مغنية الراب السعودية، Jara جارا، لها كلمة واحدة لكلّ من يستخفّ بالمرأة - "أفا"! تعرفي معنا عليها من خلال هذا اللقاء الشيق.
ELLE Arabia: أخبرينا عن إصدارك الأخير وعن رسالتك؟
"AFA" هي أغنية تهدف إلى تمثيل وإبراز القوّة والمرونة التي تجسّدها المرأة. كلمات الأغاني والفيديو الموسيقي والرسائل الكاملة وراءها تمثّل النساء اللواتي يسعينَ ويقاتلن ويربحنَ اللعبة كل في مجالها. إنّها أغنية تهدف إلى تقدير النساء القويات وقد تمّ إعدادها لتسليط الضوء على النساء اللواتي يمثّلن رافعات في جميع المهن ولتمكينهنّ، هنّ اللواتي يرتدين قبعات متعدّدة كل يوم. الأمهات ورائدات الأعمال وسيدات الأعمال والفنانات والمحاميات والطبيبات والزوجات... والقائمة تطول ولا تنتهي أبداً.
ELLE Arabia: كيف استُقبل أسلوب "الراب" الخاص بك ـ ومن كان أكبر مشجّع لك ـ عندما بدأت لأول مرة؟
ركّزت كثيراً على مهنتي وعلى إيجاد أسلوبي وصوتي بدلاً من التركيز على التعليقات. لطالما كانت التعليقات السلبية والإيجابية موجودة، وأحياناً الواحدة أكثر من الأخرى، لكنني أبقيت رأسي في اللعبة بدلاً من التركيز على ما يقوله الناس. شيء واحد أودّ قوله هو أنّ النقد والكراهية الذي تلقّيته قد حفّزني بالفعل أكثر من التشجيع الذي تلقّيته. تعطيني السلبية دائماً دافعاً إضافياً لفعل ما أفعله وتحفّزني على إثبات الخطأ في حكم الكارهين. والداي هما أكبر الداعمين لي، لحسن الحظ، وكان أبي معي طوال فترات الصعود والهبوط. أبقتني والدتي متحمّسة وذكّرتني بأهمية إنهاء تعليمي والسعي للحصول على مؤهلات أعلى وهو أمر أدافع عنه. وقد ساعدني والدي من خلال حمايتي ودعمي، مع العلم أنّ هذا مجال يسيطر عليه الذكور، فأشعر بالأمان عندما أعلم أنّه يدعمني.
ELLE Arabia: ما هي التحديات التي واجهتيها كإمرأة، وكسعودية، خلال مسيرتك المهنية؟
التحديات موجودة في كل مسار أو مهنة يختارها المرء. في مجال الموسيقى، لم يكن الأمر يمثّل تحدياً كبيراً، لأنّ كونك امرأة في الوقت الحاضر والسعي وراء شغفك يتمّ دعمه وتشجيعه. كوني مغنية راب / فنانة من بين أمور أخرى، في السعودية كان بمثابة ميزة من حيث الهدف الذي أسعى للوصول إليه.
ELLE Arabia: ما الذي جاء أولاً، الموسيقى أم الموضة؟ وأيّاهما شكّل إلهاماً للأخرى؟
الموضة بالتأكيد. لطالما كنت أقدّر الإحتشام والتواضع وأعطيه الأولوية، وقد جرّبت على مرّ السنين أزياء الشارع وتحوّلت من ارتداء الحجاب إلى ما أحبّ أن أسميه " هودجاب" Hoodjab. إنّها الطريقة التي أعبّر بها عن نفسي. أرتدي اسم جارا كما أرتدي ملابسي: في تحدٍّ للتصنيف والتسميات التعسفية. جارا هو أسلوبي في التعبير وهو يتضمن طريقة ملابسي، والكلمات التي أكتبها، والحياة التي أعيشها. أسلوبي هو تعبير عن الدور الذي ألعبه كواحدة من النساء الوحيدات مغنّيات الراب في المملكة العربية السعودية، وعن تمهيد طريقي في مشهد الهيب هوب الحضري، وعن رواية الحكايات الجريئة في مواجهة التغيير.
