أطلقت المصممة الفلسطينية هبة يونس تشكيلتها الجديدة بعنوان ’عربية‘ لموسم ربيع وصيف 2019، وهي مستوحاة كما يحمل اسمها من اللغة العربية والخط العربي.
وفي معرض تعليقها على ذلك، قالت هبة: "لطالما لاحظت أننا لا نمنح اللغة العربية التقدير الذي تستحقه، وكثيراً ما يتم استخدامها بشكل غير سليم، ومن هنا جاءت فكرة التشكيلة. حيث تهيمن زخارف الخط العربي على تطريزات العديد من الأقمشة، وتضفي عليها الخيوط الذهبية المزيد من الفخامة والجمال. وتخاطب التشكيلة السيدات اللواتي يرغبن بتجربة أمور مختلفة خارجة عن المألوف تمتاز بالبساطة والأناقة، والأهم من ذلك تقدم معنىً هادف وقيّم".
ما الذي دفعك لاختيار تصميم الأزياء كمهنةٍ لكِ؟
لطالما حلمت بأن أصبح مصممة أزياء منذ طفولتي، حتى أنني ابتكرت دعوات وهمية للمشاركة في عروض أزياء دون أن أعلم أن هذه المبادرات موجودة بالأصل. كما اعتدت أن أرسم وأصمم أزياءً لألعابي إلى أن أدركت أن قررت أن أحترف التصميم كمهنة، وهو ما تحقق بدعم من عائلتي.
ما الذي يستهويك في هذه المهنة؟
أعتقد بأن أفضل ما في هذه المهنة هو أنها تشكّل منصةً مثاليةً لإيصال رسالتك أو سرد قصتك بدون أي حدود، ما يتيح للمصمم التعبير عن نفسه بكل حرية ومشاركة أفكاره ورؤيته الإبداعية مع العالم بطريقته الخاصة.
ما هو مصدر إلهامك الأبرز؟
أستوحي إلهامي من الشعب الفلسطيني باعتباره يمثّل رمزاً للتسامح والقوة، فحضورهم وثقافتهم تشجعني على الالتزام بمبادئي وأن أتحدّى نفسي لأطور من قدراتي على الدوام. فنحن الفلسطينيون لدينا الكثير من القصص لنرويها، وهي تشكّل مصدر الوحي الأبرز بالنسبة لتصاميمي.
من يعجبك من الأسماء البارزة في قطاع الموضة؟ يرجى ذكر بعض الأسماء.
في الواقع ليس هنالك أحد.
انطلاقاً من كونك مصممة أزياء ناجحة؛ ما هي المفاهيم الأخلاقية التي تتبعينها خلال عملك في قطاع الموضة؟
أعتقد أنه من المهم بناء علاقة وطيدة مع العاملين في القطاع من جهة والعملاء من جهة ثانية، لأنه من الضروري أن يشعر العملاء والشركاء بالأريحية في التعامل مع المصمم. كما أعتقد أيضاً بأهمية امتلاك رؤية واضحة عن الأفكار والقصص التي ننوي طرحها، ما يساعد الجمهور على معرفة العلامة بشكل أفضل ويمكّنهم من التعامل معها بشكل أكثر راحة.
ما الذي تعرفينه عن جمهورك المستهدف وكيف يمكنكِ التواصل معه؟
يمثّل الجمهور المستهدف تلك الشريحة التي تختار بيعها منتجاتك، ويمكن أن ترتبط هذه الفئة بسعر البيع والعمر والذوق الشخصي، ومن الضروري، بالنسبة لي، أن أتوجه إلى شريحة محددة من العملاء، لأن ذلك يقربني منهم بشكل يتخطى ما يمكنني الحصول عليه لو قمت بتقديم تصاميم متنوعة للجميع، كما يتيح هذا للعملاء المستهدفين مزيداً من الخصوصية.
بماذا تختلف تصاميمك الخاصة بالمرأة الخليجية عن تلك التي تطلقينها لسيدات المجتمع الأوروبي؟
أعتقد بأنه ينبغي على مصمم الأزياء أن يفهم ثقافة المنطقة التي يعمل بها، فمثلاً هنا في منطقة الخليج العربي، يبدي السكان تحفّظاً كبيراً عندما يتعلق الأمر بالأزياء، لذلك من المهم أن تتميز التصاميم بأبعاد أقل جرأة مما يتم تقديمه على منصات عروض الأزياء العالمية، ولكني في الوقت نفسه، أجد بأن جميع السيدات من حول العالم، اللواتي يتمتّعن بشخصية كلاسيكية بسيطة ويرغبن في اختبار أزياء متفرّدة يمكنهنّ ارتداء تصاميم من ابتكار هبة يونس.
ما هي التوجهات الجديدة السائدة حالياً، وكيف تبقين على تواصل دائم مع أحدث التوجهات الفنية في القطاع، خاصةً مع السرعة الكبيرة التي تتغير فيها في عصرنا الراهن؟
أعتقد بأن صيحات الموضة سريعة الزوال، أما الأسلوب يبقى راسخاً على مر الأيام، وخاصةً النمط الكلاسيكي، لذلك أحاول تصميم ابتكارات كلاسيكية بطريقة تتناغم مع توجهات الموضة السائدة، ما يمنحها مزيداً من الانسجام والتناغم مع ما يطرحه القطاع من إبداعات، فمثلاً، يشهد الموسم الحالي رواجاً ملفتاً للقطع المبتكرة باللون الأسود، ولإضفاء مزيد من التميز على هذا التوجه؛ قمت بوضع لمسات أكثر أناقة ورومانسية لتقديم أزياء مشوّقة للغاية.
أين تجدين نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟
لدي أحلام وخطط كثيرة أهدف إلى تحقيقها، وأرغب في الوصول بعلامتي التجارية إلى العالمية وإطلاق العديد من المتاجر في أبرز المدن حول العالم.
أخيراً وليس آخراً، ماذا تقولين لمتابعيك في Elle Arabia؟
أقول لهم أن يواصلوا السعي لتحقيق أحلامهم ولا يتأثروا بالمشككين بقدراتهم، فمن لا يحلم أو يخاطر لن يتطوّر أبداً، لذا عليكم أن تثقوا بأنفسكم كي تحصلوا على ثقة الناس ودعمهم.