برزت قبّعات الدلو أو Bucket Hats بشكل لافت في عروض الأزياء الموسمية حتى باتت أحد أبرز الأكسسوارات التي تعتمدها السيدات والفتيات في مختلف إطلالاتهن. فمن أين أتت هذه الصيحة وكيف استطاعت أن تثبت نفسها في عالم الموضة.
البداية
ظهرت قبّعات الدلو للمرّة الأولى خلال القرن التاسع عشر كقطعة أساسية في إطلالات المزارعين والصيادين الإيرلنديين، يعتمرونها خلال قيامهم بعملهم لتحميهم من المطر. وما زاد من انتشارها بين هذه الطبقة العاملة هو تصميمها العملي وقماشها الليّن الذي يسهّل عملية طيّها وحفظها في الجيب.
خلال حقبة الستينيات انتقلت قبعة الدلو من أكسسوار عملي ووظيفي إلى أكسسوار عصري، إذ بدأ الابتعاد عن قماش القطن التقليدي والتويد واعتماد أقمشة مصنوعة من اللباد أو أقمشة سميكة أخرى.
وسرعان ما انشرت موضة قبّعات الدلو لتصبح في حقبة الثمانينيات إحدى أبرز خيارات نجوم الراب الذين كانوا يعتمرونها في حفلاتهم وخلال تصوير الفيديو كليبات وعلى أغلفة الألبومات، الأمر الذي ساهم في انتشار هذه الصيحة بشكل كبير بين أفراد المجتمع لا سيّما الشباب منهم.
من عرض برادا Prada لربيع وصيف 2005
تبنّي خجول قبل الانتشار
وعلى الرغم من تبنّي نجوم الراب لهذه الصيحة، لم تستطع قبّعة الدلو أن تنافس غيرها من تصاميم القبّعات كقبّعة الفيدورا Fedora والبيريت Beret مثلاً، حتى أن دور الأزياء كانت ترفضها بشكل قطعي، رغم محاولة ميوشيا برادا Miuccia Prada إعادتها بشكل قويّ في عرضها لموسم ربيع وصيف 2005.
وبعد عقد من الزمن، أطلقت ميليسا فورد Melissa Forde الصديقة المقرّبة للنجمة ريهانا Rihanna، خطاً مخصّصاً لقبّعات الدلو فاعتمرت النجمة أحد تصاميم المجموعة خلال حفلة إطلاقها.
ريهانا وصديقتها مليسا فورد
ومع ذلك بقي الإقبال على تصميم قبّعات الدلو خجولاً من قبل الدور العالمية والعلامات التجارية الكبرى، إلى أن شهد العالم 2018 ثورة في عالم القبّعات واندفاعاً من قبل المصمّمين على تقديم الطراز الجريء. وكان المصمّم كارل لاغرفيلد Karl Lagerfeld أبرز من أدخل هذه الصيحة إلى مجموعته لربيع وصيف 2018 فاعتمرت العارضات قبّعات الدلو المصنوعة من البلاستيك الشفاف.
من عرض شانيل Chanel لربيع وصيف 2018
بينما قدّم مايكل كورس Michael Kors خلال الموسم نفسه مجموعة غنيّة تميّزت بألوانها وأقمشتها المتنوّعة، بما في ذلك التويد الأزرق الفاتح مع حافة مهترئة وطباعة الخزامى والأوراق البيضاء...
واستمرت صيحة قبّعات الدلو بالتطوّر واكتساب اللمسات المتجدّدة والعصرية، حتى باتت إحدى أبرز تصاميم القبّعات التي تزيّن رؤوس العارضات على خشبات العروض الموسمية لأهم الدور العالمية.