هل فكّرت يومًا ما القصص التي تخفيها حقائب كلاسيكيّة تحمل أسماء نجمات، ولمَ سُميَّت تيّمنًا بهنّ في الأساس؟ فهذه الحقائب التي أطلقتها دور عالميّة منذ سنوات، أصبح امتلاكها بمثابة استثمار، إذ ترتفع أسعارها عامًا بعد عام، وتلتزم العلامات تقديم الإصدارات الجديدة منها بكميّات جدًّا محدودة، وعليك الانتظار للحصول على طلبك إن حالفك الحظّ، لحوالي السنة أو أكثر. فما هي قصّة كلّ حقيبة كلاسيكيّة سُميَّت تيمّنًا بالنجمات؟
حقيبة Kelly من Hermès
اكتسبت حقيبة كيلي- Kelly اسمها بعد أكثر من 40 عامًا على إطلاقها، فهذه الحقيبة التي عُرِفَت باسم Sac à main de Voyage، أبصرت النور في ثلاثينيّات العقد الماضي، وعكس بيركين- Birkin، لم تكن أي امرأة مصدر إلهام لولادتها. لقد أتى بالفكرة الرائعة لتصميمها، روبرت دوماس، عندما انضمّ للعمل مع والد زوجته إيميل هرمز، ليكون بذلك وراء الكثير من التصاميم الأيقونيّة التي طبعت بصمة رائعة للدار في عالم الموضة، إذ اتّسمت بحجم أكبر من الذي عُرِفَت به تلك الكلاسيكيّة التي رافقت النساء في تلك الفترة، متيحة لهنّ بذلك التألّق بإطلالة أنيقة وحمل أغراضهنّ الشخصيّة في الوقت نفسه. لقد كانت حقيبة لم يسبق رؤية أيّ مثيل لها سابقًا، شكل هندسيّ مع خطوط ناعمة، وحزامين يرافقان الطبقة المُصَمَّمة لإغلاقها. في الخمسينات، اختيرت هذه الحقيبة لإكمال إطلالة غريس كيلي، وأحبّتها لدرجة أنّها لازمت تنسيقها مع إطلالات مختلفة لها، وانتشرت صورها وهي تحملها، ما أدّى إلى تحقيق الحقيبة شهرة واسعة، ليتمّ إطلاق اسم Kelly عليها في العام 1977.
حقيبة Birkin من Hermès
أبصرت حقيبة بيركين- Birkin من هرمز- Hermès النور بسبب النجمة الراحلة جاين بيركين، بعدما جمعتها الصدفة في العام 1983، بالرئيس التنفيذيّ للدار، جان لوي دوماس. فقد كان مقعدها إلى جانب مقعده على متن طائرة كانت متوجّهة من باريس إلى لندن، وعُرفت المغنيّة الفرنسيّة آنذاك بحملها لسلّة من القشّ لأغراضها الشخصيّة، ورأى جان لويس كيف أنّّها كان ذلك يربكها. فقد تناثرت أغراضها على الأرض، وتوجّه لها بقوله: "يجب أن تحملي حقيبة بجيوب"، وكان ردّها أنّها ستقوم بذلك عندما تصمّم دار هرمز واحدة من هذا النوع، وعندها كشف لها عن هويّته. وخلال الرحلة، كان هذا محور حديثهما، فسألت عن سبب عدم تصميم الدار حقيبة مثل إصدار Kelly التي كانت قد أطلقتها سابقًا، أنّما أكبر بأربع مرّات منها، لكن أصغر من حقيبة Serge Gainsbourg. وعلى كيس من الورق موجود في جيب ظهر مقعد الطائرة، رسمت جاين وجان لويس الحقيبة التي تتخيّلها، وتلا هذا اللقاء لقاءات أخرى ولدت من بعدها حقيبة Birkin.
حقيبة Lady Dior من Dior
في العام 1995، حقّقت حقيبة ليدي ديور- Lady Dior ظهورها في العلن للمرّة الأولى، بعدما حملتها الليدي ديانا في رحلة رسميّة لها إلى باريس، وهي كانت هديّة لها من السيّدة الفرنسيّة الأولى آنذاك، برناديت شيراك. صمّم هذه الحقيبة Gianfranco Ferre بوحي من كراسي نابليون الثالث التي استخدمت في أوّل عرض للدار الفرنسيّة في العام 1947، وأطلق عليها اسم تشوتشو- Chouchou، وهي كلمة فرنسيّة تعني "مفضَّل"، وقبل إطلاقها بشكل رسميّ، لم تحملها سوى قليلات جدًّا حظيْنَ بفرصة فريدة لذلك. ديانا أحبّت هذه الحقيبة بعدما حصلت عليها كهديّة، فتواصلت مع الدار لتصميم أكثر من إصدار لها، لتقتني بذلك عددًا منها، ولذا قرّرت الدار تسميتها تيمّنًا بها. 25 عامًا مرّ على وفاتها، و27 على إطلاق الحقيبة، وما زالت ليدي ديور تحافظ على مكانتها كواحد من أكثر التصاميم رقيًّا وأناقة في عالم الموضة.
حقيبة Sofia من Salvatore Ferragamo
عُرِفَ سلفاتوري فيراغامو- Salvatore Ferragamo كمصمّم شهير في عالم الجلود الفاخرة، حيث كان يشتهر باستخدام جلود الحيوانات مثل السمك، التمساح، الكانغر، كمواد أساسيّة للأحذية التي صمّمها، وكانت صوفيا لورين، التي اشتهرت بجمالها وبنجوميّتها، أهم الزبونات لديه وصديقة مقرّبة جدًّا منه، وقد اعتادت التألّق بتصاميمه في أدوار مختلفة أدّتها في الأفلام، وفي أهمّ المناسبات التي حضرتها. ورغم أنّ فيراغامو توفي في العام 1960، أطلقت العائلة حقيبة صوفيا- Sofia في العام 2009، تخليدًا لوفاء النجمة للدار، وللعلاقة الوطيدة التي جمعتها بمؤسّسها الراحل.