بدأت المصممة اللبنانية العالمية أمل أزهري في التغلب على مجال تصميم الأزياء من عالم الدبلوماسية والعلاقات الدولية. يندمج مجالان مختلفان تمامًا في شخصيتها، فلديها موهبة فنية منذ الصغر تعكسها على لوحة قماشية تصدر أبرز التصاميم.
وتجمع إبداعاتها بين التصميم الشرقي والأساليب الغربية الفريدة والغريبة للنساء اللواتي يبحثن عن كل ما هو جديد وأنيق وراق.
في مقابلة حصرية معنا، افتتحت المصممة أزهري صفحة قصة نجاحها، نصيحتها للجيل الجديد، رأيها في المرأة العربية، وأخر اعمالها التي عززت أسلوبها الجديد في صناعة الأزياء.
ELLE Arabia: هل أمل أزهري راضية عمّا حققته ليومنا هذا؟
أمل أزهري: في الوقت الحالي، أنا فخورة بكل الإنجازات التي قمت بها. لا أعتقد أحيانًا أن هذا هو ما أراه في سيرتي الذاتية، لكن الرضا ليس موجودًا أبدًا بالنسبة لي، فأنا دائمًا أريد المزيد. أما الأشخاص الذين يعتقدون أنه أمرٌ مرضٍ فلا يمكن أن يكون أبدًا مبدعًا بعد الآن، لا يزال لدي الكثير من الطموحات لتحقيقها.
ELLE Arabia: ما الذي يميز تصاميم أمل عن المصممين الآخرين؟
أمل أزهري: ما يجعلني مختلفة هو أنني لا أشتري قماشًا من السوق التجاري، بل أقوم بإنشاء أنماط وتصميمات خاصة بي، وقمت بدراسات كثيرة للأقمشة خاصة تلك التي أحتاج إلى استخدامها وأقوم بمطبوعاتي الرقمية عليها. لقد عملت بجد لفهم نظام القواعد الخاص بخلط النسب المئوية لنوع مختلف من القماش داخل نسيج واحد، لاستخدامه في تصميماتي وإبداعي. لا أذهب أبدًا إلى الكتاب الذي يدور حوله دائمًا حتى لا أكون مبتذلة، فأنا مجنونة بعدم اتباع القواعد وعدم اتباعها صيحات الموضة. ما أصنعه هو الاتجاه الخاص بي، فأنا أتابع فقط لوحات الألوان الرائجة ضمن أسابيع الموضة العالمية وأستوحي منها ألواني الخاصة، هذا هو مصدر إلهامي. كذلك، أمزج بين الثقافات في كل مجموعة أقدمها مما أختبره في حياتي اليومية.
ELLE Arabia: حدثينا عن آخر مجموعة.
أمل أزهري: حسنا، أنا مجروحة ومصدومة حقاً، بعد أن رأيت الموت أمامي لدى مئات الآلاف من سكان بيروت. لقد تركت حقائبي في اسطنبول حيث سيكون العمل شريان حياتي الوحيد، في حالة تتراواح بين النسيان الهروب والمستحيل من الواقع. نتيجة هذه الفترة الشاقة، أطلقت مجموعة "النهضة" La Renaissance على مثال كل ما أنتجه الفنانون والمصممين اللبنانيون منذ الرابع من آب (أغسطس) المشؤوم. في هذه الأثناء، يتم إعادة بناء الورشة والمتجر وكنت أعالج ندباتي بينما كنت أنتظر التغلب على الكوابيس التي تطاردني. أنا شخص مثابر، فقط لأنني أقوى من نفسي مع بعض الضعوفات التي ترافقني منذ أن غادت لبنان، أستعد اليوم لبدايات الجديدة.
جسور من الحرير تجمعبين ثقافتي الشرق والغرب
إن الذي أقنعني بالمشاركة في استدامة القفطان من خلال تحديثه إلى درجة جعتله يعكس، ليس فقط روح العصر، ولكن في الوقت الحاضر، سوف يقوم بتحديث تقنية الطباعة، هو نسيج الأيكات Ikat العثماني من خلال تطبيقه على الرسوم التوضيحية والوجوه والصور الظلية الخاصة به المستوحاة من أعماله Toile de Joy أو تركيباته المجردة. ها أنا مرة أخرى أقوم بإنشاء جسور من الحرير بين الشرق والغرب بجرأة مطلقة، أستمع فقط إلى أفكاري، المجنونة أحيانًا، وأحيانًا الحزينة، ولكن دائمًا ما تكون بطولية: بين خطوط الإيكات تلوح في الأفق وجوه مرعبة وقاتمة. الموضة ليس لها رأي في الحرية اللامحدودة للقفطان. مجموعة كبسولة ستجد مكانتها ضمن هذه المجموعة التراثية. إنه يحمل عنوانًا يحدد حياة اللبنانيين في فترة ما بعد الثورة، وما بعد الانفجار.
