تلقت أسماء هلال لوتاه دراستها الجامعية في العاصمة واشنطن، ثم عادت إلى الإمارات العربية المتحدة بعد تخرجها في عام 2000 لبدء مسيرتها المهنية في شركة اتصالات حيث عملت لمدة خمس سنوات وتمارس تمارين البيلاتس مع أختها. وجدت أسماء أن هذه التمارين ساعدتها على تغيير حياتها، وعندما تم إغلاق استوديو البيلاتس المفضل لديها، قررت تأسيس استوديو Hundred Pilates. وبعد بضع سنوات في عام 2011، تطور هذا الاستوديو الفردي ليصبح مركزًا صحيًا أكبر يقدم اليوم إعادة التأهيل وعلاجات تقويم العمود الفقري والعلاجات الفكرية...
حدثينا عن بدايتك وعن ما حققته ليومنا هذا؟ هل أنت راضية؟ وهل تندمين على أي خطوة قمت بها؟
تخرجت من جامعة جورج واشنطن عام ٢٠٠٠، ثم بدأت حياتي المهنية في مجال الاتصالات، اعتقاداً مني بأن هذا هو المجال الذي سأخوضه لسنوات طويلة، إلا أنني عملت فيه لمدة ٥ سنوات أكسبتني خبرة جيدة. ثم انتقلت إلى عالم ريادة الأعمال في مجال الصحة واللياقة عام ٢٠٠٨. تغيرت حياتي عام ٢٠٠٢ عندما اكتشفت رياضة البيلاتيس والتي أصبحتُ شغوفة بها. لذلك قررت إنشاء مركز ذا هندرد للبيلاتيس عام ٢٠٠٨ والذي توسع ليصبح مركز ذا هندر للياقة الصحية عام ٢٠١٤. ليس فقط لمشاركة شغفي بالبيلاتيس مع الناس، وتحديداً النساء، بل للمساهمة فعلياً في تحسين صحة ونمط حياة العديدين في دولة الإمارات.
يمكنني القول بأنني رياضية شغوفة وقد استمتعت بالمشاركة مرتين في نصف ماراثون لندن رويال باركس عام ٢٠١٦ و ٢٠٢١. وفي عام ٢٠٠٩ تسلقت جبل فوجي- وهو أعلى جبل في اليابان. وبفضل الله ثم العمل مع فريق عمل مثابر، حزت على عدد من الجوائز منها جائزة الشيخ محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب لأفضل مشروع في مجال الرعاية الصحية عام ٢٠١٠ وجائزة امرأة العام في الإمارات عن فئة "المنجزون" عام ٢٠١٢. كما تم إدراجي ضمن قائمة أفضل ١٠٠ لمجلة أهلاً.
كما حظيت بفرص عدة لمشاركة تجربتي مع الآخرين. منها إلقاء كلمة عن تجربتي كرائدة أعمال إماراتية بمناسبة يوم المرأة العالمي ٢٠١٦ خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته إلى الإمارات. كما دعيت لإلقاء محاضرة ضمن مهرجان طيران الإمارات للآداب عام ٢٠١٦ إلى جانب المدرب والمؤلف المعروف جو ويكس.
أدرج مركز ذا هندرد للياقة الصحية عام ٢٠١١ في المرتبة ٤٥ ضمن قائمة أفضل ١٠٠ شركة صغيرة ومتوسطة في دبي، كما تم اختيارنا كأفضل منشأة صحة ولياقة بدنية في الإمارات ضمن "جوائز الرياضة والصناعة". وفي ٢٠١٥ تشرفت بالحصول على جائزة أفضل مشروع صغير في دول مجلس التعاون الخليجي ضمن الدورة ٣٢ لاجتماعات وزارات العمل التي استضافتها عام ٢٠١٥.
ولا بد من الإشارة إلى أن الجوائز ليست هدفنا الأول ولا مقياس نجاحنا الوحيد. وبالرغم من أنني أشعر بالرضا ولله الحمد تجاه ما حققته حتى الآن إلا أنني أرى درباً طويلاً أمامي وفرصاً متعددة لصنع فرق حقيقي في حياة العديدين من خلال مركزي. ولا أشعر بالندم تجاه أي خطوة قمت بها، فكل شيء. مُقدر، وفي كل تجربة فائدة.
