الكاتبة الإماراتية شهناز بستكي: الهندسة صقلت موهبتي في الكتابة والخبرة ساعدتني على الإبداع!

لم يكن لجمال المظهر والأفق الساحرة لإمارة دبي، إلا دافعاً لقيام  المهندسة المدنية لدى وزارة الأشغال العامة في إمارة دبي، الانتقال من وظيفة الهندسة إلى مهنة الكتابة والتصوير الضوئي لتعكس جمال دولتها الحبيبة للعالم بأسرة من خلال زاوية جمالية تلتقطها بنفسها وتدرجها في كتاب يمثل مرجعاً لكل من يبحث في تفاصيل ومعالم الإمارات.

عملت بستكي في وزارة الأشغال العامة كرئيسة قسم التخطيط والمتابعة حتى عام 2006، ثم تفرغت لأعمالها الخاصة وهواياتها ومنها الرسم والكتابة والتصوير، من أهم أعمالها إصدار كتاب «دبي المدينة الساحرة» في يونيو 2009 وكتاب «ابق إنساناً» في نوفمبر 2010 ، ومؤخراً أصدرت كتاب «أبوظبي الإمارة المتألقة».

Elle Arabia: من أين استوحيتِ فكرة كتاب يصف معالم الإمارات؟

شهناز بستكي: كنت أتأمل روعة دبي، وأبراجها الشاهقة وتضاريسها المتنوعة، فإذا بروعة المظهر والأفق الساحرة التي قادتني لعمل لقطات ثابتة تصف روعة المكان، كانت لقطات من زاوية معينة وكنت أتمنى تثبيت هذه الزاوية بشكل ملموس للآخرين، فوجت أن الصورة هي أفضل وسيلة للتعبير، من هنا خضعت لدورة بسيطة بالتصوير الفوتوغرافي،  وبدأت بالتقاط أبرز التضاريس الحضارية والعمرانية والتراثية لإمارة دبي.  

Elle Arabia: ما هي محتويات الكتب بصفة عامة؟

شهناز بستكي: التركيز على الجوانب التراثية والعمرانية وخاصة التطور والطفرة الذي تشهده الإمارات وهذا الكتاب يتناول جميع العصور والمراحل فدمجت ما بين الماضي والحاضر والمستقبل. وحصلت على المعلومات الموثقة من الكتب والانترنت وحاولت جمع أهم المعلومات وتلخيصها وكتابتها بشكل مبسط ومشوق.

اعتمدت على الصور بشكل كبير، لأنها خير معبر عن جمال الواقع، إذا تمثل 80% من المحتوى،  تظهر فيها معالم الإمارات في الحاضر والماضي، 99% منها قمت بتصويرها.

Elle Arabia: متى اكتشفتِ موهبتك الإبداعية في الكتابة؟

شهناز بستكي: عندما كنت بالجامعة كان لدي بوادر كتابية كنت أكتب الخواطر لكن بعد التحاقي بالعمل استفدت من الخبرات والتجارب والممارسات ومن هنا صقلت موهبتي الكتابية، لذلك أنصح كل موظف بالجد والاجتهاد والمثابرة مهما كانت الصعاب، لان بالنهاية سوف يكتسب الخبرات التي سوف تنمي مواهبه. وعلى الرغم من أن الهندسة في بداية الأمر أخذتني من الكتابة وممارسة الهوايات، لكن العمل والخبرة انعكس على صقل هواياتي، فالرغبات والبوادر لا تكفي على الإقدام على فعل شيء فلابد من وجود الخبرة والنضوج اللذان يساعدان على التميز والإبداع، فضلاً عن النظرة والسياسية والإمكانيات.

Elle Arabia: هل من قاسم مشترك يجمع بين الكتابة والهندسة؟

شهناز بستكي: بالتأكيد، كلاهما يعتمدان على الخيال والحدس والمنطق، فالعمل الهندسي منحني المزيد من الإمكانيات والعمق في أداء العمل، هذا الشيء انعكس على توفير الأسس الصحيحة لممارسة الكتابة، فالكتابة تحتاج إلى عمق يساعدنا في الوصول إلى أرقى الأفق، كما وأن الكتابة ليس لها علاقة بالتخصص الأكاديمي إنما تعتمد على الإمكانات والمواهب وكلاهما متوافران لدي، من هنا أرى أنه الوقت المناسب للدخول في مضمار الكتابة، ولم يلومني أحد على ترك وظيفة الهندسة.

