تحتلّ ستيفاني عطالله مركز الصدارة مزيّنة بجاذبية مجموعة Prada النسائية لإصدار ديسمبر ٢٠٢٣. مستوحاة من أيقونات سينمائية من الماضي، تستكشف المجموعة تزاوج الطابع العملي والبذخ، مما يقدّم منظوراً جديداً للأيقونات الثقافية العالمية. وبينما تجسّد ستيفاني جوهر هذه الأساليب، فإنّها تشاركنا رؤى حول رحلتها المتنوّعة في صناعة الترفيه، وشغفها لإعادة تشكيل السرد حول المرأة العربية، والتحدّيات والمفاجآت التي ساهمت في تشكيل شخصيتها طوال مسيرتها.

 

كانت رحلتك في صناعة الترفيه متنوّعة تماماً، من المسرح إلى السينما وحتى الغناء. كيف تتنقّلين بين هذه الأنواع الفنّية المختلفة؟

أنا أحبّ عملي لسببٍ وجيه. أشعر وكأنّني لا أعمل، يبدو لي الأمر وكأنّه تعبير عن الذات. ولهذا لا أفرّق بين التمثيل (مسرح، أو سينما، أو تلفزيون)، أو الغناء، أو الرقص، أو حتى الرسم والكتابة (في أوقات فراغي)؛ كلّ هذا جزء من هويتي. أعتبر نفسي محظوظة لأنّ لديّ مهنة هي شغفي. ومع كلّ تقلّباتها، فهي جزء كبير من حياتي. أعمل على تطوير هذه المواهب كلّ يوم تماماً كما أتطوّر أنا وأنضج كإنسان.

 

في أدوارك المختلفة، قمت بتأدية شخصيات نسائية قوية ومعقّدة. كيف تأملين أن تساهم شخصياتك في إعادة تشكيل السرد حول المرأة العربية؟

إنّه جزء كبير من سبب ومدى حبّي لهذه المهنة. يمكنني أن ألعب وأكون العديد من الشخصيات في إنسانٍ واحد وهذا ممتع! ولكن يمكنني أيضاً تسليط الضوء على العديد من الموضوعات الدقيقة التي يمكن أن تحدث فرقاً في تطوّر مجتمعنا وتشكيل الأجيال. إنّ السرد حول المرأة العربية هو موضوع أتناوله أيضاً في المقابلات كلما أردت أن أكون على طبيعتي (الممثّلة، وليس الدور). أنا أكافح من أجل المرأة العربية كلّ يوم، فأنا فتاة عربية فخورة بنفسي، فنحن قويات وذكيات ومبدعات ومتعلّمات وقادرات ويمكننا التحدّث عن أنفسنا وتشكيل الأجيال القادمة بعنايةٍ وذكاء. نحن معروفات بأنّنا جميلات في جميع أنحاء العالم، لكنّها سمة ثانوية لكلّ ما نحن عليه حقاً. معظم الأدوار التي ألعبها تصوّر نساء عربيات قويات للغاية، وهذا شيء أفتخر به.

 

ما التحدّيات التي واجهتيها خلال مسيرتك؟وما هي بعض المفاجآت غير المتوقّعة؟

تمثّل كلّ شخصية جديدة تحدّياً ومسؤولية كبيرة. أشعر بارتباط وثيق بأدواري وتصبح جزءاً من هويتي. فأنا أنمو كشخصٍ وأكتسب بعض سمات الشخصيات التي ألعبها على مدى رحلة حياتي.

المفاجآت غير المتوقّعة تأتي دائماً بعد فترات التصوير الطويلة، عندما يدخل الجمهور في المعادلة ويتمكّن من المشاهدة والتفاعل. إنّها دائماً نعمة أن أرى مقدار الحبّ الموجّه لي بعد بثّ العرض. لا يمكنك أبداً توقّع ردود فعل الجمهور. إنّه شيء يجب أن نفخر به عندما يدلي الملايين بآرائهم حول الشخصية التي ألعبها ويتفاعلون معها كما لو كانت الشخصية شخصاً حقيقياً، فيصدّقون الدور؛ عندها أفهم أنّني نجحت في التمثيل. ينسون "ستيفاني" ويعيشون مع "فاي ـ أو ـ ملك"؛ على سبيل المثال.

