مارينا فيدوروفا ويوسف أكبر يعيدان رسم حدود الفنّ والموضة!

"أصداء أثيرية" أو Ethereal Echoes، هو معرض طليعي، يمثّل التقارب بين مارينا فيدوروفا، الفنّانة العالمية المعاصرة، ويوسف أكبر، مصمّم الأزياء السعودي صاحب الرؤية. أقيم المعرض في FWD من قبل MOKSYZ Boutique في قلب الرياض، وكان عبارة عن حوار متعدّد الأوجه يتجاوز الحدود، وينسج معاً التأثيرات الثقافية المتنوّعة وأشكال التعبير الفنّي. في هذا التعاون، شاركت مارينا فيدوروفا ويوسف أكبر في رؤية مشتركة ـ إعادة تعريف وتحديد الروايات الكلاسيكية في الفنّ والموضة. وقدّم المعرض مزيجاً فريداً من لوحات مارينا الآسرة من سلسلة Cosmodreams وفساتين يوسف المعاصرة. وبينما يربط هذان الفنّانان بين عالمي الرسم وتصميم الأزياء، فقد قاما بدعوة المشاهدين للشروع في رحلة تستكشف موضوعات التعايش السلمي، والوعي البيئي، والإمكانيات اللامحدودة للتعبير عن الذات. قدّم معرض "أصداء أثيرية" الاستخدام الرائد للواقع المعزّز والواقع الافتراضي والتقنيات الرقمية الأخرى. أصبحت لوحات Cosmodreams لمارينا فيدوروفا حية من خلال تجربة تفاعلية، مما سمح للمشاهدين بتجاوز الحدود التقليدية للفنّ والانغماس في استكشاف متعدّد الحواس. تحدّثت ELLE Arabia مع مارينا حول كيفية قيامهما هي ويوسف بإنشاء قصة تعبر الأبعاد والثقافات، وتبثّ حياة جديدة في التراث الغني للمملكة العربية السعودية وتلهم حلماً جماعيّاً من أجل عالمٍ أفضل...

 

كيف تواصلت أنت ويوسف أكبر لأول مرة؟

وما الذي أثار فكرة الجمع بين عالمي الفنّ المعاصر وتصميم الأزياء؟ في البداية كنت متردّدة لأنّ تصوّري عن المملكة العربية السعودية كان مشوّشاً بسبب الأفكار المسبقة. ومع ذلك، بمجرد أن رأيت تصاميم يوسف، أدركت كم كنت مخطئة. لقد حطّم الصور النمطية التي كانت لدي عن الموضة السعودية بأسلوبه الجريء والمشرق والمقدام الذي أعتقد أنّه يجذب النساء أينما وجدنَ في جميع أنحاء العالم. إنّ مفتاح التعاون الناجح هو الإعجاب المتبادل، وقد حصلنا على ذلك. لقد كان العمل مع يوسف ممتعاً وسهلاً للغاية؛ لقد شعر بمزاج Cosmodreams بنسبة ١٠٠٪ وابتكر فستاناً رائعاً يمثّل بالكامل الموضوع الكوني لمشروعنا. أجد أنّه تعاون فريد من نوعه بين فنّانين من وسائل تعبير مختلفة ـ الرسم والأزياء، وجوانب مختلفة من العالم، وثقافات مختلفة، وخلفيات تراثية. ولكن لدينا شيء مشترك. بالنسبة لكلينا، الجمال ضروري. الجمال الذي ينبغي أن ينقذ العالم. أنا متأكدة من أنّ أحلامنا هي نفسها: التعايش السلمي بين الناس والبلدان، والوعي حول مستقبل كوكبنا، والحفاظ على الطبيعة. يدور مشروع Cosmodreams بأكمله حول رغبات الناس وأحلامهم وتطلّعاتهم. على سبيل المثال، ما الذي يحلم به سكان الصحراء؟ وتتحوّل الصحراء إلى غابة، وواحة، وأنهار، وشلالات، وبساتين فواكه. ويجسّد معرض "أصداء أثيرية" هذه الرؤية. إنّه يدعو الجميع للانضمام إلينا في الحلم، وإيجاد الإلهام، والعمل الجماعي من أجل جعل عالمنا مكاناً أفضل.

 

ما هي التجارب أو المعتقدات الشخصية التي دفعتك إلى التركيز على موضوعات مثل التعايش السلمي والوعي البيئي والتعبير عن الذات؟

أفترض أنّ الفنان مسؤول اجتماعياً؛ فالفنّان ينقل الأفكار، ويجذب الانتباه، ويمكنه التأثير على عقول الناس. بالنسبة لي كفنانة، من المهم جدّاً إثارة موضوع التعايش السلمي، والوعي البيئي، وتأثير الإنسانية على موطننا الجميل، كوكب الأرض. أنا لا أعشق جمال الطبيعة وأشاركه فحسب، بل أطرح السؤال أيضاً: في أي حالة سنترك الكوكب لأجيالنا القادمة؟ أحثّ الجمهور على أن يكون أكثر وعياً بالبيئة وأن يتوقّف عن التدمير الذاتي والبيئي. لا يقتصر مشروع Cosmodreams على الترفيه فحسب، بل آمل أيضاً أن يجعل الناس يفكّرون في عالمنا المستقبلي. شعاري هو "الجمال ينقذ العالم". جمال نفوسنا وأعمالنا.

