تعرفي على د.فاطمة سجواني المتسلّقة الإماراتية التي وصلت إلى أعلى قمة في العالم!

هي أول متسلّقة جبال إماراتية تصل إلى أعلى قمة في العالم، وجرّاحة أسنان، ومناصرة للنساء اللواتي يبحثن عن رياضات المغامرة، لذلك تعتبر فاطمة سجواني مصدر إلهام للكثيرين. تتحدّث بصراحة مع ELLE Arabia عن سعيها لتحقيق أحلامها، وقبول التحدّيات والإثارة المتمثّلة في العثور على أنشطة جديدة للتغلّب عليها ـ كل ذلك بينما ترتدي حجابها بأنفة وترفع علم الإمارات العربية المتحدة. هذه قصتها.

 

قبل أن أتعرّف على الجبال بسنواتٍ قليلة، وبينما كنت لا أزال طبيبة أسنان متدرّبة، أدركت ما أردت أن أتخصّص فيه. لقد خطر لي ذلك في المرة الأولى التي قمت فيها بإجراء عملية جراحية للوجه أثناء مساعدة زملائي الأكبر سنّاً، وكان ذلك بمثابة تجربة رائعة. وبدأت رحلة غير عادية منذ ذلك الحين.

لطالما عرفت أنّ لدي روح المغامرة وأنّني أتوق إلى تجارب جديدة وأسعى إلى تحقيق المزيد. بدأت قصتي مع الجبال مع أول تجربة مشي لمسافات طويلة قمت بها في دولة الإمارات العربية المتحدة عام ٢٠١٧، عندما انطلقنا لساعات، وأحياناً لأيام، للتنزّه في جبل جيس وحتا ووادي شوكة في رأس الخيمة. كنّا نختبر نشاطاً جديداً ونقضي وقتاً ممتعاً مع الأصدقاء خلال عطلة نهاية الأسبوع، وانتهى بنا الأمر بشكلٍ مفاجئ بالتخطيط لقمّتنا الأولى بعد بضعة أشهر فقط. كيليمانجارو، لم تكن تجربتنا الأولى على ارتفاعات عالية سهلة، لقد كان تسلّقاً صعباً امتحن قدراتنا الجسدية والعاطفية ودفعنا إلى تجاوز حدودنا. كان شعور التواجد على القمّة على ارتفاع ٥٫٨٩٥ متراً رائعاً، أحببت التحدّي المتمثّل في التدريب والاستعداد بدنياً وذهنياً للقمة، ومن ثمّ بذل كل الجهود للوصول إليها.

من وجهة نظري، أعتقد أنّه لا يزال من النادر أن نرى نساء يمارسن الرياضات الخطرة في بعض مجتمعات الشرق الأوسط. هدفي هو تغيير هذه العقلية من خلال تقديم مثال لكيفية تحقيق إنجازات عظيمة في تسلّق الجبال من قبل أي امرأة جريئة في المنطقة. أودّ أن ألهم النساء الجريئات الأخريات من جيلي لمتابعة المغامرة، والشروع في اكتشاف الذات، واعتماد رياضات خطرة جديدة، وتمثيل دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات مختلفة. أعتقد أنّنا نتعلّم الكثير عن أنفسنا عندما نخرج من مناطق راحتنا. إنّ اكتساب حسن إدارة عواطفنا وردود أفعالنا في لحظات حاسمة ومحفوفة بالمخاطر على الجبل يساعد في تشكيل شخصيتنا وتعزيز ثباتنا العقلي. فكوْني وحيدة، بعيدة عن العائلة والأصدقاء وكل شيء مألوف، جعلني امرأة أكثر انضباطاً واستقلالية، وأكثر ثقة بقدراتي.

لقد كنت متسلّقة داخلياً لأكثر من ست سنوات، والتسلّق الخارجي هو نشاط آخر لفت انتباهي واهتمامي في أول تسلّق. إنّه يذهلني كيف يمكن أن تكون تقنية وبدنية، في حين أنّها لا تتطلّب الكثير من الحركة. وجود خلفية تسلّق جيدة لديّ جعل من تسلّق الجبال رياضة مثالية بالنسبة لي. التحدّي الأكبر في روتيني هو إيجاد الوقت للتدريب بعد أيام العمل الشاقة. تعدّ إدارة الوقت أمراً أساسياً خلال هذه الأسابيع المحمومة التي تسبق الرحلة الاستكشافية. يتضمّن تدريبي الجبلي تمارين داخلية عالية الكثافة وتمارين القوة والتكييف. أثناء التحضير لقمة Mont Blanc، كنت أتدرّب بانتظام من ٣ إلى ٤ مرّات في الأسبوع، وزادت إلى ٥ مرّات في الأسبوع، قبل شهرين من الرحلة.

التحدّي التالي هو قمّة الهيمالايا، أما دابلام في نيبال. وهو جبل خاص يشكّل تسلّقه صعوبة كبيرة، والوصول إلى قمّته هو حلم كلّ متسلّق جبال.

 

بكلّ إخلاص، فاطمة سجواني

المزيد
back to top button