اسمها "جميلة"، لكن جميلة عوض هي بالتأكيد أكثر من مجرّد وجه جميل. بعد أن أخذت أدواراً محظورة الواحد تلو الآخر، تمكّنت الممثلة المصرية من تسليط الضوء على المواضيع التي يصعب تناولها. في مجموعة ربيع وصيف ٢٠٢٤ من Miu Miu، تجسّد كلّ ما يجب أن تمتلكه ممثلة شابة من جيلها، الجرأة، والثقة، ورسالة إيجابية لتمكين المرأة.
لقد صعدتِ إلى الشهرة بسرعةٍ كبيرة وأنت صغيرة جدّاً. كيف بدا لك هذا؟
أعتقد أنّه كان القدر. من الظهور على غلافات المجلات إلى الظهور شخصيّاً في المقابلات. لقد بدا الأمر مميّزاً وطبيعياً أيضاً. لقد شعرت وما زلت أشعر بالارتياح بالرغم من ذلك. عندما بدأت التمثيل، بدت الأمور مميّزة جداً ولكن مرهقة، ليس الفنّ بحدّ ذاته، ولكن البروز الذي أتى معه. مقابلة أشخاص متنوّعين من خلفيات عديدة والاضطرار إلى اتخاذ الكثير من القرارات في سنٍّ مبكرة. خاصةً، وأنّ كل ذلك حدث بسرعةٍ كبيرة بعد دوري الأول؛ لم تتح لي الفرصة للنموّ فيه تدريجيّاً لذا كان علي أن أتعلّم الكثير في وقتٍ قصير.
هل كان من الصعب أن تُؤخذي على محمل الجدّ في هذه السنّ المبكرة؟
أعتقد أنّه تحدّي، وفي نهاية المطاف، الأمر كلّه يتعلّق بشخصيتك.
تولّد أدوارك دائماً أحاديث مفتوحة وتمهّد الطريق لتغيير السرد حول قضايا مثل مدمني المخدرات المتعافين والوعي بالصحة العقلية. هل كان من الصعب القيام بهذا النوع من الأدوار المحظورة؟
منذ أن بدأت بدور مدمنة على المخدرات، ثمّ شخص مصاب بالبهاق، وجدت نفسي قد قمت بالعديد من الأدوار العميقة، وبما إنّي بدأت بهذا العمق، أجدها طبيعية بالنسبة لي. خذي الأدوار الكوميدية أو المرحة؛ لا أشعر أنّها تناسبني وتعنيني، أحبّ أن أشعر وكأنّني أفعل شيئاً له هدف أكبر. أنا محظوظة جداً لأنّني قمت بمثل هذه الأدوار، والآن المنتجون والمخرجون كلّما كان لديهم دور مثير للاهتمام وعميق يفكّرون بي على الفور.
ما هو أصعب دور قمت به ولماذا؟
نور في مسلسل "لازم أعيش". وكان للدور أبعاد كثيرة من الناحية النفسية. كانت ساعات العمل جنونية، وكان من الصعب جداً وضع ماكياج البهاق كلّ يوم لعدّة ساعات. هذه الأدوار صعبة لأنّني لم أكن أعرف كيف سيفهمها الناس أو يتقبلونها، لكنّها تستحقّ العناء خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مشكلات مماثلة ويتفاعلون مع الدور نفسه، فيلقى صداه عندهم.
هل تعتقدين أنّ الشخصيات التي أدّيتِها ساعدت الآخرين على التركيز والتفاعل مع الأشخاص الذين يمرّون بنفس المشاكل المتعلّقة بالصحة العقلية؟
آمل أن تكون شخصيّاتي قد ساعدت أولئك الذين عانوا حقّاً. وأنا دائماً سعيدة للغاية عندما أقابل شخصاً يذكر أنّ إحدى شخصيّاتي غيّرت حياته بطريقةٍ ما.
من المؤكّد أنّ هذه المواضيع يصعب تناولها في مجتمعنا ولكنّها ضرورية خاصةً للأجيال الشابة القادمة، ألا تعتقدين ذلك؟
أوافق على ذلك، خاصةً عندما نتحدّث إلى جيل الشباب، علينا أن نحترم جداً الطريقة التي تعمل بها عقولهم ومدى سرعة عيشهم لحياتهم بالإضافة إلى المشاكل التي يواجهونها بالفعل وليس مجرّد سياق زائد عن الحاجة.
هل هناك أي أدوار تودّين أن تلعبيها في المستقبل والتي قد لا يفكّر فيها الآخرون، سواء الجمهور أو المخرج، على أنّها تناسبك في البداية؟
هناك العديد من الأدوار التي ما زلت أرغب في لعبها وأنا متحمّسة جداً لها خاصةً عندما يتعلّق الأمر بالشخصيّات التاريخية.
ما الذي تتطلّعين إليه في حياتك المهنية؟ هل تريدين توسيع مشاريعك كممثلة؟ ربما تتولّين الكتابة أو الإنتاج؟ هل أنت مهتمّة بذلك أيضاً؟ ماذا هناك في الأفق؟
إنّ التمدّد كممثلة وتوسيع مشاريعك في هذا المجال هو عملية لا تنتهي؛ يتعيّن على الممثلين دائماً تطوير وتثقيف أنفسهم بشأن العديد من القضايا التي تساعدهم على أن يصبحوا ممثلين أفضل. لقد درست الإخراج في الجامعة بالفعل وقمت بإخراج فيلم وثائقي بالإضافة إلى "كليب" موسيقي. الإخراج هو ضمن خطتي المستقبلية، إنّما ليس في المستقبل القريب ولكنّني بالتأكيد أريد معالجة القضايا والمشاريع التي أهتم بها حقّاً، تلك التي تأتي بالكامل من داخل الروح.
-----------------------------------
تصوير: Michel Takla
تنسيق وإخراج إبداعي:Kate Hazell
ماكياج: Julia Rada
شعر: Deena Alawaid
ساعد في الأزياء: Rejie Lumaghan Tanghian
الموقع: The Flying Saucer، الشارقة
الممثّلة: جميلة عوض