هي عالمة وباحثة سعودية وعضو في مجلس الشورى، تحدّت قيود المجتمع وصعوبات الحياة لتصل إلى هدفها. جنّدت العلم في خدمة الحاجات الإنسانية، وحصلت على جائزة مكّة للتميّز العلمي وجائزة مؤسسة كلينتون للابتكار الاجتماعي، بالإضافة إلى غيرها من الجوائز التي تعتبرها حوافز ساعدتها في الاستمرار والسير قدماً نحو أهداف كبيرة أخرى.
في هذا الحوار، تطلعنا حياة سندي على إنجازاتها في المجال العلمي وكيف ساهمت في تطوير المجتمعات وتأمين حاجاتها.
أنت أول امرأة خليجية تحصل على شهادة الدكتوراه في مجال التقنية الحيوية. لماذا اخترت هذا الاختصاص؟
أثناء دراستي الجامعية لعلم الأدوية في جامعة Kings College، كنت مسؤولة عن البحث في تركيبة دواء لمرض الربو وتأثيره على جسم الإنسان لا سيما على القلب. وعلى الرغم من أن المعدّات المستخدمة في المختبر كانت متطوّرة، لم تستطع أن تحدّد الخلل الذي تتسبّب به تركيبة الدواء داخل الجسم. حينها، شعرت بالحاجة إلى الاطلاع على تركيبة الجسم بكل أجزائه، فاخترت دراسة التقنية الحويّة Biotechnolgy وتحديداً أجهزة الاستشعار Biosensors وحصلت على شهادتي من جامعة Cambridge.
ماذا تخبريننا عن مجال الابتكار الاجتماعي؟
يتمحور الابتكار الاجتماعي حول بناء استراتيجيات تنعش المجتمعات من خلال ربط العلم بالاحتياجات الاجتماعية. فنحن بحاجة إلى توجيه العلم نحو القضايا الإنسانية لخلق أثر إيجابي داخل المجتمعات. وقد حصلت بفضل هذه الخطوة على الكثير من التقدير والجوائز أبرزها احتلالي للمركز الأول من جامعة هارفرد ومعهد Massachusetts Institute of Technology في اختراع التشخيص للجميع.
وما هو هذا الاختراع؟
مشروع التشخيص للجميع أو Diagnostics For All) DFA) هو محبس مصنوع من الورق يعمل على قياس أنزيمات في الدم بهدف الكشف عن حالات الفشل الكبدي بطريقة مبتكرة وبكلفة غير باهظة، بحيث يتمّ تحديد النتيجة وفق تحوّل لون نقطة الدم التي نضعها عليه. ولهذا المشروع مكانة خاصة في قلبي، فقد كانت البداية صعبة جداً خاصّة أنني كعالمة لا أملك الخبرة الكافية في مجال إدارة الأعمال وتحويل الفكرة إلى منتج. ولكن بعد عامين من العمل والمثابرة مع فريقي العلمي والتجاري استطعنا إنجاز الاختراع وقد لاقى إعجاب بيل غيتس Bill Gates ودعمه المادي.
ما هو المحبس المتعدّد الاستخدامات MARS وما مدى فعاليته؟
ساهمت في اكتشاف المحبس المتعدّد الاستخدامات Magnetic Acoustic Resonator (Mars) وتطويره عام 1998. هو محبس مصنوع من الزجاج يساعدنا في فهم الجسم البشري بشكل أفضل ما يمكّننا من تصنيع الأدوية التي يحتاج إليها، وقد وصل مستوى دقّته إلى 99.1% في حين أنها لا تتعدّى الـ24% في محابس أخرى.
هل ساهم دورك كعضو في مجلس شورى الدولة في نشر رسالتك؟
حين تمّ اختياري لهذا المنصب من بين أول 30 امرأة مشاركة في المجلس، قيل لي إنه ليس لعالِم بل هو منصب برلماني. لكني كنت فخورة بهذا الاختيار وبالفرصة التي ستمكّنني من تقديم المشورة وإبداء الرأي. صحيح أن المنصب الاستشاري البرلماني قد حرمني من تخصيص وقت أكبر للبحوث العلمية، لكن الأمر يستحق التضحية، فالحديث عن أهمية العلم أمام صنّاع القرار، هو بداية التغيير. كما أن العلماء ليسوا مجرد سترات بيضاء داخل المختبرات، بل هم جزء من هذا العالم المتغيّر.
ما هي العقبات التي واجهتها في بداية مشوارك؟
كان أمامي الكثير من التحدّيات، منها المعنوية والمادية والعلمية.. ولعلّ الأصعب كانت خطوة الانتقال من بلد إلى آخر واختبار شعور الغربة والتعرّف على ثقافات مختلفة. كما أن مؤهّلاتي العلمية لم تكن كافية لأبدأ دراستي في جامعات بريطانيا سواء من حيث اللغة أو المنهج، هذا بالإضافة إلى التحدّيات التي رافقت مسيرتي المهنية.
ماذا تعني لك المشاركة في برنامج التنمية المستدامة التي وضعته الأمم المتحدة؟
أهميّة هذا الدور هو أنه يصبّ في حياتنا اليوميّة وفي جميع القطاعات. ومن بين الأهداف التي وضعتها الدول الأعضاء في المنظّمة ومن بينهم المملكة العربية السعودية لعام 2030، تكريس دور العلوم والتكنولوجيا في المجتمعات. وقد تمّ اختياري من بين عشرة خبراء لأمثل منطقة الشرق الأوسط في هذه المبادرة.
ما الهدف من صندوق الابتكار الذي أنشأته في بنك التنمية الإسلامي؟
يهدف صندوق الابتكار إلى تعزيز التنمية المستدامة وخلق بيئة ملائمة تساعد رواد الأعمال في إنجاز ابتكارات تعود بالنفع على مجتمعاتهم.
أخبرينا عن شركة iQ التي أسّستها مؤخراً.
هي شركة استشارات سعودية، لها فرع في بريطانيا، تهدف إلى وضع استراتيجيات وأنظمة محليّة عمليّة في بلدان أفريقية وآسيوية لتعزيز أهميّة الابتكار والعلوم في مرحلة بناء القدرات والبنية التحتية في قطاعات مختلفة.
ما هي رسالتك للشباب والشابات السعوديين؟
كونوا فخورين بهويتكم، ولكن انظروا إلى جمال التنوّع والاختلاف بين الثقافات والحضارات واستفيدوا منه.