لطالما سعت دار لابتكار تصاميم تعبر عن جوهر العلامة وأسلوبها المميز، وها هي اليوم في اليوم الأخير من عروض ، تتحفنا بسيناريو خيالي حوّل منصة العرض إلى مسرح ينبىء بأحداث مصاغة من الدمار الشامل. ولا عجب فعنوان المجموعة "وردة الحرب" خير دليل على ذلك. 

 

على وقع صوت القصف والرصاص بدأ عرض الأزياء، الذي حمل كثيراً من التفاصيل التي تحث المخيلة على عيش زمن الحرب بكل ما فيه، فتنقلت العارضات بين أجزاء الديكور الذي وضع على منصّة العرض، منها الإطارات القديمة، والسلالم وكثير من الرمل والدمار، بأسلوب يشي برهبة الحرب والخوف. أما ماكياج العارضات الذي جعلهن في حالة حزن، فقدم مع إخفاء وجوههن بالشبك، الذي وضع على الوجوه مع الورد على الرأس.

 

الأزياء التي قدمها أونيه حملت التنوّع في القصّات، إذ ركز على الأقمشة المطرّزة بالورود، التي تفيض منها الأنوثة، معتمداً على القصّات المفتوحة على شكل الرقم سبعة عند الصدر، والحزام لتحديد الخصر، فيما كانت بعض الفساتين تنتفخ من منطقة الخصر، لتنساب أقمشة الشيفون الشفافة على جسم العارضة، وتمنح التصميم كثيراً من الرقي.

 

اعتمد المصمم الفلبيني في بعض التصاميم على القصّات الضيقة، التي تبرز تفاصيل الجسم، مع النهاية الواسعة قليلاً للفستان، فيما مزج في هذه التصاميم بين أنواع متباينة من الأقمشة، فكان التفتا في الجزء الأعلى من الفستان، في حين وضع الشيفون والتول من الأسفل. ومنح المجموعة كثيراً من القوة التي توحي بأنها مجموعة مستوحاة من الحرب، من خلال السترات التي استخدمها على التصاميم، إلى جانب الكريستال الذي استعان به لمنح التصميم الكثير من الرونق واللمعان، استخدم الأقمشة الشفافة التي لا تحمل سوى حبيبيات كبيرة من الكريستال اللامع، وبلون الثوب نفسه، ما جعل هذه التصاميم تحمل من البساطة في القصّة، والتكلف في البريق واللمعان.

 

 

لجأ أونيه إلى العديد من الألوان التي تدرّجت من الزهري إلى البيج والأخضر الفاتح، ثم عاد لينقل حضور العرض إلى أجواء لونية مختلفة مع تدرجات الألوان الداكنة، التي تبرز السحر والقوة في الأزرق الداكن، ثم الأحمر النبيذي. حملت القصّات كثيراً من الأنوثة الطاغية، لاسيما أنها بدت في غاية البساطة، إذ ابتعد أونيه عن البهرجة والتفاصيل التي طغت على الفساتين ذات الألوان الفاتحة، ليكتفي بقوة اللون في هذه التصاميم.

 

واختتم العرض مع ثوب من الجلد الأحمر والشيفون، الذي قدمته العارضة وسط أجواء مليئة بالتعبير الخاص بالحرب والدمار، ليختتم بوقوفها وسط مربع صمم في منتصف منصّة العرض، لتسقط عليها المياه وكأنها أمطار غزيرة. هذه الأمطار التي هطلت داخل المسرح، التي تحاكي الجو الخارجي، كانت الختام للقصة التي حبكها المصمم في الديكور، إذ بدت كما لو أنها الأمطار التي تغسل الدم وكل مخلفات الحروب، في دعوة واضحة إلى الجمال والسلام.

 

 

المزيد
back to top button