لم تكن الجراحة التجميلية من المحرمات أبدًا في لبنان، والآن تستفيد الدولة الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط من شعبيتها كمكان لعشاق البحر والشمس ومشرط الجراحة. على الرغم من عقود من الحرب وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في هذا البلد الصغير، فقد استمرت الصورة المعروفة للمرأة اللبنانية الجميلة والمنتقاة بدقة.
قد يشتهر اللبنانيون بجمالهم، لكن لم يولدوا جميعاً به. يتم إجراء أكثر من 1.5 مليون إجراء تجميلي كل عام في الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة، معظمها على النساء كما ذكر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. ما يصل إلى واحدة من كل ثلاث نساء في بيروت خضعت لعملية تجميل.
قال الدكتور نبيل فقيه، نائب رئيس الجمعية الإسبانية لجراحة تجميل الوجه سابقاً وأخصائي في جراحة تجميل وترميم الوجه والفكين في لبنان المعروف، إن عيادته شهدت زيادة بنسبة 40 في المائة في المرضى الأجانب على مدار العامين الماضيين مع وصول مرضى من دول عربية أخرى في منطقة الخليج وأوروبا. ويضيف أن هناك طلبًا كبيرًا أيضًا من المغتربين اللبنانيين.
من المؤكد أن حاملي المشرط يعتقدون أن للإعلام في لبنان تأثير كبير على المجتمع، حيث يركز التلفزيون والمجلات والمدونون على جمال الوجه المثالي. في لبنان وربما أكثر من أي مكان آخر في الشرق الأوسط، حيث تندمج عقلية الشرق مع الجمال الجسدي للغرب، مما يمنح المرأة اللبنانية جمالاً مدمجاً. هذا الجمال المدمج هو جاذبية جميع الإناث في منطقة الخليج، مما يجعل المرأة اللبنانية على رأس قائمة الجمال. يقول الدكتور نبيل فقيه: "الثقافة هي التي تجعل بعض الدول أكثر عرضة للجراحة ، ولبنان من بينها".
بيروت لديها كل شيء اذا كنت تملك القرار، من مدينة تاريخية حديثة مع كل الحياة الليلية الفاخرة إلى طقسها المشمس وثقافتها النابضة بالحياة ومناطقها الجبلية الأخاذة وهي على بعد رحلة قصيرة فقط من مراكز النقل الشهيرة مثل اسطنبول والإمارات وقطر. كما أن سمعة لبنان في التميز الطبي عامل رئيسي.
رغم أن الدكتور نبيل فقيه يوافق على أن الجراحة "ليست ضرورية" إلا أنها خيار للشكل الأفضل. ازداد الطلب على الجراحة التجميلية للوجه مع استمرار المشاهير ووسائل التواصل الاجتماعي في لعب دور بارز في تعزيز الجراحة التجميلية ووضع معايير الصورة لكل من الرجال والنساء.
يؤكد د.نبيل فقيه أن المستويات العالية من التدريب الطبي والرعاية التي تركز على المريض والبحث كانت عاملاً رئيسياً في نجاح لبنان المهني وسمعته الطبية الممتازة. إضافة إلى ذلك، كان العديد من الأطباء اللبنانيين ممن تخصصو خارج البلاد ووصلوا إلى مناصب تعليمية عالية في الخارج. أخيرًا وليس آخرًا، استمر الاستثمار في أحدث التقنيات في تحفيز اهتمام السياحة الطبية.
إلى جانب كل تأثير وسائل الإعلام حول الجراحة التجميلية، يؤكد الدكتور نبيل فقيه أن معظم العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها في لبنان ليست عادة جذرية للغاية، وهي رائعة تقنيًا مع جمال أكثر بروزا وطبيعياً، كونه هذا هو الاتجاه الجديد للمرأة اللبنانية – الا وهو الجمال الطبيعي.