في لقاء حصريّ لملكة جمال لبنان ياسمينة زيتون مع ELLE Arabia، ذهبنا برحلة معها إلى مختلف المحطّات خلال مسيرتها بتجربة المشاركة في Miss World التي استطاعت أن تصل إلى المرحلة النهائيّة فيها، وتنال عن جدارة لقب الوصيفة الأولى. فماذا أخبرتنا عن تجربتها، وعن الهند، وما الرسالة التي وجّهتها إلى الفتيات؟
أخبرينا عن تجربة مشاركتك في مسابقة "ملكة جمال العالم".
لقد كانت تجربة مشاركتي في Miss World مليئة بالتحدّيات، لأنّها لم تكن لأيّام، إنّما استمرّت لشهر كامل، وواجهتُ خلالها الكثير من الصعود والهبوط والتحديّات، خصوصًا مع وجود المهمّات التي علينا تنفيذها في إطار مشاركتنا، من اللقاءات المباشرة إلى عروض الأزياء والرياضات، ولذا كانت متعبة جدًّا، إنّما ممتعة في الوقت نفسه. لقد كان من الصعب عليّ أن أحافظ على راحتي العقليّة يوميًّا، ولكن أحمد الله أنّني تمكّنت من الوصول للنهائيّات وأنا مرتاحة ذهنيًّا وواثقة من نفسي، وأنا فخورة جدًّا بالنتائج التي حقّقتها.
كمْ كانت مدّة هذه التجربة؟ كمْ مكثت في الهند؟ ماذا تعلّمتِ، ما الذي أحضرته معك، وما العوامل المشتركة بين الحضارتين الهنديّة والعربيّة؟
أمضيتُ في الهند 3 أسابيع، ومن بعدها ذهبنا إلى موريشيوس حيث استمتعنا بعطلة تمّ تنظيمها لنا بعد ليلة النهائيّات. لقد أثارت الهند إعجابي بحضارتها الغنيّة، والتي تشمل الكثير من الأمور المشابهة لأخرى موجودة لدى الحضارة العربيّة، مثل حُسْن الضيافة والترحيب، شخصيّة المواطنين اللطيفة وحماسهم لاستقبال الزوّار، حبّهم الكبير لأطباقهم، وهذا ما عزّز روعة تجربتي في Miss World، لأنّها جمعت بين الكثير من المقوّمات. لقد تعّلمتُ من فترة تواجدي في الهند، أنّه مهما حصل، ستصل دومًا إلى الوجهة التي تريدها، ولو إنّ ذلك تطلّب وقتًا طويلًا.
كم تفتخرين بكونك عربيّة- لبنانيّة وصلت إلى هذه المرحلة، وما كان شعورك بتحقيق هذا الإنجاز؟
أنا فخورة جدًّا بما حقّقته، فهو إنجاز كبير أن تصل فتاة عربيّة إلى هذه المرحلة في Miss World، بعد جورجينا رزق التي نالت اللقب في العام١٩٧١، ولأنّني لم أتخلَّ عن مبادئي وقيمي وأيّ من صفات شخصيّتي، إنّما امتلكت الشجاعة لأقول ما أريد إيصاله من دون خوف، وكانت أجوبتي بالطرق التي أراها صحيحة ردًّا على الأسئلة الموجَّهة إليّ. كنت فخورة أكثر، لأنّني لم أغيّر أي شيء في نفسي، بل كنت "أنا" ولم أبذل أي محاولات لإرضاء أي شخص، وتمكّنت من إيصال صوت المرأة العربيّة بكلّ حداثة، والصورة التي أريد تسليط الضوء عليها بطريقة حضاريّة تشبهنا نحن كنساء عرب، وأثبت لهم أنّ الأفكار السائدة عن المرأة العربيّة غير صحيحة، وعليهم التأكّد من صحّة الأحكام المنتشرة عنها وعن العرب ككلّ. كلّ هذا أوصلني إلى تحقيق هذا الإنجاز!
ما الذي تطمحين إليه بعد Miss Wrold؟
لديّ الكثير من الأحلام والخطط التي أركّز على تحقيقها في المستقبل، وكما تفاجأ العالم بالنتائج التي أنجزتها في Miss World، أعدُ بأنّني سأفاجئهم بكلّ جديد أخطّط لتنفيذه في مسيرتي. الآن، لديّ جولة عالميّة كجزء من النشاطات التي وضعتها الشركة المنظّمة لـ Miss World، إلى جانب مشاريع أخرى عليكم الانتظار لمعرفة ما هي!
ما هي رسالتك للفتيات اللواتي هنّ في مرحلتك العمريّة نفسها، خصوصًا في ظلّ هيمنة عمليّات التجميل على عالم الجمال؟
أوجّه لكلّ فتاة الرسالة نفسها التي كشفتها عندما كنت واقفة على مسرح المسابقة، "كوني حقيقيّة"، فمهما تمّ بذل الجهود لتغيير المعايير المتعلّقة بالجمال، يفوز الجمال الطبيعيّ دومًا، وكذلك ذاك الذي يميّزها من الداخل. كلّ الفتيات جميلات، وكلّ فتاة تستطيع إثبات أنّها الأجمل، ففي داخلها صفة مميّزة لا يمكن لأحد انتزاعها منها، وهذا ما عليها التركيز عليه، لأنّه وحده يشقّ لها الطريق نحو تحقيق أحلامها.