تتولى ليندا دراهم Linda Darahim إدارة موقع ’ذوقي‘ Thouqi.com، إحدى أفخم وجهات التجارة الإلكترونية العصريّة في المنطقة، حيث عملت كمسؤولة العلاقات العامة في مجال الأزياء لمدة سبع سنوات في باريس، بعد أن أنهت تخصصها في الاتصالات والعلاقات العامة في العاصمة الفرنسيّة، كما شغلت منصب مسؤولة المشتريات في أحد أهم المواقع الإلكترونية في فرنسا. وبالتزامن مع هذه المسيرة، كانت ليندا تدير بنجاح مدونة للأزياء أسست خلالها لمكانتها المرموقة في القطاع.
كان لElle Arabia فرصة إجراء هذا اللقاء لنتعرف أكثر على مسيرتها..
Elle Arabia: هلا أخبرتنا عن بداية مسيرتك وسبب اختيارك لهذا المجال؟
Linda Darahim: وُلدت في مدينة باريس ونشأت فيها. وكان ذلك من حسن حظي لأن سكانها يحملون في جعبتهم قصصاً وخبرات كثيرة عن التاريخ والثقافة العامة. تخرجت من كلية EFAP الدولية للأعمال المتخصصة في الاتصالات والصحافة. وعملت بعد تخرجي في وكالة للعلاقات العامة، ثم انتقلت إلى شركة فرنسية متخصصة في الأزياء على شبكة الإنترنت. وفي عام 2014، أطلقت موقع Thouqi.com الذي بات الوجهة المفضلة لدى المتسوقين الأكثر أناقة في المنطقة بفضل رصيده الغني من مصممي الشرق الأوسط اللامعين، ومفهومه الجديد والمبتكر في المنطقة.
E.A.: حدثينا عن Thouqi.com، وما الذي يميزه عن غيره من مواقع التسوق الإلكترونية؟
L.D.: أطلقنا Thouqi.com عام 2014 وفي ذهننا هدف واحد، وهو أن نكون الأفضل. وهذا ما دفعنا للتعاون مع النخبة. وسرعان ما استقطب الموقع متابعي صيحات الموضة العصرية ممن يسافرون ويشاركون بانتظام في الفعاليات الاجتماعية ويحتاجون لأزياء تناسب ذوقهم وتقاليدهم. ونتميز بعلاقتنا الوثيقة مع المصممين المبدعين والعملاء من مشاهير مواقع التواصل في المنطقة. كما نتقاضى سعراً ثابتاً لقاء توصيل المنتجات إلى مختلف أنحاء العالم. ولدينا فريق متميز ومتمرس في خدمة العملاء والخدمات اللوجستية بفضل خبرتنا الغنية على مدى 8 سنوات في مجال التجارة الإلكترونية (مجموعة توصيل).
E.A.: كيف ساعد التسوق الإلكتروني السيدات برأيك؟
L.D.: شكل التسوق الإلكتروني نقلة نوعية في أسلوب التسوق وسلوكياته. وتُعتبر سياسة التوصيل والإرجاع أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في اختيار العملاء له. كما أنه يتيح وصولاً أسهل إلى العلامات التجارية، ما يمكّن السيدات من العثور على طلبهن لحضور الفعاليات التي تزخر بها هذه المنطقة، لا سيّما مع توافر خدمة العملاء على مدار الوقت.
E.A.: ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بلا شك في توسيع نطاق المواقع الإلكترونية مثل Thouqi.com. ما التأثيرات الإيجابية والسلبية التي تنطوي عليها برأيك؟
L.D.: حققت وسائل التواصل الاجتماعي نتائج إيجابية بالنسبة لموقع Thouqi.com، حيث عززت من انتشاره وشهرته وأتاحت للعملاء فرصة التفاعل مع القائمين عليه والتعرف على هويته الخاصة. كما أتاحت لنا المجال للتواصل مع عملائنا بصورة مباشرة والاطلاع على ملاحظاتهم والاستفادة منها. وساهمت في تنامي مبيعاتنا بفضل المصممين والعملاء ممن يشيرون إلى الموقع عند مشاركة صور مقتنياتهم على صفحاتهم.
أما بالنسبة لعيوب وسائل التواصل الاجتماعي، فتكمن في الوقت اللازم لصيانة الصفحة ومراقبتها والاستجابة بالسرعة اللازمة. كما يكون المستخدمون أكثر عرضة للتعليقات والمدخلات السلبية، وبدورنا عرضة للقرصنة. فضلاً عن أنها تفتح الباب أمام أي شخص لتزوير منتجاتنا.