مجموعة أخرى
النوم مع العدو. يكتشف المرء أزهارًا منحنية وطيورًا حزينة في أقفاص مفتوحة لا يمكنهم العثور على بابها، وأنقاض فخمة مثل الغرور. يتم التعبير عن كل هذا في لوحة مبهجة من الألوان: الحياة تستمر ويمكن للتاريخ أن يحمل بعض المفاجآت. هذه القفاطين، الشبيهة بالبسط التي نسجتها نساء القبائل القديمة، تحكي قصة المرأة التي صنعتها. هذا لا يمنع أن تكون مستمدّة من جاذبية السبعينيات، بدءاً من تلبيتها الحاجة إلى الراحة والخفة وحرية التعبير عن إنسانيتنا في العام 2020، الذي طغت عليه عدة أشهر من الوباء.
ELLE Arabia: ما هي القطعة الأيقونية لديك (سبق وصممتها) ؟
أمل أزهري: قطعي الأيقونية هي قفطان التنين ومعطف التنين. تم بيع ذلك في جميع أنحاء العالم عندما ارتدته سيندي كروفورد في البداية، من هيفاء وهبي ومايا دياب وسميرة السعيد، أصبحت هذه القطعة الأيقونية.
ELLE Arabia: من هي أكثر نجمة تحبين أن تتعاملي معها؟
أمل أزهري: أحبهنّ جميعًا ويشرفني أن أصمم لهنّ جميعًا حقًا من قلبي لأن كل فنانة أو مغنية من الشخصيات العامة لها جاذبيتها الخاصة وطريقة التعامل مع القفاطين الخاصة بي ولكن مايا دياب هي صديقتي المحبوبة الذي أشعر أنني بحالة جيدة جدًا عندما أتعامل معها. أحبّ أن أصمم لها لأنها مجنونة مثلي ولديها ذوق رائع وأسلوب غير تقليدي أثناء ارتداء القفطان الخاص بي.
ELLE Arabia: لو سنحت لك الفرصة للتعاون مع دار أزياء عربي ودار أزياء عالمي من تختارين ولماذا؟
أمل أزهري: أما بالنسبة للمصمم العالمي الذي كنت أحب كريستيان لا كروا، للأسف الآن قد أغلق دار الأزياء الخاصة به، وكنت أحب طريقة المزج والمطابقة في استخدام الأقمشة والألوان والطريقة الفنية في تقديم مجموعته. أنا أحب إيلي صعب باعتباره أحد مصمم عالمي وسيكون شرف لي أن أتعاون معه يومًا ما، ضمن خط القفطان الخاص به، لأنه راقي جدًا ومبدع جدًا في كل التفاصيل التي يستخدمها في أي من مجموعاته، بالإضافة إلى أنه صديق لي وأنا نعتز به ونقدر مرونته وجدول أعماله، يجب أن نتعلم جميعًا ونتابع أشخاصًا مثله، حول التفاصيل والطريقة الدقيقة في القطع والاتجاهات، كما أنني فخورة أيضًا بكوني صديقًة له وبكونه أول مصمم لبناني اكتسب شهرة عالمية واسعة، وعندما قدم مجموعته الصينية التي حققت نجاحًا كبيرًا من جميع النواحي، أحببتها مع كل تصميم قام به ضمن هذه المجموعة.
أما بالنسبة للمصممين العربي، فقد برع كل واحد منهم وأتقن في كل إبداعاته داخل تصميم الأزياء الراقية والأزياء الجاهزة، حتى الآن بالنسبة لي ليس لدي أي مصمم محدد، فكل واحد لديه تخصص معين يميزه عن غيره. فريد من نوعه في تصميماته الخاصة وكل المجتمع الأوروبي ينتظر دائمًا تصميماتهم الجديدة واتجاهاتهم الجديدة لأنك تعلمين أن أي ثقافة في العالم ترغب في التباهي باعتماد إبداعات ثقافية أخرى مع وضع لمساتهم الخاصة.
