ربا زعرور: حيث تبدأ الحياة الحرّة!

استكشاف القوّة الخفية للأمومة واليقظة التي تجلبها لكلّ امرأة.

 

القوّة الهادئة

لا أحد يحضّرك للقوّة الهادئة التي توقظها الأمومة فيكِ.

إنّها قوّة قديمة وجديدة.

غالباً ما يُقال لنا أنّ الأمومة نهاية. رقّة. تباطؤ.

لكن بالنسبة لي، لطالما شعرتُ بها كشعلة ـ بداية شيء أشمل وأكبر جوهراً من أي شيء عرفته في حياتي.

 

البوابة

في حملي الأول، مررتُ بتجربة عميقة. في الأيام الأخيرة، شعرتُ بارتباط عميق بذاتي العليا ـ حاضرة، منسجمة، ومتناغمة. ببطء، بدأتُ أشعر بعتبة تُفتحُ أمامي.

لا يتحدّثون كثيراً عن هذا؛ عن أنّكِ عندما تلدين، لا تضعين ولد فحسب، بل تفتحين بوابةً بين العوالم.

فرحمكِ ليس مجرد مساحة مادية.

إنّه ملتقى الروح والمادة، النفس والجسد.

الولادة ليست بيولوجية فحسب، بل إنّها مقدّسة. إنّها طقس.

في تلك الساعات، لستِ مجرّد امرأة في المخاض. أنتِ جسرٌ بين الأبعاد. قناةٌ للحياة، للطاقة، للوعي الإلهي نفسه.

 

القوّة الباقية

وإذا تذكرت هذا ـ إذا أدركت أنّك كنت البوابة يوماً ما ـ فلن تفقدي تلك المعرفة أبداً. تلك القوّة نفسها تبقى حية فيك.

ما فتحته يمكنك الآن استخدامه للقيادة، والتحرّك، وبناء حياة خاصة بك تماماً. ليس على الرغم من الأطفال ـ بل بفضلهم. لأنّهم فتحوا لك الآفاق.

تلك المساحة بين المرئي وغير المرئي ـ لا تنسيها. تبدأ حياتك من لحظتها. ومن هنا تبدأ الحياة الحرّة.

 

العودة إلى الذات

ما أدركته، بعد أسابيع فقط من ولادتي مجدّداً، هو أنّ الولادة لا تجلب حياة جديدة إلى العالم فحسب، بل تعيدنا إلى أنفسنا ـ إلى الغريزة، إلى الحدس، إلى ذلك الجزء البدائي منّا الذي يعرف. يعرف كيف يتغذّى. كيف يبني. كيف يشعر. كيف يتوسّع دون اعتذار.

لا توجد طريقة واحدة للأمومة. لا توجد طريقة واحدة للقيادة. لا يوجد سوى طريقتكِ أنتِ. عفوية. حقيقية. فوضوية. مضيئة.

وعندما تختارين التمسّك بهذه الحقيقة ـ عندما تمارسين الأمومة، وتبدعين، وتعيشين منذ ذلك المكان الجامح في داخلكِ ـ تصبحين البداية نفسها.

 

------------

تصوير آيا صالح

المزيد
back to top button