E.A.: ما خططك المستقبلية وأين ترين نفسك وموقعك الإلكتروني بعد بضع سنوات؟
L.D.: نجحنا في الأشهر الثلاثة الماضية في إضافة 20 علامة جديدة إلى رصيدنا من لبنان ومصر والأردن وتركيا والبحرين، وسنواصل إضافة المزيد. كما نعتزم إطلاق متاجر افتراضية حصرية مؤقتة لعلامات تجارية متخصصة للغاية بهدف الحفاظ على مستوانا من العروض المبتكرة وتعزيز طابعنا الحصري. لا سيّما وأن العملاء يطالبوننا دوماً بالتوسع في أسواق جديدة. لذا تابعونا للتعرف على المزيد.
E.A.: كيف نجحتِ في إرساء علاقة وثيقة بين شركتك وعملائك؟
L.D.: يتلخص هدفنا الرئيسي بتقديم تصاميم أنيقة حصرية تخاطب ذوق المرأة العصرية. ما يعني التحلي بالابتكار وتوفير قطع أنيقة مفعمة بالإلهام والأناقة تواكب سعي العملاء نحو التفرد. ورغم خبرة عملائنا بالتسوق الإلكتروني الفاخر، إلا أنهم ينشدون تصاميماً عصرية وفريدة تختزل لمسات فنية بأسلوبٍ كلاسيكي جذاب. وهذا ما نقدمه بالضبط.
E.A.: ما رأيك في المرأة العربية، وما الفرق بينها وبين سيدات الغرب (بشكلٍ عام ومن ناحية الأزياء تحديداً)؟
L.D.: عندما أتيت إلى الشرق الأوسط سُررت لاكتشاف أن الصورة التي نحملها عن سيدات الشرق الأوسط هي مجرد صورة نمطية بعيدة عن الواقع. بمعنى آخر، كنا مخطئين تماماً بشأن ذوقهنّ ونمط أزيائهنّ. وجدت أن النساء هنا منفتحات للغاية، وأحياناً أكثر من بعض النساء اللاتي عرفتهنّ في فرنسا. وقد نجحت سيدات الشرق الأوسط في مواكبة الحداثة وتبنيها وتطويرها بطريقتهنّ الخاصة دون أن تساومن على أنوثتهنّ الطاغية، وهذا ما نال إعجابي وتقديري. فهنّ مفعمات بالنشاط وعلى استعدادٍ دائم للإبداع ومدّ يد العون للآخرين والاهتمام بأحبائهن دون أن يهملن أنفسهنّ وأنوثتهنّ. وعلى الرغم من مسؤولياتهن الكثيرة، تجد النساء في الشرق الأوسط الوقت اللازم للعناية بجمالهن. وذلك مغاير تماماً للصورة النمطية التي يحملها الغرب والتي يصنف النساء وفقها إما إلى امرأة عاملة تفتقر الأنوثة، أو سيدة منزل غير مثيرة للاهتمام، أو فتاة جاهلة بالموضة. وتلك صور غير موضوعية بالطبع وبعيدة كل البعد عما رأيته بنفسي من الجمال والأنوثة التي تنفرد بها سيدات هذه المنطقة؛ إذ تجمعن بين الذوق الرفيع والميول الإبداعية والفكر التقدمي. قد يبدو أنني أغالي في المديح، لكن هذا رأيي الحقيقي بسيدات الشرق الأوسط.
E.A.: هلا أخبرتنا عن المفردات التي أوصلتك لما أنت عليه اليوم؟ وهل أنت راضية عن نفسك؟
L.D.: لم أكن لأحقق ما حققته لولا العمل الجاد والالتزام والمثابرة والصبر. ولا يزال علي بذل الكثير من الجهد لتحقيق أهدافي، لذا لست راضية بعد لكنني فخورة جداً بإنجازاتي حتى اليوم ومصممة على تحقيق المزيد والارتقاء بإمكاناتي نحو مستوياتٍ جديدة.
E.A.: ما هو مفتاح النجاح برأيك؟
L.D.: أعتقد أن مفتاح النجاح في الكثير من الأحيان هو أسلوب تكيفنا مع التحديات وتغلبنا عليها في نهاية المطاف. ومن المهم كذلك التركيز على الحل وليس العائق. ورغم أن المشاريع والأهداف كثيراً ما تتجسد بطريقة مغايرة لما خططنا لها، لكن يجب أن نفعل ما بوسعنا لإنجاز المهمة، وهذا كفيلُ بتحقيق بقية الأمور من تلقاء نفسها. كما أن الحفاظ على الهدوء والاتزان تحت الضغط له دور كبير في إحداث الفرق أيضاً.
E.A.: في الختام، هل من كلمة أخيرة لقراء Elle عربيّة؟
L.D.: رغم أن ما سأقوله قد يبدو مكرراً ونمطياً، لكن لا يسعني إلا أن أنصح القراء باتباع أحلامهم والتحلي بالعزيمة اللازمة لتحقيقها. وأوصيهم بعدم المساومة على أهدافهم مهما بلغت الرحلة من الصعوبة لأنهم سيصلون إلى مرادهم في نهاية المطاف.