Elle Arabia: أطلقتِ كتاب " أبوظبي الإمارة المتألقة" ما تفاصيل محتويات الكتاب؟

شهناز بستكي: يحتوي الكتاب على أحد عشر باباً، في كل باب يحتوي على أهم المعلومات عن إمارة أبوظبي والتي تزود القارئ بالمعالم الحضارية والتراثية والسياحية للإمارة، بالإضافة إلى صور تبرز جمال معالم أبوظبي، كجامع الشيخ زايد وكورنيش البحيرة والحدائق والأماكن التراثية، وغيرها من الأماكن الحضارية، وقد جاء الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية.

Elle Arabia: هل من عقبات واجهتكِ أثناء التصوير؟

شهناز بستكي: لاشك كل عمل يحتمل الصعوبات والمشاكل، لكن الحمد لله تمكنت من تخطي كل العوائق، ولاسيما عامل الغبار الذي مثل عائقاً أمام التقاط الصور، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة وأشعة الشمس الخارقة، والذهاب إلى مناطق بعيدة عن إمارة دبي ومنها الفجيرة ورأس الخيمة من أجل التقاط مناظر طبيعية وأخرى تراثية، وما يتطلبه من جهد بدني وفكري، فضلاً عن ازدحام الطرقات.

Elle Arabia: ما هو المغزى من كتاب " أبق إنسان"؟

شهناز بستكي: يهدف الكتاب إلى تعزيز الجوانب الروحية والأخلاقية والدينية، وكما ويهدف إلى تنمية الذات البشرية، في بعض الأحيان تكون بعض الممارسات اليومية السيئة ذات تأثير كبير على حياتنا؛ كالكذب والخيانة، هذه الأشياء لا يوجد دراسات أو جهات معينة تعمل على الحد منها، من هنا وجدت أن هذه الأمور هي أشياء أساسية وتؤثر بشكل كبير في حياتنا، من هنا بدأت بكتابة هذا الكتاب الذي أصدر في نوفمبر 2010 ويتحدث عن بعض تلك الجوانب.

Elle Arabia: حدثينا عن صدى الإقبال الجماهيري لكتاب " دبي المدينة الساحرة"؟

شهناز بستكي: تم طرح الكتاب في عدد من المكتبات العامة فبعض الكتب بيع بالكامل والبعض بيع البعض من النسخ، وفي النهاية بيع الكتب يرتبط بعدة أمور أولها طريقة العرض، كما وأن الوضع الاقتصادي يؤثر في حركة بيع الكتب، ونحن نعيش في أزمة مالية عالمية، الأمر الذي أدى إلى إغلاق بعض المكتبات والبعض تقلص، كما وأن الجمهور يفكرون بشراء الاحتياجات الأساسية بعدها تأتي الكتب التي يعتبرها البعض من الكماليات الثانوية. وفي تلك الأثناء أيضاً كنت مشغولة بكتابة " أبق إنسان" ولم أكن متفرغة لمسألة تسويق الكتاب، لكن الآن سوف أركز على عملية التسويق، ولدي خطة جديدة تعتمد على التسويق الإلكتروني وغيرها من الخطط الإعلانية.

من هنا يجب على الجهات المعنية دعم المواطنين وتشجيعهم على الكتابة وأحيانا أتفاجئ من جهة أطلب منها المساعدة في التوزيع والنشر ويرفضون. هل هم فئة لدعم المواطنين أم لدعم جهات أخرى؟ لذلك أتمنى من الجهات المسؤولة دعم المواطنين وتشجيعهم على الكتابة.

في ظل عصر التكنولوجيا والإعلام الإلكتروني الحالي، واعتماد معظم أفراد المجتمع على الإعلام المسموع والمرئي حيث أشارت دراسة علمية بأن الإنسان العربي يقرأ 6 ثوانِ على مدار العام. ما تعليقك؟
فعلا، يجب طرح هذا الموضوع على الجهات المعنية، وتأتي في مقدمتها وسائل الإعلام، المعنية بتفعيل وتشجيع الإنسان العربي على القراءة، نجد أن الإعلام العربي يصب تشجيعه واهتمامه على النواحي الفنية والرياضية والسياسية، كما ويدعم ويشجع الشخصيات البارزة في تلك الجوانب، لكن إذا نظرنا إلى المجال الثقافي نرى أنه مهمل ومهمش، من هنا يجب على القائمين في وسائل الإعلام الانتباه إلى هذا الجانب، كما أحمل أولياء الأمور والقائمين على تنشئة الأجيال جزء من المسؤولية في تشجيع الجيل الجديد على حي القراءة، وأيضاً أوجه نداء إلى كل مثقف وكاتب يصدر كتاباً بأن يعتمد على أسلوب التميز ولفت الانتباه لآن الإعلام المكتوب يخوض في منافسة شرسة مع الإعلام المرئي والمسموع.

حوار رنا إبراهيم

 

المزيد
back to top button