مع أحدث مجموعاته لربيع وصيف ٢٠٢٢، يُطلق Giorgio Armani العنان لخياله حيث يركّز على جعل العالم مكانًا أفضل من خلال الممارسات المستدامة وتصميم القطع الجميلة التي تعكس أنماط حياتنا الحديثة.
رجل الاستعراض الأول بأسلوب لا تشوبه شائبة وإحساس بالتوقيت، يقدّم السيد جورجيو أرماني مستقبل الموضة من خلال مجموعته لربيع وصيف ٢٠٢٢. مبشّرة بجماليات جديدة للنظام العالمي الجديد وللمشهد الذي نعيش فيه، تمّ عرض المجموعة الشهر الماضي في الإمارات العربية المتحدة. كان عرض الأزياء حدثاً لليلة واحدة فقط، وقد أقيم في فندق أرماني في دبي، احتفالًا بالحياة مع اندفاعات جريئة من الألوان، وحرفية غنيّة بالتفاصيل الرائعة والصناعة والتشطيبات الدقيقة، وطبعاً التصميم من خلال القطع التي تبدو وكأنّها تطفو حول الجسم مما يسمح بسهولة في الحركة تتناسب مع أنماط حياتنا الحالية السريعة الخطى. السيد أرماني، الذي كان في المدينة لحضور الحدث الذي يصادف أيضًا الذكرى السنوية العشرين لفنادق دبي وميلانو، تحدّث إلى Elle Arabia قبل العرض حول نظرته الجديدة للموضة، والوجه المتغيّر لملابس السهرة، وسرّ ثبات حبّه لفنّه وحرفته...
كيف أثّرت السنتان الماضيتان على نظرتك للموضة؟
لقد ثبّت العامان الماضيان قناعتي أكثر أنّ الإبداع هو دائمًا قوة إيجابية. الآن من المهم أكثر من أي وقت مضى استخدام خيالنا. نحتاج أن نتخيّل كيف يمكننا أن نجعل العالم مكانًا أفضل للأجيال القادمة. وإنّ جعل صناعة الأزياء أكثر أخلاقية هي عملية تحتاج كل شركة أزياء إلى الإلتزام بها على مستويات متعددة. نحن بحاجة إلى النظر في كيفية تحسين الاستدامة في طريقة إنشاء المنتجات وصنعها، وإلى أي مدى يكون تصميمنا لتلك المنتجات جيداً لتستمرّ وتدوم (من حيث الجماليات وكذلك الجودة)، وكيف ندير مكاتبنا، وكيف نبني وندير مخازننا. لذلك، ومن نواحٍ كثيرة، لقد أصبحت أكثر اهتمامًا بالبيئة، وحثّاً للعملاء على شراء قطع أقل وأفضل. كمصمم، أشعر بقدر كبير من المسؤولية، لأنّ الموضة يمكن أن تكون صناعة ملوّثة للغاية، ولهذا السبب وضعت الوعي البيئي على رأس أولويات مجموعة أرماني.
ما الذي كنت تريد تقديمه وتجسيده في هذه المجموعة الجديدة؟
مع مجموعة جورجيو أرماني لربيع وصيف ٢٠٢٢ للملابس النسائية، أردت أن أعبّر عن العودة إلى بُعد حميم ومريح. المجموعة عبارة عن مزيج من الموضوعات "الأرمينية" (نسبة لأرماني) الممزوجة بلمسات وزخارف وألوان بدوية، معاد تفسيرها بإحساس حضري. توازن بين الدقة والحرية، يتحقّق من خلال خفة المواد والأشكال. بالنسبة للكوتور، فقد ابتكرت مجموعة أنثوية للغاية ومشرقة، بألوان مدهشة وأقمشة برّاقة تبدو وكأنّها سائلة تقريبًا وتخلق انطباعًا بالحيوية. توحي الأزياء بالأناقة المفعمة بالذكريات وتشبه الأزهار العملاقة، وتذكّر بحديقة ساحرة.
هل تحوّلت ملابس السهرة؟
بعد أن أجبرنا على قضاء وقتاً لا بأس به في المنزل وارتداء أشياء مريحة، أودّ أن أقول إنّ الرغبة في ارتداء ملابس أكثر أناقة ورسمية قد زادت بالتأكيد جنبًا إلى جنب مع الرغبة في الأشياء الجميلة التي تصنع لتدوم. لطالما كان هذا هو أسلوبي، وقد جعلتني هذه الأشهر الرهيبة الأخيرة أؤمن أكثر بقيمة ما صنعته. يجب أن تكون الرفاهية الحقيقية أصيلة، وفي عالمي، فإنّ أصالة الإبداع والتصميم والمواد المستخدمة هي أول وأهم ميزة تظهر، سواء في مجموعات الملابس الجاهزة أو الأزياء الراقية. تسمح الأزياء الراقية على وجه الخصوص بنوع من التخصيص الشديد من خلال التأكيد على التفرّد، والسماح بأي نوع من الصناعة والتشطيبات، حتى أكثرها حساسية وتعقيدًا. تركّز الكوتور على الناس أولاً، ثمّ تخلق الموضة من حولهم.
ما الذي لا يزال يشكّل مصدر إلهامك، مجموعة جميلة تلوَ الأخرى؟
بالنسبة لي، يأتي الإلهام من العديد من المصادر، وتأتي أفكاري الإبداعية من الداخل والخارج. إن كان من الواضح أنني متأثّر بتجاربي في العالم ـ الرحلات والمناظر الطبيعية والأفلام والكتب واللقاءات والفن والهندسة المعمارية ـ فأنا أناشد دائماً مخيّلتي ومجموعة غنية من الذكريات والأفكار. ينصبّ تركيزي على مراقبة الواقع، وقبل كل شيء على مراقبة الناس ـ كيف يعيشون، وكيف يتحرّكون، وكيف يعملون، وكيف يتغيّرون بمرور الوقت.