت أكثر من ساعة في البحث سدى عن خبير تجميل متوفّر. ثم أدركت أنّني لست الوحيدة التي أعاني من تلك المشكلة، وعزمت على إيجاد حلّ لها. كما دفعني حبّي للألعاب الإلكترونية إلى دمج التكنولوجيا مع عالم التجميل... وهكذا تمّ تأسيس منصة Flaunte*.

 

من أين ولدت فكرة Flaunte وما هي التحديات التي تواجهيها عند تأمين احتياجات العملاء؟

كنا ندرك أنّه لا بدّ لنا من ابتكار برنامج يتيح لمقدمي الخدمات إدارة أعمالهم بالكامل، حتى ينبهروا بحرفيّة العمل وينضموا إلى Flaunte*. وقد تمثّل التحدي الأصعب بالنسبة إلينا في القدرة على منافسة البرامج الشهيرة التي تُقدّم هذا النوع من الخدمات منذ عقد أو أكثر، فتحتّم علينا إنشاء ميزات تفوقها ابتكاراً وتوفير سرعة قياسية في حلّ المشاكل. في الحقيقة، تلبّي منصة Flaunte* احتياجات العملاء الذين يرغبون في حجز خدمات تجميلية منزلية إلى جانب الخدمات في الصالون/ السبا، كما نقدّم خدمات للشركات والعمّال المستقلين. لذلك، طرحنا تطبيقين منفصلين لكل منهما ميزات معيّنة ابتكرناها خصيصاً لخدمات الهاتف المحمول وخدمات الصالون. في البداية، تساءلنا مراراً لماذا لم يبتكر أي شخص هذا النوع من المنصات، والجواب هو لأنّ الأمر صعب! ولكنّنا استطعنا تحقيق رؤيتنا بالرغم من كل الصعوبات.

 

توفر المنصة أيضّا لأصحاب الأعمال الحرة فرصة عرض مهاراتهم واكتساب جمهور أوسع. من أين استوحيت هذه الفكرة وما هي الإضافة التي توفرها لمنصتك؟

كما ذكرت سابقاً، تعجّ الإمارات العربية المتّحدة بالشركات والعاملين المستقلين الموهوبين جدّاً، وتتمثّل الطريقة الوحيدة للوصول إليهم في تصفّح موقعَي جوجل أو إنستجرام. لكنّنا أردنا تبسيط هذه المهمّة للعملاء حتى يستطيعوا استكشاف جميع تلك الخدمات التي دقّقنا بها شخصياً واخترناها بعناية وجمعناها لهم في منصة واحدة. ليس بالأمر الجديد أن تحصل المرأة الإماراتية على خدمات التجميل من راحة منزلها، لكن الإقبال على هذا النوع من الخدمات قد تزايد في الغرب مع انتشار جائحة كورونا. من جهتنا، نسعى دائماً إلى توفير أقصى درجات الراحة لعملائنا. لذا تتمثّل أحد أهدافنا الرئيسية في السماح لهم باختيار المكان الذين يريدون الحصول فيه على خدماتهم، لضمان رفاههم وتقديم خدمات عالية الجودة لهم وسط أجواء من الطمأنينة. فصحيح أنّنا نعيش في إحدى أهم مدن العالم التي تشهد نمواً سريعاً في مجال العناية بالذات، لكن ثمة ثغرة في سوق الحصول على تلك الخدمات ونحن نسعى إلى إيجاد الحل لذلك.

 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

يبدو المستقبل واعداً لمنصتنا، حيث نتوق إلى إطلاق ميزة جديدة مبتكرة قريباً. لذلك، تابعونا للاطّلاع على المزيد من المعلومات في هذا الصدد، إذ أعتقد أنّ تلك الميزة سترتقي بمجال العناية بالذات في الإمارات العربية المتحدة إلى مستوى مبهر لم يسبق له مثيل. فنحن لن نكتفي ببناء شركة تشبه سواها، لا بل نسعى إلى بناء علامة تجارية تحتلّ مكانة ريادية في هذا المجال، ونتطلّع إلى التوسّع قريباً في بلدان أخرى مجاورة وربما على الصعيد العالمي يوماً ما.

