في قلب مدينة ميامي في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، صعدت امرأة إلى الشهرة: غريسيلدا بلانكو. كانت هذه الأم لطفلين قوّة غير متوقّعة في عالم العصابات واستخدمت مكرها وسحرها لإنشاء إحدى أكثر العصابات ربحية على الإطلاق، وحصلت على لقب "العرّابة". تمّ إحياء قصتها المثيرة للاهتمام في المسلسل المحدود الحلقات Griselda، الذي يتمّ بثّه على نيتفليكس من بطولة وإنتاج الممثّلة التي لا تضاهى صوفيا فيرغارا والتي وضعت جانباً ضحكتها المميّزة وتصرّفاتها المبهجة من أجل دور امرأة قاسية لا تتوقّف عند أي اعتبار للحصول على ما تريد. تمكّنت ELLE Arabia من مشاهدة العرض المذهل قبل بثّه على نطاقٍ واسع، وإجراء مقابلة مع صوفيا فيرغارا التي شاركتنا بعض أفكارها حول تصويرها لـ Griselda، والتحدّيات التي استوجبها جلب هذه الشخصية المعقّدة إلى الحياة، والجهد التعاوني وراء هذه الملحمة الجذّابة التي تمزج بين القوّة، والطموح، والدراما. إليك مقتطفات من المقابلة الحصرية مع صوفيا...
لماذا استغرق إنتاج المسلسل عقداً من الزمن؟
في البداية، لم أكن أعرف من هي غريسيلدا بلانكو ولم أكن قد سمعت عنها قط. وكنت منشغلة بمسلسل Modern Family. لم أتعرّف إليها إلا في وقتٍ لاحق، بعد اكتشاف المزيد عنها ومشاهدة Narcos (عرض تلفزيوني)، فأدركت إمكانية إحياء قصتها. حقيقةً، إنّ غريسيلدا كانت لا تزال على قيد الحياة في ذلك الوقت وهذا شكّل أيضاً تحدّياً بالنسبة لي، لأنّني لم أكن أرغب في خلق قصة بنهاية سعيدة محتملة. إنّ الاتصال بالفريق الذي يقف وراء Narcos زاد من إصراري على عرض قصة Griselda على الشاشة.
ما الذي تحبّينه في الشخصية التي تلعبينها؟
مليون شيء! أعجبني أنّني لم أفهم الشيء الكثير عنها، وعن قراراتها. أنا معجبة بتعقيد شخصية غريسيلدا بلانكو. وباعتباري امرأة وأم كولومبية، فقد شعرت بارتباط وثيق معها وبتصميمها على شقّ طريقها بنفسها. ومع ذلك، وجدت صعوبة في فهم كيف يمكنها أن تؤذي الآخرين وتعطي الأولوية لذاتها وغرورها على علاقاتها. للتعمّق في هذا التعقيد، طلبت المساعدة من آندي (المخرج أندريس بايز) وإريك (العارض إريك نيومان) في فهم هذه الجوانب من شخصية غريسيلدا.
ما الذي جعلها قوية لهذه الدرجة؟
أعتقد أنّ قوّة غريسيلدا بلانكو تنبع قبل كلّ شيء من خوفها وحبّها لعائلتها. بدءاً من النوايا الحسنة، فإنّ نجاحها في تجارة الممنوعات وقدرتها على تقليد خصومها من الرجال الأقوياء جعلها واثقة ومتمكّنة لدرجة أنّها اعتقدت "يمكنني كسب نفس القدر من المال مثل هؤلاء الرجال". وأعتقد أيضاً أنّ الصدمة التي تعرّضت لها منذ بداية حياتها في كولومبيا لعبت دوراً مهماً في تشكيل مرونتها وتصميمها.
لماذا كان من المهم عرض قصة غريسيلدا؟
أيضاً باعتباري امرأة كولومبية، فقد وجدت أنّه من المثير للاهتمام استكشاف كيف يمكن لامرأة، ترتبط عادةً بالحبّ وحماية الأسرة، أن تصل إلى هذه المستويات من النجاح في مجال يهيمن عليه الذكور. وقد أضافت صلتي الشخصية بالعمل من خلال أخي، طبقة أخرى إلى اهتمامي بفهم رحلة غريسيلدا.
ما الذي فاجأك أكثر في غريسيلدا؟
فاجأني كلّ شيء في حياة غريسيلدا بلانكو. بدءاً من بداياتها المتواضعة، فقد أظهرت من خلال قدرتها على التنقّل في عالمٍ قاسٍ وكذلك خياراتها على الرغم من فظاعتها، قوّة فريدة. بالنسبة لي، أصبحت قصة غريسيلدا مزيجاً من المأساة والانتصار.
ما الذي جعلك تندمجين بعالم غريسيلدا؟
لعبت الأطقُم والمجموعات، بما في ذلك الأزياء والشعر المستعار والدعائم، دوراً حاسماً في غمري وانغماسي في عصر غريسيلدا ومزاجها. لم يسبق لي أن عملت في مجال البدلات الصناعية، أو كان لي دور كنت فيه مختلفة تماماً عمّا أنا عليه الآن. وبقدر ما كنّا نعلم أنّنا لا نريد أن أبدو مثل غريسيلدا تماماً، إلّا أنّنا أردنا أيضاً أن نُخفي شخصية صوفيا. لقد تطلّب الأمر الكثير من الاختبارات والتجارب لمعرفة كيف أمحو شخصيتي المعروفة بحيث أردت أن تبدو شخصية غريسيلدا بشرية وليس مثل زيّ "هالوين". إستعنت بأسنان صناعية، وحواجب مزيّفة، وشعر مستعار، وقمنا بتغيير لون بشرتي وملمسها، واخترنا ملابس داخلية تصغر ثديي، واتخذت وقفة ومشية غريسيلدا الفريدة من نوعها. ومازلت أقوم بالتمارين لدى المعالج الطبيعي بسبب ذلك (تضحك).
غريسيلدا هي بطلة فاسدة، لكن هل تشعرين أنّ هناك شيئاً مشتركاً بينكما؟
أعتقد بأنّني قد أقتل دون تردّد من أجل ابني، وأنا مثلها أحبّ المال وأحبّ أن أعمل بجدّ من أجل الحصول عليه...