اختلفت المفاهيم والخيانة واحدة! مع التطور في جوانب الحياة وما يقابلها من تقدم اجتماعي وتقني أصبحت أبواب الخيانة متاحة للجميع، ولكل شخص رؤيا ووجه نظرة عن الخيانة، فالبعض يرى أن الخيانة تتمثل بمكالمة هاتفية مع شخص أو بكلمة غزلية وعاطفية، ومنهم يعتبر أن الخيانة هي مجرد نظرة وابتسامة، وآخرون يرون أن الخيانة هي تواصل الطرف الآخر مع شخص على انفراد في مواقع التواصل الاجتماعي والمتحررون منهم يرون أن الخيانة تعني المعاشرة الكاملة. إذاً ما هو مفهوم الخيانة ومن أين يبدأ؟
يترجم شادي نبيل – موظف- مفهوم الخيانة من وجهة نظرة، ويقول:" الخيانة قد تكون باهتمام الزوجة أو الحبيبة بطرف آخر، قد يكون هذا الاهتمام بالسؤال عليه، والاتصال به بشكل غير مبرر، والتحدث معه بأمور شخصية بعيداُ عن العمل، في كانت الزوجة تعمل، أما إذا كانت ربة منزل لا يوجد مبرر للتحدث مع الغرباء". لا يمانع شادي خطيبته من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لكن يراقبها بدقة وإذا لاحظ اهتمامها بالتعليق على صفحة شخص معين هنا يدق جرس الشك، ليبدأ بسؤالها للحصول على المبرر المنطقي وإلا واعتبر تصرفها خيانة.
همسات وابتسامات
من ناحتها ترى ريم العمر – موظفة خدمة عملاء- أن الخيانة تعني نظرة زوجها إلى الأخريات بطريقة تثير الشك بداخلها، وبسؤالها عن الشك تقول: " قد ينظر بعض الرجال إلى أجساد النساء أو إلى وجوههن بطريقة غير نظيفة، كما ألاحظ من بعض الأزواج التمعن بعيون النساء بدقة، هنا أعتبرها خيانة".
تعتبر أزهار يونس – مهندسة- أن الخيانة تعني، تحدث الزوج مع الطرف الآخر وتبادل المزاح والضحك بالخفاء، وتقول: " إذا أراد زوجي الحديث مع زميلته لا اعتبرها خيانة، لكن إذا لاحظت أن زوجي يتكلم بالخفاء مع إحداهن دون وجودي هذه الخيانة بعينها لأنه لا يوجد مبرر لذلك، الثقة موجودة إذا كانت أمام النور لكن بالخفاء اعتبرها خيانة".
من نوع خاص
أبو راغب الغندور- تاجر- له مفهوم خاصة للخيانة، يقول: " زينة المرأة تدل على خيانتها، فبعض النساء يتزين خارج المنزل دون مبرر، وهذا يدل على خيانتهن، أو قابليتهن للخيانة، فلا يوجد مبرر لهذا السلوك، المرأة زينتها فقط لزوجها وبيتها، وإذا فعلت ذلك وكأنها تقول للرجال في الخارج انظروا لي أنا فانته، لذلك لا أرضى بهذا السلوك أبداً، وزينة المرأة خط أحمر أرفض تجاوزه". وتوافقه الرأي فاطمة إبراهيم- ربة منزل- لتقول: " بعض الرجال يسمحوا لنسائهم الخروج متبرجات وكاشفات عن أجسادهن، والبعض منهم من يشجع زوجته على التبرج، كلها دليل على الخيانة، لأنه في الأساس هؤلاء الرجال خائنين لأعراضهن، فكيف يسمح الرجل للغرباء بمشاهدة جسد زوجته عرضه وشرفه؟ وأعتقد لو كان يحبها لن يسمح لها بذلك"
"الخائن ممثل بارع ومن الصعب الكشف عنه" هكذا وصفت نبيلة عوض- كوافيره- الخيانة، تقول الخيانة تعني، حين يبدأ الطرف المقابل بالتغير دون مبرر، منها كثرة الاهتمام بهندامه والخروج والسهر لساعات متأخرة، يصحبها عدم الاهتمام بشؤون المنزل كلها مؤشرات ودلائل على الخيانة. على نقيض ذلك ترى بتول محمد – ربة منزل- إن اهتمام الزوج الزائد يدل على خيانته، تقول: " بعض الرجال يبالغوا باهتمامهم بزوجاتهم دون مبرر، ومنها الكلام المعسول وجلب الهدايا دون وجود مناسبة، اعتقد أنها سلوكيات يتقنها الرجال الخائنين لزوجاتهم من اجل إخفاء جرمهم".
مراهقة الرجل وضياع لشرف المرأة
الخيانة بنظر سامر البحصي- مستشار مبيعات- إنها تضحية بأعز ما تملك من إحساس ومشاعر ووقت وجهد ومستقبل لتكافئ بالنكران والصد والهجران من الطرف الذي ضحيت من أجله، والخيانة بالنسبة للرجل مراهقة لابد منها لأنه بالأصل هو رجال، والخيانة بالنسبة للمرأة ضياع للشرف ونهاية للعشرة والعلاقة الحقيقية، وكل ذلك سببه برود المشاعر بين الطرفين أو وجود بديل أفضل بنظر الزوجين.
ويرى يوسف محمد – موظف- أن الزوجة التي تتلكم مع الغرباء عن علاقتها بزوجيها، هي امرأة خائنة للعشرة، فالحياة الزوجية عبارة صندوق لا يجوز إخراج ما بداخله، فبعض النساء يتحدثن عن مشاكلهن الزوجية أو عن علاقاتهن الغرامية بأزواجهن بكافة تفاصيلها لمن هم غرباء عنها، ولهذا أعتبر هذا السلوك خيانة زوجية.
تربيتك ومبادئك تحدد نوع خيانتك!
يوضح الخبير التربوي الدكتور يوسف شراب، مفهوم الخيانة بين الزوجين، ويقول: " الخيانة هي سلوك ناتج عن عدم التوافق بين الزوجين من البداية، يؤدي إلى حدوث خيانة من إحدى الطرفين، هذا السلوك نتيجة الزواج الإجباري أو الزواج النمطي دون الاختيار، حيث يكتشف الزوجين بمرور الأيام عدم توافقهم في التفكير والانسجام ما يؤدي إلى حدوث خيانة، كما تحدث الخيانة نتيجة البعد عن الدين وعدم التمسك بالأخلاق والقيم. أما حدود الخيانة فتختلف من شخص إلى آخر وهذا بدوره مرتبط بدرجة الدين والأخلاق والعادات والقيم، فبعض الأزواج يعتبر أن محادثة زوجته لزميلها في العمل والخروج معه ليس بخيانة، ويربط ذلك بالثقة على أساس أنه متفتح ومتحرر، هذه الأمور كلها ليس لها علاقة بالتحرر، إنما الأخلاق والقيم التي تربي عليها المرء والمبادئ هي من تقف وراء جميع أشكال الخيانة".
تحقيق رنا إبراهيم