 

برأيك، ما هي الصعوبات التي تواجه المرأة العربية، والخليجية على وجه التحديد، في مجال العمل؟

أعتقد أنّ المرأة الخليجية قد قطعت شوطاً كبيراً في قطاع العمل وأفتخر كثيراً بذلك. في الواقع، تعدّ معظم الشخصيات التي أحتذي بها في قطاع العمل نساء إماراتيات، مثل نورا الكعبي التي اعتبرها مصدر إلهام لي. وخلال نشأتي، كان والدي يُشجّع المرأة على تقلّد وظائف رفيعة المستوى، وكان يعلمني كل ما يلزم عن مجال الأعمال التجارية منذ نعومة أظافري. كما أتذكّر أنني كنت أطرح أفكاراً تجارية تلقى إعجابه. وفيما تضحكني هذه الذكريات اليوم، ولكّنها ساعدتني لأصبح سيّدة أعمال ناجحة. من المؤسف أنّنا نشعر دائماً بالحاجة إلى إثبات جدارتنا، خصوصاً لعالم الغرب الذي يصوّر المرأة الخليجيّة باستمرار على أنّها "مضطهدة". ولا أعتقد أن هذا الأمر صحيح، فقد شجّعنا قادتنا على خوض مسيرة مهنية ناجحة وشجعوا المرأة لتحتلّ الصدارة في عدّة مجالات عمل أصبحت تهيمن عليها اليوم.

 

مع التزايد الملحوظ في مستحضرات التجميل في الأسواق المحلية والعالمية، ما الذي يميز مستحضرات وخدمات Flaunte ؟

نحن علامة تجارية تُعنى بأسلوب الحياة ونريد أن نتواصل مع عملائنا ونوطّد علاقتنا بهم، عبر ابتكار تجارب لا تُنسى سيتمكّنون قريباً من اختبارها بأنفسهم. كما نوفّر خدمات فريدة جداً، ونحرص على تلبية مختلف الأذواق والاحتياجات لأننا نقدّر التميّز. هذا ونعلّق أهمية كبرى على مفهوم الراحة، لأننا نعيش في زمن لم تعد فيه الراحة امتيازاً، بل أمراً متوقّعاً. لذلك، فقج ابتكرنا منصة شاملة لكلّ ما يتعلق بالعناية بالذات، وسيثبت ما نعمل عليه حاليّاً ذلك. في الواقع، لن تضطروا إلى الانتقال من تطبيق إلى آخر لتجدوا ما تحتاجون إليه، فنحن نرتقي بشعار "العناية بالذات في كلّ مكان" إلى مستوى غير مسبوق من التميّز. فبينما يُقدّم بعض منافسينا خدمات في الصالون أو في المنزل فقط، ويُقدّم البعض الآخر خدمات لا علاقة لها بالعناية بالذات، نفتخر نحن بتقديم خدمات عالية الجودة ونحرص على تديم أفضل خدمة ممكنة ومتكاملة لكلّ عميل. كما نتميّز بسرعة خدماتنا، حيث أجرينا بالكثير من التجارب وتعلّمنا من أخطائنا لضمان سرعة قياسية في حجز الخدمات التجميلية. وأخيراً، نلتزم بدعم شركائنا، إذ نريد أن نوفّر لهم منصة فعّالة بدلاً من تقييدهم بعقود وقواعد صارمة، ونود أن نمنحهم قدراً كبيراً من المرونة ليتمتعوا بالحريّة، كما نقدّم لهم الكثير من التسويق المجاني دعماً لهم.

 

برأيك، ما هي حسنات ومساوء التكنولجيا؟

شهدت خلال نشأتي التطوّر السريع في التكنولوجيا، فرأيت الجانب الجيّد والسيء منه. وتُدهشني سهولة التواصل بين الأشخاص حول العالم اليوم، حيث أصبحت إمكانية الوصول إلى المعلومات في متناول اليد، وبات الإنترنت قادراً على حلّ عدد هائل من المشاكل. مع ذلك، ثمة جانب سلبي لموضوع يهمّني كثيراً، فقد أثّرت مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً على ثقة الشابات بأنفسهّن، ويحزنني رؤية ذلك لأنّني عانيت من الأمر نفسه. وهذا ما ألهم Flaunte* كعلامة تجارية على دعم التميّز وتجنّب اتّباع الصيحات فقط من أجل الاندماج مع الآخرين.

 

نصيحة للشابات اللواتي ترغبن في خوض تجربة تأسيس شركة خاصة

يُمثّل فريق العمل أهم عنصر في الشركة! فهو مقياس للنجاح، لذلك أضع فريقي في صدارة أولوياتي وأقدّره كثيراً إذ لم أكن لأحقق النجاح بدونه. كذلك، كنت أضع أمامي حواجز لا ينبغي أن تكون موجودة أمامي لأنني خشيت الفشل، ولكن حتى إن فشلت فسأتعلّم الدرس وأبدأ من جديد. من هنا، أرى أنّه يجب التفكير دوماً في أسوأ ما يمكن أن يحدث، وفي كثير من الأحيان ستدركون أن الأمور ليست بهذا السوء وستُتابعون طريقكم. فإذا كنتم تريدون تأسيس أعمال مميزة، لا بدّ لكم أن تجازفوا ولكن بدون تهوّر، بل تعّمقوا في البحث قبل القيام بأيّ خطوة.

المزيد
back to top button