يرفع كيوبيد وصيّ القلوب اصبعه إلى شفاه في حركة ملؤها سحر وجاذبية. وها هو ابن الآلهة فينوس من الذهب والماسات يحدد طابع مجموعة المجوهرات الفاخرة هذه المهداة إلى عالم الأسرار بمختلف أشكالها. وفيّة للتقاليد القديمة التي تهتم بإبداع مجوهرات ذات معنى، تساهم هذه المجموعة بإعادة ابتكار الطلسم الشخصي، ليصبح مستودعاً للذكريات أو الكنوز أو المفاجآت التي يمكن اكتشافها باستمرار. متعة للعين واللمس، فهي تبعث البهجة لدى انفتاحها لتكشف عن مكنوناتها.

 

بالنسبة إلى فان كليف أند آربلز Van Cleef & Arpels التي حوّلت الغموض والأسرار إلى أكثر تواقيعها شهرةً، فإن هذا الموضوع يفسح المجال أمام رحلةٍ استكشافية تتميّز بالألفة والابتكار في آن. من الرسائل المخبّاة والمسارات التائهة إلى ردود وتحوّلات غير متوقّعة، تسخّر الدار مجمل إبداعاتها لتصوّر الشعور في كافة تعابيره. وها هي تلجأ إلى مصادر إلهام عزيزة مثل الطبيعة ورموز الحب والحظ السعيد لتقدّم أكثر من مئة قطعة تروي قصة نزهة عبر حديثة سريّة يلتقي فيها كل ما هو مرئي ومخفي. ورقة لمّاعة تكشف عن دعسوقة الحظ بينما الحمامة ذات الترصيع الغامض أو الميستري سيت – تحلّق في الأجواء حاملةً معها أعذب رسالة.

 

بفضل لغة الأحجار الكريمة، تمتلك الدار لوحة لا متناهية من التعابير، بدءاً من الألوان الزاهية للشعور القوي ووصولاً إلى تناغمات أكثر رقّة. فنجد اللون الأحمر الوهّاج لـ28 حجر ياقوت من بورما تشتعل على عقد طويل قابل للتحوّل، بينما يثير عقد "ميساج ديزيرونديل Message des Hirondelles" الفضول مع نغمات البنفسجي الرقيق لأحجار السافير. على خاتم "لون Lune" أي القمر، تتناوب أحجار الماس الأبيض والعقيق الأسود في لعبة "غميضة" رائعة. فمع الأسرار التي تنتظر اكتشافها، تعكس كل قطعة الروح العابثة لهذه المجموعة التي تعيد السحر إلى فنون المجوهرات الفاخرة مع كشفها عن المعاني الخفية.

 

هناك اعتقاد واحد أساسي في محترفات عمل الدار: الجمال يحتلّ المركز الرئيسي وهو يطغي على الجهود المبذول طوال ساعات على منضدّة العمل لإبراز روعة القطعة النهائية. وبفضل ثروة من التفوّق والبراعة التقنية، تعكس مجموعة "لو سوكري" أو السرّ الرغبة لتوليد المفاجأة والعاطفة بفضل يد الإنسان. وهنا تتجذّر الروعة في نقش يلامس البشرة أو ميكانيكية خفية أو حتى تحوّل غير ملحوظ.

 

إن براعة أسياد الحرفة الملقبين بـ"الأيادي الذهبية" تجد طريقها إلى التعبير مع الأسرار العديدة المتداخلة في قلب الإبداعات، تماماً مثل خاتم "فلور بلو" أم الزهرة الزرقاء ذات الجزء العلوي القابل للدوران والارتفاع ليكشف عن قول لأوسكار وايد بالفرنسية منقوش في الذهب "حياة من دون حب كالحديقة من دون شمس". وتكشف القطعة عن خفاياها للشخص الذي يخترق أسرارها.

 

كنوز من الإبداع والدقة العالية والصبر المتناهي سخّرت لتطوير هذه الميكانيكيات والسهر على قابلية تحوّلها بسلاسة وسهولة. فنجد مشبك "مارغوريت دامور" أو أقحوانة الحب يعيد إلى الذاكرة البادرة الطبيعية لنزع بتلات الورد حيث تكشف البتلات عن رسالتها لدى شدّها إلى الأعلى. أمام سوار "دانتيل سوكريت" أو الرباط السري، فهو يغير مظهره بفضل نظام من المصاريع المصنوعة من عرق اللؤلؤ والتي تتخذ مكان لوحات العقيق التي نراها بدايةً في الأقسام المخرّمة.

 

من المشابك القابلة للفصل إلى العقود الطويلة التي تتحوّل إلى عقد وسوار، يعاد تجديد تقليد الابتكارات القابلة للتحوّل – متيحة المجال أمام خاتم سيرافيتا الذي يضم عدة جواهر في قطعة واحدة: فنجد في وسطه محبسين مختلفين، مرصّعين لحجر سافير وزن 16.46 قيراط وماسات وأحجار سافير بنفسجي على التوالي. وهنا يلتقي المفاجىء مع النادر ليرفعا فن التحوّل إلى ذروته.

المزيد
back to top button