 

يستكشف دورك في Confessions of a Fashionista الجانب المظلم من ثقافة المؤثّرين. كيف تستعدّين للأدوار العاطفية، وما الذي جذبك إلى هذا المشروع بالتحديد؟

أولاً، أثارني هذا الموضوع، لأنّني أعتقد أنّ وسائل التواصل الاجتماعي هي بالفعل نعمة ونقمة. علينا أن نكون أكثر حذراً عندما نعيش في هذا العالم اليوم، حيث يمكن أن تكون كلّ صورة كذبة وكلّ تعليق يمكن أن يكون إهانة. كان من المهم حقاً بالنسبة لي أن ألعب دور "ملك"، الشخصية المؤثّرة التي تحظى بمتابعة كبيرة والتي تخفي كلّ شيء عن حياتها الحقيقية. ثانياً، لقد عملت مع نفس المخرج وفريق العمل في مسلسل قصير سابق بعنوان Awake وقد أحبّ الجمهور هذا النوع من العروض. إنّه جديد ومنعش ومثير ويصوّر الشباب العربي بشكلٍ مثالي. أحبّ العمل على المسلسلات التي تعطي نظرة جديدة عنّا نحن الشباب العربي؛ يتمتّع هذا المسلسل أيضاً بإحساس سينمائي عالمي ومرئيات تحفّزني على أن أكون جزءاً منها.

تحضيراتي لدورٍ صعب تبدأ دائماً بحفظ السيناريو، وطرح العديد من الأسئلة على المخرج والكاتب. أنا مهووسة بعض الشيء بعملي، لذلك فأنا مستعدة دائماً وأحبّ كلّ خطوة من عملية التصوير. بعد ذلك، أبدأ في البحث عن المواضيع التي تمّت مناقشتها في نصنا. أحاول أيضاً العثور على أوجه تشابه بين ستيفاني والدور. بعد ذلك، فالجزء الأكثر أهمية بالنسبة لي، هو إنشاء قائمة تشغيل للأغاني التي تستمع إليها شخصيتي، وأغمر نفسي بها كل يوم. هذه هي التقنية التي ابتكرتها وهي تناسبني لأنّني متأثّرة جداً بالموسيقى، وأستمع إليها كثيراً كلّ يوم، لذا فهذه هي طريقتي للوصول إلى منطقة الشخصية الجديدة ومزاجها. حتى أنّني أحمل سمّاعاتي أثناء التصوير وأستمع إلى الأغاني هناك أيضاً. هذه إحدى الحيَل العديدة التي ابتكرتها لنفسي.

 

لقد قمت مؤخّراً بدور البطولة في مسلسل "كريستال" على قناة شاهد. هل يمكنك مشاركة بعض الأفكار حول شخصيتك وكيف يستكشف العرض موضوعات ذات صلة بالجماهير المعاصرة؟

لقد احتلّ هذا العرض المرتبة الأولى منذ إصداره على المنصة وعلى شاشة التلفزيون. إنّها حقاً مفاجأة رائعة أن أرى تفاعل الناس مع القصة وشخصيتي، "فاي". إنّ ثراء النص هو أحد الأسباب التي جعلتني أرغب في أن أكون جزءاً من هذا العرض. تنتهي كلّ حلقة بمفاجأة وهذا ما أثار إعجاب الجمهور من الحلقة الأولى. إنّه لمن دواعي سروري حقاً أن أرى كيف يتغيّر حبّ الناس وكراهيتهم تجاه الشخصيات مع تقلّبات القصة. يأخذ هذا النوع من العروض الجمهور في رحلة طويلة ويحبّ الناس التعايش مع الشخصيات.