كيف تشعرين كونك شخصية عامة وكيف شكّلك ذلك؟ من المثير للاهتمام طرح هذا السؤال لأنّني لا أعتبر نفسي بالضرورة شخصية عامة. لا أرى ما يراه الآخرون بصراحة ولا أعتقد أنّني أدرك نطاق عملي في الوقت الحالي. من وجهة نظري، أنا فقط أصنع نفسي وأفعل ما بوسعي.
ELLE Arabia: بماذا يختلف مكانك اليوم عما كنت تعتقدين أنّك ستكونين عليه؟
لم أكن أتوقّع أن تأخذ الحياة هذا المجرى على الإطلاق. أنا فخورة بأنّني استخدمت مصاعبي كوقود لفني ودفع من أجل إبداعي ورؤيتي. لم أتخيّل نفسي أعزف الموسيقى أو أكون في دائرة الضوء. لطالما كنت رافعة لجميع المهن وكنت أهدف إلى فعل الكثير في الحياة، لكن التأثير والتمكين اللذين استطاعت الموسيقى خلقهما لي لم يكن شيئاً خطّطت له.
ELLE Arabia: إلى من تستمعين في هذه الأيام؟
من المثير للدهشة أنّه مرّ وقت طويل منذ أن كنت أمضي أيامي في عزف الموسيقى والاستماع إلى كل ما هو جديد. لقد كنت بعيدة عن الاستماع إلى الموسيقى وكنت أقدّر الصمت أكثر. عادةً، أستمع إلى البودكاست بدلاً من الموسيقى، لأسباب عديدة، لكن أحدها هو الحدّ من التأثيرات الخارجية والتأكّد من أنّ موسيقاي تأتي تماماً من إبتكاري وإبداعي. أن أجد صوتي وأجوائي يعني أنّني أحاول أن أُحِدَّ مما أستمع إليه حتى لا أقوم بتقليد أسلوب شخصٍ آخر عن غير قصد.
ELLE Arabia: طريقتك للراحة والاسترخاء؟
أقضي الكثير من الوقت بمفردي في غرفتي، وعادةً ما يكون الإسترخاء في عزل نفسي ومحاولة تحرير ذهني من التوتر المستمر. في الآونة الأخيرة، كان أسلوب الاسترخاء الخاص بي هو القيام بنزهات عرضية في الطبيعة وقد ساعدني ذلك كثيراً من حيث الترفيه عن نفسي.
ELLE Arabia: كيف تعتنين بنفسك؟ وهل من "روتين" معيّن؟
من المعروف أنّني أعتني بالآخرين وليس بنفسي، لذا يجب أن أعترف أنّني كنت أفتقر إلى الرعاية الذاتية، لكنّها ستكون دائماً تقدّماً عملياً. في الوقت الحالي، لا يوجد روتين محدّد أو خاص أتّبعه للاسترخاء، لكنّني دائماً منفتحة على الاقتراحات.
ELLE Arabia: كيف تدلّلين نفسك بعد يومٍ طويلٍ حافل؟
هذا ليس شيئاً يمكنني القيام به كل يوم، ولكن ميزة Do Not Disturb "عدم الإزعاج" على هاتفي ووضع Airplane Mode هي، إن صحّ القول، علاج الرعاية الذاتية الوحيد الذي أعطي نفسي إيّاه من حينٍ لآخر (التركيز على ذلك أحياناً). أنا عاملة مجتهدة ولا يتوقّف نشاطي، لكن في بعض الأحيان يكون ذهني غارقًا، أو مرهقاً ومثقلاً، لذا أحياناً أقوم بإيقاف تشغيل هاتفي حتى أتمكّن من تجنّب الإفراط في التحفيز وهي طريقة لإبطاء الأمور من أجل نفسي لمدة دقيقة.