ELLE Arabia: ما رأيك بعالم الأزياء في لبنان والعالم العربي؟ ومن يلفتك؟
أمل أزهري: أنا معجبة بكل مصمم جديد يأتي إلى عالم الموضة، فالتصاميم الحديثة تعطينا طاقة إيجابية لخلق المزيد ولنكون أكثر إبداعًا. فالمصمم الشاب يلهمك من نواح كثيرة خصوصاً في هذه المرحلة التي نمر بها. لا يجب يستسلموا أبدًا وأنصحهم أن يكونوا إيجابيين دائمًا لتقديم المزيد، وأنا معجبة بكل واحد منهم وأتمنى الأفضل لهم جميعًا. فهم بعد كل شيء يمثلون العصر الجديد في جميع الأوقات. أنا معجبة بساندرا منصور لأنها جديدة ومتفوقة في عملها بالفعل، وأتمنى أن تبقى على هذا المستوى لأنها حقًا متفوقة في عملها وأتمنى لها كل التوفيق.
ELLE Arabia: إذا قابلتِ مصمم أزياء جديد ما هي النصيحة التي تقدمينها؟
أمل أزهري: نصيحتي لأي مصمم جديد هي متابعة ومراقبة الجودة دائمًا لكل قطعة يصنعها، أن تكون لديه رؤية واضحة، وثقافة عالية، وأن يتعلم ويمتلك هوية خاصة به.
ELLE Arabia: ما رأيك بالمرأة العربية اليوم وما الذي يميزها نظيرتها الغربية؟
أمل أزهري: السيدات العربيات هن من يصنعن الموضة بالفعل، فهن أكثر أناقة وعصرية من السيدات الأوروبيات ويسعين إلى الكمال، بينما السيدات الأوروبيات أكثر بساطة ولا يهتممن بمظهرهن كما تفعل المرأة العربية. وعندما أقول أن النساء الأوروبيات لا يهتممن بمظهرهن، فأنا لا أستخف بهالتهن، لكن يمكنك أن ترى فرقًا كبيرًا في الملابس. في حين أن أي امرأة لبنانية أو عربية تبحث دوماً عن أزياء عصرية، فهي تحب أن تكون مختلفة ورائعة وأنيقة، على عكس كل أنماط الحياة الأوروبية، حيث لدى النساء الغربيات نظرة مختلفة إلى الحياة.
ELLE Arabia: ما رأيك بموجة مواقع التواصل الإجتماعي (ما هي الحسنات والسيئات) ؟ كيف تؤثر عليك وكيف تتعاملين؟
أمل أزهري: وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير على كل فرد منا. دعنا نتحدث أولاً عن حسناتها. هي أفضل طريقة لبيع المنتجات والترويج لها في طريقة التسويق، سواء كان ذلك للفنانين والمغنين والشخصيات العامة، وما إلى ذلك. فهي تمنحهم العديد من المتابعين الذين يكون لهم أفضل تأثير على أعمالهم. بالنسبة لسيئات مواقع التواصل، نعم لديها تأثيرات سلبية أيضًا لأننا عالقون في مواقع إنستغرام Instagram وتطبيقات الوسائل الاجتماعية الأخرى، وهذا قد يضر بأذهاننا وبمهارات القراءة لدينا، إذ أنه في الوقت الحاضر لا أحد يحمل كتابًا أو مجلة لاستكشاف جمالها. كذلك، فإن مواقع التواصل تنشر أيضًا ردود فعل سيئة في نشر الأخبار التي قد لا تكون صحيحة والتي قد تؤثر على سمعة أي شخصية داخل هالته ووجوده، بقدر ما هو جيد يمكن أن يكون سيئًا أيضًا.
ELLE Arabia: مقولة تؤمنين بها؟
أمل أزهري: "استخدم الصمت كلغة يومية"
"أي شيء آخر هو ترجمة سيئة".
Use silence as your day to day language
Anything else is poor translation .
ELLE Arabia: مثلك الأعلى؟
أمل أزهري: امي هي مثلي الاعلى، الله يرحمها. علمتني ان اكون جبارة وان اواجه كل الصعوبات بالحياة وانزع الغبار عن جسمي وانظر دوماً الى الامور بطريقةً ايجابية وهداوة بال، لأنه "ما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن".
ELLE Arabia: ألوانك المفضلة؟
أمل أزهري: أفضل الألوان لدي هي الأصفر والأزرق الملكي.
ELLE Arabia: كلمة أخيرة لقراء Elle Arabia.
أمل أزهري: أقول لـ Elle Arabia، شكرًا لك على جعلي جزءًا من ميزاتك المحتملة، يسعدني دائمًا أن أكون جزءً من Elle Arabia الخاص بك فقط، وإذا قالوا إنه من المستحيل نشر أي خبر خارج هذا العالم، فدعيهم يتذكرون أنه من المستحيل عليهم ليس من أجل ايل العربية.
حاورتها فدى رمضان