 

يبدو استخدام الواقع المعزّز والتكنولوجيا الرقمية رائعاً. كيف تنبض لوحاتك بالحياة من خلال هذه التقنيات؟ ما نوع التجربة التي يمكن أن يتوقّعها الزوّار؟

تعمل المكوّنات الرقمية لهذا المعرض بمثابة جسر بين الرسم الكلاسيكي، الذي قد يبدو تقليديّاً إلى حدٍّ ما في عالم اليوم، وجمهور أوسع. في عالم تمتص فيه الهواتف الذكية انتباه معاصرينا بالكامل، لماذا لا نختبر اللوحات من خلال عدسة شاشة الهاتف ونكشف عن قصة تتجاوز اللوحة القماشية؟ لقد كنت أطمح دائماً إلى تجاوز الحدود التقليدية وإنشاء قصة داخل أعمالي الفنية. وصف العديد من القيّمين الفنّيين لوحاتي بأنّها "لقطات سينمائية"، لحظات من الفيلم الداخلي لذهني. اليوم، مع كل تقنيات الفنّ الرقمي المتاحة لنا، يمكنني مشاركة هذه الأفلام الداخلية مع الجميع. بالنسبة لي، يقدّم الفنّ الرقمي، وخاصة في تنسيقات الواقع المعزّز والواقع الافتراضي، فرصاً جديدة للتعبير عن الذات من خلال إغناء الأعمال الفنية بتجربة تفاعلية. هذا المجال من الفنّ يبهرني بشدّة، وأنا أسعى دائماً لإنشاء شيء جديد يجذب انتباه جمهور عالمي من خلفيات ثقافية متنوّعة. التقنيات الرقمية هي أدوات جديدة في اللوحة الفنّية.

هل يمكنك إطلاعنا على الإلهام وراء الأعمال الفنّية الجديدة التي قمت بإنشائها خصيصاً لهذا المعرض؟

  • الفستان الأخضر مستوحى من فستان يوسف أكبر ذو اللون الزمردي العميق الذي يتناسب مع أشجار النخيل. اللون مهم أيضاً في الثقافة العربية، وبالطبع عَلَم المملكة العربية السعودية أخضر.
  • بالنسبة للفستان الأصفر، جاء الإلهام من حديقة الجنة الخيالية المليئة بالزهور وأشجار النخيل والشلالات. الفستان نفسه يشبه الزهرة.
  • بالنسبة للفستان الأزرق، تخيّلت كم هو منعش جلب الماء إلى الصحراء. فستان يوسف أكبر يتلألأ كالماء تحت أشعة الشمس، ففي هذه اللوحة حوّلت الفستان إلى ماء.
  • بالنسبة لمنحوتة سيدة شجرة النخيل Palm Tree Lady، سعيت إلى خلق صورة تجمع بين الفولكلور الحديث والفولكلور القديم. كانت اللات، إلهة الحصاد والخصوبة والحبّ ما قبل الإسلام، مصدر إلهام لهذه القطعة.
  • تعدّ منطقة العلا إحدى أكثر المواقع إثارة فنّياً وثقافياً في المملكة العربية السعودية. تضمّ المنطقة الشاسعة وادٍ على شكل واحة خصبة، وجبال شاهقة من الحجر الرملي، وهضبة بركانية من البازالت الأسود، ومواقع تراث ثقافي قديمة يعود تاريخها إلى آلاف السنين، إلى أيّام حكم المملكتين اللحيانية والنبطية. تبدو المناظر الطبيعية في العلا وكأنّها كوكب آخر بالنسبة لي، ولذلك قمت بإنشاء قصة حيث توجد بوابات إلى عوالم أخرى مخبّأة هناك.
  • موقع "الدرعيّة" الذي يعدّ جزءاً من التراث العالمي، هو مدينة من الطوب اللبن تمّ الحفاظ عليها بشكلٍ جميل وكانت مكان نشوء المملكة العربية السعودية والموطن الأصلي لآل سعود. عندما رسمتها، تخيّلت كيف سيتمّ الحفاظ على هذا التراث عبر القرون.

 

يلعب التراث الغني للمملكة العربية السعودية دوراً في السرد. كيف يتجلّى ذلك في تفاصيل لوحاتك وتصميمات أزياء يوسف؟

لقد أشعلت "واحة الأحساء"، وهي جوهرة حقيقية ضمن التراث الجغرافي الثقافي للمملكة العربية السعودية، الروح الإبداعية بداخلي وداخل يوسف. باعتبارنا فنّانين ذوي رؤية، استلهم كلانا إلهاماً عميقاً من هذه الواحة الرائعة، حيث قام كل منّا بصياغة تحفة فنّية تشيد بجاذبيتها الخالدة.

يتمّ التعبير عن رؤيتي الفنّية في النحت، وهو تجسيد ملموس لجمال الواحة الساحر. إنّه مليء بالتفاصيل ولمسة من التكنولوجيا المستقبلية، وهو يجسّد جوهر تراث "الأحساء" الغني، ويدعوك إلى الانغماس في ماضيها المليء بالقصص. واتخذت عبقرية يوسف الإبداعية شكل فستان يحبس الأنفاس. يُعدّ هذا الفستان، الذي يمثّل مزيجاً متناغماً من الفنّ والموضة، بمثابة لوحة قماشية حيّة تجسّد بأناقة سحر الواحة المعقّد. معاً، تحتفل إبداعاتنا بروعة تراث المملكة العربية السعودية التي لا مثيل لها، حيث تبثّ حياة جديدة في تاريخها وأهميتها الثقافية من خلال عدسة الفنّ والأزياء والتكنولوجيا.

المزيد
back to top button