"فاي" دورٌ كبير؛ إنّه موجود في كلّ مشهد تقريباً، وكانت هذه مسؤولية كبيرة. لقد كان تحدّياً أن ألعب دوراً به الكثير من الاختلافات. "فاي" في الحلقة ١ هي تماماً عكس ما هي عليه "فاي" في الحلقة ٩٠. إنّها رحلة رافقني فيها الجمهور، وانطلاقاً من كلّ ردود الفعل، فهم يحبّون "فاي"، يفهمونها، يكرهونها، يتقاتلون معها، ضدّها، من أجلها... يا لها من رحلة. هذا هو معنى الترفيه!

 

يتضمّن عرضك الأسبوعي عبر الإنترنت الطعام والكوميديا. هل هناك أطباق خاصّة أو مطبخ معيّن له مكانة خاصة في قلبك، وكيف يساهم الطعام في الجانب الكوميدي لبرنامج "كزدورة"؟

في "كزدورة"، أستطيع أن أكون على طبيعتي بنسبة ١٠٠%، فالنص غير مكتوب ونتمكّن من مشاركة أفكارنا وهمومنا اليومية ومرحنا في سيارة صغيرة أثناء تناول الطعام. جاء هذا المفهوم برمّته لكي نحظى بلحظةٍ جيدة ونشارك هذه اللحظة مع الأشخاص الذين يشبهوننا ويشاهدوننا. إنّها طريقة رائعة حقاً بالنسبة لي لمشاركة حبّي للطعام والكوميديا. حياتي اليومية مليئة بالنكات والضحك، في حين أنّ معظم الأدوار التي ألعبها درامية. أعتقد أنّ ذلك يمثّل ارتياحاً كوميدياً رائعاً بالنسبة لي شخصياً وللجمهور أيضاً، فمن المهم أن أضحك قليلاً بغضّ النظر عن مدى قتامة الحياة في بعض الأحيان. أما الأكلة التي لها مكانة خاصة في قلبي: البطاطس المقلية... دائما وأبداً. هاها.

 

بماذا يختلف المكان الذي أنت فيه اليوم عن المكان الذي كنت تعتقدين أنّك ستكونين فيه؟

لقد سعيت دائماً إلى النجاح في عملي، وكان هذا دائماً هدفي. ووصولي إلى هنا اليوم ليس مفاجئاً لأنّني عاملة مجتهدة، وأعتبر مدمنة على العمل من قبل دائرتي الصغرى من المقرّبين. والعمل الجاد يؤتي ثماره. لكن الأشياء ليست أبداً كما نتخيّلها تماماً أو كما نحلم بها. مع كلّ إنجاز أحلم بالمزيد. لهذا السبب، جعلت هدفي اليومي أن أعيش كلّ يوم بيومه، وألا أفكّر أكثر من اللازم، وأن أستمتع بكلّ خطوة في الرحلة، فحتى الأخطاء موجودة لسبب ما. اليوم أنا سعيدة، وهذا هو هدف حياتي الرئيسي. أتمنى أن أكون دائماً سعيدة وبصحة جيدة.

 

كيف ساهم كونك شخصية عامة في تشكيل شخصيتك؟

أحاول ألا أتأثّر بحالتي الاجتماعية على الإطلاق. من المهم حقاً بالنسبة لي أن أظلّ صادقة مع هويتي، مع الجوهر. أحاول تصوير هذا على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بي كلّ يوم. الشخصيات العامة ليست أكثر من شخصيات غير عامة هههه. أنا أستمتع بمنصّاتي لأنّني أستطيع الوصول إلى عددٍ كبير من الأشخاص وجعلهم يبتسمون (من خلال مقاطع الفيديو المضحكة أو بعض الصور أو التعليقات الممتعة حول شيء حدث معي في ذلك اليوم) أحاول مشاركة اللحظات الممتعة، يسعدني أن أضحك الناس.

بخلاف ذلك، أقوم بنشر الكثير من الصور بدون ماكياج؛ في الكثير من اللحظات خلف الكواليس من عروضي، أحاول أن أكون صادقة قدر الإمكان وهذا ما أريد أن يعرفه الناس عنّي وأن يحبّوه فيّ.