من الطبيعي أن يكون هناك بعض العقبات في مسيرة أي شخص ناجح - ما الذي تعلمته من كل ما مررت به؟وحدثينا عن تجربتك المهنية وما الذي أضافته لك حتى اليوم؟
صحيح، فالعقبات أو التحديات تجعل التجارب غنية وأكثر قيمةً. وقد علمتني التحديات بأن كل ما أمر به خير وهو لصالحي وما علينا إلا التسليم والتوكل على الله.
أضافت لي تجربتي المهنية شيء من الحكمة والصبر. كما تعلمت الكثير عن كيفية التعامل مع الناس من مختلف الخلفيات والأعمار والثقافات. فأصبحت أكثر هدوءً عند مواجهة أمر ما، كما بدأت أنظر إلى من حولي بعطف أكثر – موظفاً كان أو زبوناً - لأن مجال الصحة يتطلب نظرة إنسانية وليست نظرة تجارية إدارية بحتة.
ما هي نصيحتك لأي شابة وامرأة تشق نفس طريقك؟
استمعي إلى "بوصلتك الداخلية" واستفتِ قلبكِ ثم أقدمي على العمل بتوكل على الله. وتذكري بأن النية مفتاح العمل فهي تحدد هدفك واتجاهك وتؤثر في طريقة تصرفاتك. قومي أيضاً بمراجعة هدفك عند مواجهة اي عقبات لتتذكري لماذا بدأتِ هذا العمل وبالذات في المواقف التي تجعلك تشعرين بأنك قد تستسلمين.
ما رأيك بموقع التواصل الاجتماعي - ما هي حسناتها وسيئاتها وكيف تتعاملين معها؟
هي نافذة تسمح لنا بالاطلاع على عالم يكاد يكون لا متناهي من الأشخاص والأفكار.
وهي أيضاً أداة، تجعل العالم يبدو صغيراً، فهي تقرب كل بعيد وتيسر الاتصال والتسوق والتعلم والتسويق وغيرها من الأمور.
ورغم جوانب عالم التواصل الاجتماعي الإيجابية إلا أنه بصراحة يسبب لي أحياناً بعض القلق. لذلك أحاول استخدام قنوات التواصل الاجتماعي بشكل مقنن وفي أوقات محددة ولأغراض معينة.
في الغالب، أحدد ساعة من الوقت يومياً لاستخدامها، والتي تكون قدر المستطاع بعيدة عن موعد نومي.
كما أنني أحاول توظيفها للبحث عما يلهمني من أفكار ومعلومات ولخدمة مشاريعي ولا أفضل تتبع الحياة الشخصية لمن يستخدم هذه القنوات. لأنني أعتقد أن متابعة الحياة الشخصية للأفراد باستمرار قد تدعو إلى المقارنة السلبية فمواقع التواصل الاجتماعي لا تبرز سوى بعض الجوانب المختارة بعناية من حياة الأشخاص.
كلمة من شخصك بمناسبة العيد الوطني ال50؟
أشعر بالفخر لانتمائي إلى دولة الإمارات وفي ذات الوقت أشعر بمسؤولية شخصية في المحافظة على زخم الإنجازات وتذليل الصعاب للأجيال القادمة كما هيأ الجيل السابق الظروف المناسبة لنا لكي نسمو بهذا الوطن العزيز. فالإمارات وطن يستحق منا على أقل تقدير رد الجميل. فالقيادة الحكيمة لهذا الشعب الكريم ورعيله الأول لم يدخروا أي جهد في رصف طريق التقدم والنجاح والسعادة والازدهار لمن بعدهم.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
في الوقت الحالي لا أخطط لأي توسع في حجم المركز ولكن أود إدخال نشاطات جديدة إلى جانب تلك المقدمة حالياً. منها ما يتعلق بالصحة النفسية وصحة الطفل. أود أيضاً تنظيم عدد أكبر من الحلقات النقاشية كنوع من الخدمة المجتمعية بهدف نشر الوعي حول مواضيع مختلفة في مجال اللياقة والصحة.