غولشيفتيه فرهاني مذهلة وأكثر!

تعرّفنا إليها في الفيلم الذي افتتح 2013، وضيفة نجمة في مهرجان أبو ظبي السينمائي. الية الجميلة تفيض بالمواهب، فهي ممثّلة، عازفة ومطربة!  اليوم هي في سن الثلاثين ليس إلاّ، وفي رصيدها 26 فيلماً!  الضوء على .

مع حجاب أزرق بلون السماء التي تكاد لا تراها في كابول أيام حركة طالبان وأخواتها، تتحلى فرهاني بالجمال والموهبة. الموهبة التي تتجلى من خلال "حجر الصبر" Syngué Sabour، الفيلم الرائع ل الذي تدور أحداثه في كوكتيل صاخب من سطوة الكلاشينكوف وضراوة المجتمع الذكوري. في ظل هذا الضباب البشري نفحة حياة وحيدة هي غولشيفتيه فرهاني. تذكّري جيداً هذا الاسم واعتادي على لفظه بالتراتبية الصحيحة للأحرف لأنك ستسمعين كثيراً عن هذه النجمة الفارسية. وقفة عند صورة تتحلى الممثلة الإيرانية بجمال فارسي وبمواهب لامتناهية وهي تعيش اليوم في باريس بعيداً عن بلدها الذي وجب عليها تركه بسبب فضيحة.

حسب مجلة فرنسا في عددها الأول، نجحت فرهاني حين كانت ما تزال مقيمة في إيران في الحصول على إذن من أجل "استثناء ثقافي" يسمح لها بالتصوير في فيلم تحت إدارة ريدلي سكوت عام 2008. بيد أنّ الأمور لم تجرِ بسلاسة يوم ظهرت الممثلة خلال العرض الأول للفيلم من دون الحجاب. ولدى عودتها إلى بلدها حُرمت من جواز سفرها. واستمرّ الجدل بينها وبين السلطات إلى أن انتهى بها الأمر بترك بلدها. لكنّ القصة لم تنتهِ هنا. عام 2012، عادت لتثير الجدل من جديد حين كشفت عن صدرها في شريط مصوَّر لجان-باتيست موندينو في مهرجان الفيلم الفرنسي. منذ ذاك الحين لم يعد مرحباً بها في إيران وانتشرت هذه الصورة كالفيروس. "كان الأمر قاسياً للغاية على عائلتي في إيران". توقفت حياتها الأولى عند هذه الصورة وابتدأت مرحلة جديدة من حياتها في بلد جديد هو فرنسا. 

كان اسمها "أمير"
تزوجت بعمر 19 سنة فهذه كانت "الطريقة الوحيدة لعيش الحب في إيران من دون أن نضطر للتخفي. عشنا قصة جميلة دامت سبع سنوات..." ثم تطلقت الجميلة الفارسية ووقعت في غرام الممثل الفرنسي لويس غاريل. من بلدها تحتفظ بروابطها مع العائلة بلا شك وببعض الذكريات. ذكريات مراهقة حلقت شعرها لتتحول إلى فتى وتكون حرة في إيران: "عند المساء، كنت أظهر بشعري المحلوت وأسمّي نفسي أمير وأعطي رقم هاتفي لفتيات وأركب الدراجة النارية وأتجول في الشوارع... وكنت أتحدث مع شبان كانوا يصفرون لي في النهار".
من بلدها، تحتفظ أيضاً بلعبة العيون، حيث للنظر لغة وقواميس يلجأ إليها من تتعطل لديه لغة الكلام بفعل الحياء أو ربما بفعل ضغط المجتمع. 

موسيقى التعبير
تتميّز غولشيفتيه فرهاني بسُمرتها وجمالها ونظرتها الثاقبة الغامضة وهي تختلف عن غيرها من الممثلات الأخريات اللاتي يجتحنَ السينما الأوروبية. لهذه الممثلة طريقتها في توجيه نظرتها إلى الكاميرا فهي تتطوع للتصوير بكل نعومة وتناغم. إنها موسيقية التمثيل، فقبل السينما كانت تحب الموسيقى. بعمر 5 سنوات كانت تعزف على البيانو وقد استُقبلت في معهد فيينا الموسيقي الذي رفضت الانضمام إليه وفضّلت عليه الشاشة الكبيرة. نجحت فرهاني في رهانها بعد صبرٍ طويل. إنه حجر الصبر الذي عرفت كيف تدحرجه! 

قابلها أنطوان ضاهر

فرهاني في سطور
ولدت فاهافارد فرهاني في 10 تموز/ يوليو 1983 في طهران. أخذت في ما بعد لقب غولشيفتيه. بعد أن شاركت في عشرات الأفلام الإيرانية بدأ الناس يتعرّفون إلى الجميلة فرهاني بفضل "كذبة دولة" عام 2008 مع ليوناردو دي كابريو، فيلم ريدلي سكوت الذي فتح لها باب السينما العالمية. وتابعت مع تصوير فيلم A propos d’Elly لأصغر فرهادي المكرّم في مهرجان برلين السينمائي الدولي التاسع والخمسين. أطلت كذلك في لمرجان سترابي. في "حجر الصبر"، أقلمة الكاتب والسينمائي الأفغاني-الفرنسي عتيق رحيمي (جائزة Goncourt لعام 2008) أظهرت مهارة بالمونولوج الغني بالاعترافات حيث تكشف عن أسرارها لزوجها وهي مستلقية إلى جانبه بين الحياة والموت. ومن ثم، ثلاثة أفلام: ، My Sweet Peprerland و. اليوم، وهي في سن الثلاثين ليس إلاّ، تملك الجميلة الفارسية في رصيدها 26 فيلماً! 

المزيد
back to top button