 

أحدث مجموعة Prada مستوحاة من البطلات السينمائيات؛ ما الذي اكتسبتيه من جلسة التصوير هذه من حيث الخبرة؟

شعرت وكأنّني جزء من تصوير فيلم، لكن هذه المرة كنت على طبيعتي أمام الكاميرا؛ ومن خلفها. كان كلّ فستان، وكلّّ مظهر ارتديته، يبدو وكأنّه يوم جديد في حياة نجم سينمائي. لقد كنت في رحلة أحلامي مع Prada.

 

كيف تحدّدين أسلوبك الشخصي في الموضة؟

يمكنني الانتقال من عدم وجود ماكياج، ومن السراويل ذات الأرجل الواسعة، والقميص بدون أكمام والأحذية المريحة إلى البريق الكامل واللمعان والتألّق والكعب والرموش في ثانية واحدة! أشعر وكأنّني فتاة صغيرة ترتدي ملابس أنيقة عندما أحضر المناسبات والمهرجانات السينمائية. إنّه وقتٌ ثمين حيث يمكنني أن أكون أكثر بريقاً وفي نفس الوقت أكون صادقة مع نفسي. أحبّ ارتداء اللون الأسود دائماً، لكن أحاول الخروج من منطقة الراحة الخاصة بي وتجربة الألوان والمجوهرات. وهنا يأتي دور العين الخبيرة لمنسّق الأزياء Ibra لتتعرّف على أحدث الصيحات وأحدث المجموعات وما يجب فعله وما لا يجب فعله؛ إنّه لمن دواعي سروري أن أعمل مع هذا المنسّق المحترف، حيث يمكنني الاعتماد عليه والتأكّد من أنّه سيكون مخلصاً لصورتي وسيضيف لمسة من الجنون إلى إطلالتي على السجادة الحمراء.

 

ما هو زيّك المفضّل للخروج؟

أحبّ الجينز البسيط مع الأحذية الرياضية والتوب القصير؛ يمكنني رمي قميص فوق كلّ هذا وأجد نفسي خارجاً! أنا أتعلّق دائماً ببعض العناصر في خزانة ملابسي وأستمرّ في ارتدائها مراراً وتكراراً إلى أن أكرهها وأرفض رؤيتها. ثمّ أتحوّل إلى قطعتين أخريين.

 

كيف تحضّرين نفسك قبل عرض أو فيلم؟

نا أستمتع بالهدوء الذي يسبق العاصفة. أقوم بتبديل هاتفي بكتاب قدر الإمكان. أحاول عزل نفسي وأفكاري. أقرأ السيناريو مراراً وتكراراً، مع القليل من الموسيقى المناسبة وآخذ نفساً عميقاً. وأنطلق.

 

ما هي طرقك المفضّلة للاستجمام والاسترخاء؟

أحبّ الخروج والإستمتاع بالطبيعة. الجبال أو الشاطئ. أقوم بقليل من رياضة التجديف وقوفاً، مع صديقي. أقوم بتشغيل بعض الموسيقى مع عائلتي وأصدقائي، والغناء، والرقص، واسترخي. أحبّ صنع الكريب (الخالي من الغلوتين!) وتناولها مشبعة بالمزيد من الجبن أمام فيلم جيد (إن كانت السماء تمطر بالخارج، فهذه ميزة إضافية). كما أنّني أستمتع بقراءة الكتب، وليس الكتب الإلكترونية، فأنا أحبّ الإمساك بالكتاب والإحساس به.

 

الشيء الوحيد الذي لا تستطيعين مقاومته...

كلمة واحدة، البطاطس المقلية.

 

-------------------------------

تصوير: Esra Sam

تنسيق وإخراج إبداعي: ​​Ahmed Rashwan

ماكياج: Manuel Losada

شعر: Deena Alawaid

مساعدة التنسيق: Olivia Granberg

الموقع: Intercontinental Dubai Marina

المزيد
back to top button