ليوناردو دي كابريو والنزعة الخضراء

هو الآن "غاتسبي العظيم"، وعلى الدولم شاب وسيم على كوكب هوليوود وناشط بيئي على مستوى عالٍ في الوقت عينه إذ كتب وأنتج وثائقي The 11th Hour الذي يعالج موضوع الاحترار العالمي. لقاء مع الممثل الملتزم والساحر كيفما كانت الحقبة!

 

ما الذي يدفعك إلى القيام بنشاطك البيئي؟

لطالما أثارت اهتمامي المسائل المتعلقة بالبيئة وحين كنت ولداً، كانت تجذبني الأفلام الوثائقية المرتبطة بالطبيعة وخاصة أفلام Imax عن الغابات الاستوائية. ومنذ صغري أيضاً أذكر أنّني كنت متأثراً جداً بمشاكل البيئة مثل نفاد الموارد على الأرض والأجناس المهدّدة بالانقراض.عندما بلغت سنّ الرشد، بقي العمل البيئي أولوية في حياتي إذ أسّست جمعية تهدف إلى حثّ الناس على المسائل البيئية وتأثيراتها على العالم الذي نعيش فيه. حين لا أعمل في إطار السينما أركّز تفكيري على مجموعة من المشاريع البيئية. بفضل ذلك، طوّرت نظرة أعمق حول فهم علاقتنا مع الأرض. لا تقتصر المسألة على تجربة تعلّم غنية ولكنّها تسمح لي بزيارة أهم وأجمل المواقع في العالم. 

 

ما هي نصائحك لحياة "خضراء"؟ وما هي الأمور التي يمكننا فعلها بانتظام؟

لكي نعيش بطريقة تحترم البيئة، لا بد لنا من أن نعي أهمية العالم الذي نعيش فيه وندخل هذا الوعي في كل تفاصيل حياتنا اليومية. ما الغاية؟ كلما زادت معلوماتنا عن المسائل التي تطال البيئة، زاد تقديرنا للأرض ولطريقة تعاطينا معها. على الصعيد اليومي، أظنّ أنّ أفضل طريقة تأثيرها مباشر على البيئة هي شراء المنتجات المحلية. نحن نعيش في عالم معقّد جداً نريد فيه كل شيء ولو كان يعني ذلك استقدام المأكولات من أية بقعة كانت على الأرض. حين نأكل محلياً ونشتري محلياً ولمَ لا نزرع محلياً في حديقة منزلنا الخلفية، نؤثّر مباشرةً على الأرض بشكل إيجابي.

 

إنّ البيئة اليوم هي في صميم علاقتك مع Tag Heuer. كيف حصل الأمر؟

منذ البداية، حين بدأت العمل مع الماركة، اقترحت على المسؤولين إدخال عملي البيئي في تعاوني معهم، وعلى الفور عشق جان كريستوف بابين الفكرة إذ فهم أهمية القيام بأمور جيدة من خلال مساعدة المنظمات البيئية على رفع إيراداتها بغية إنقاذ الأرض على كافة المستويات. 

 

أخبرنا عن زيارتك لمحترفات الماركة في سويسرا...

هناك شيء مذهل في فنّ تصنيع الساعات القديم. لقد كانت تجربة رائعة رحلة سفري إلى سويسرا لأشاهد بأم عيني ما يجري هناك. إنّها شركة عصرية جداً على الرغم من أنّنا نشعر فيها بأنّنا نخرج عن إطار الزمان. هي أشبه بمختبر ضخم للعلوم فيه قطع صغيرة للغاية ورجال خلف المجاهر. عشقت فترة إقامتي هناك. 

 

هل كنت طيلة حياتك مهتماً بصناعة الساعات؟

لست خبيراً في هذا المجال ولكن لطالما كنت مولعاً بالساعات – وقد زاد ولعي بها بعد زيارتي لسويسرا ولمصنع تاغ هيور (Tag Heuer). إنّ مشاهدة مسار تصنيع ساعة سويسرية فيها العديد من القطع المعقّدة الصغيرة والدقيقة هي أشبه برؤية لعبة ألغاز عملاقة في طور التجميع. لطالما أحببت جمع الساعات بيد أنّ اختبار هذه المعرفة جعلني أكثر تعلّقاً بفنّ صناعة الساعات.

 

قريباً ستبلغ الأربعين، هل ما زال عندك طموح ما يتآكلك أم اكتفيت بما أنجزته حتى الآن؟

40 سنة! بهذه السرعة؟ (يضحك). لا أظنّ أنّني حققت كل أحلامي حتى الآن. برأيي، من المهم العودة إلى خياراتي وتحليلها من جديد للتمعن بما أنتظره من هذه الحياة وبما أريد فعله كفرد. أنا من عائلة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة وكانت فكرة أن أصبح ممثلاً أشبه بحلم لا يمكن أن يتحقق. حين تقدّمت لي أول فرصة للعمل على فيلم، اختبرت مباراة جنونية لتحقيق هذا الحلم. إنّ الممثل يفعل ما بوسعه ليخبر قصة جميلة بطريقة فنية ولكن في آخر المطاف يجهل ردة فعل الجمهور والنقّاد عليه. لطالما كان هناك نوع من اللغز الأزلي في تنفيذ الأفلام وهنا يكمن التحدي في هذه المهنة. يقضي هدفي بإكمال هذا العمل الرائع وآمل ألاّ يتوقّف البتة. ما دمت على قيد الحياة، أرغب على الدوام في إنتاج عمل ممتاز ولكن أيضاً في محاولة ابتكار شيء مختلف في العالم.

 

علاقة ليو مع التنمية المستدامة من خلال بضعة تواريخ

  • 1998: قدّم ليوناردو دي كابريو ووالدته مبلغ 35000 دولار من أجل تأسيس جمعية تدافع عن البيئة وتعيد بناء مكتبة دُمّرت بفعل حادثة مناخية.
  • 2004: دعم مالياً حملة الديمقراطي جون كيري الرئاسية فهو مشهور بالتزامه البيئي.
  • 2005: خلال تصوير Blood Diamond، عمل مع 24 ولداً من قرية SOS في مابوتو في الموزمبيق وأعلن تأثّره الشديد بهذا العمل مع الأولاد. 
  • 2007: حضر حفل The American Leg of Life Earth الهادف إلى تعزيز الدفاع عن البيئة. وفي العام نفسه، عُرض على الشاشات الوثائقي الذي كتبه وأخرجه The 11th Hour والذي يدور حول مشكلة الاحترار العالمي.
  • 2008: منح 400 ألف دولار لحملة باراك أوباما الرئاسية، لأنّ برنامجه الانتخابي وعد "بجعل الولايات المتحدة الأميركية رائدة في محاربة التبدّل المناخي". كذلك، اشترى الممثل بقيمة 1.3 مليون يورو جزيرة Blackadore Caye في "بيليز" حيث يأمل إنشاء مساكن بيئية مترفة لاستقبال السيّاح مع مدرج لهبوط الطائرات الخاصة وغيرها من المشاريع بمبلغ قيمته 25 مليون يورو. وقد أثار هذا المشروع اهتمام منظمات بيئية محلية.   
  • 2012: قدّم الممثل مبلغ مليون دولار لجمعية كلينتون-بوش من أجل هايتي وضحايا الهزة الأرضية. يقود سيارة بيئية وقد جهّز منزله بالألواح الشمسية الضوئية.
المزيد
back to top button