يحتفي متحف الشارقة للآثار بعلماء الآثار ودورهم الهام في الكشف عن أسرار الماضي في إمارة الشارقة، وذلك من خلال تنظيم معرض يستمر على مدار عام كامل ويتضمن مجموعة من أبرز القطع الأثرية المكتشفة في هذه المنطقة من قبل علماء الآثار وكذلك بعض الادوات المستخدمة في عمليات التنقيب والتوثيق للمكتشفات.
وتقام فعاليات معرض "علماء الآثار في الشارقة" الذي افتتح خلال شهر مايو في متحف الشارقة للآثار، ويتيح للزائرين إمكانية إلقاء نظرة على الدور البارز الذي يؤديه علماء الآثار أثناء قيامهم بالتنقيب في المواقع وتوثيق المقتنيات المكتشفة فيها والحفاظ عليها. كما يستعرض الحدث أساليب العمل العلمية المتبعة، بالإضافة إلى التعريف بالأدوات المستخدمة في هذا المجال، والتي تتضمن المجارف، وأدوات القياس، والسجلات المخصصة للملاحظات.
ويمثل المعرض تكريمًا لهذا التخصص المهني الذي ساهم في الكشف عن المواقع التاريخية، ومنها موقع مليحة الأثري في الشارقة. وحتى الوقت الحالي، يواصل علماء الأثار تنفيذ عمليات التنقيب والكشف عن مظاهر الحضارات القديمة، والتي يبلغ عمرها آلاف السنين، للتعرف على ثقافاتها وتقاليدها، وأنشطتها التجارية، والحياة الاجتماعية فيها، وأنظمتها، وتأثيرها على تصاميم صناعة الخزف والفخار، والفنون، والمجوهرات.
وفي تصريح لها، قالت سعادة منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة: "يسرنا افتتاح معرض "علماء الآثار في الشارقة"، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على هذا التخصص المهني الذي له دور بارز في فهم طبيعة الحياة في المواقع الأثرية ضمن الشارقة في التاريخ القديم".
وأضافت: "تفخر إمارة الشارقة بوجود موقع مليحة الأثري، والذي يعد واحدًا من أبرز المواقع الأثرية وأكثرها أهمية على مستوى المنطقة. وبفضل المهارات والخبرات التي يمتلكها فريق علماء الآثار، وتفانيهم في العمل، فقد أضحى بمقدورنا تكوين صورة واضحة عن الحضارة التي كانت موجودة ضمن هذه المنطقة قبل آلاف السنين".
"سيتمكن الزائرون القادمون من إلقاء نظرة شاملة على طبيعة حياة علماء الآثار، كما سيشاهدون بعضًا من أبرز المقتنيات التي اكتشفت في هذه المنطقة. ونحن نهدف إلى إلهام الجيل الجديد وتحفيزه على التوجه إلى مجالات التاريخ وعلم الآثار في المستقبل، من أجل مواصلة العمل على التنقيب عن التاريخ الغني الذي تمتلكه دولة الإمارات".
وكان علماء الآثار في دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة قد تمكنوا خلال العقود الخمسة الماضية من توثيق صفحات مهمةً من تاريخ هذه المنطقة من العالم كانت إلى ما قبل قيام أعمال التنقيب مجهولةً وغير معروفة، وتكشف الآثار المكتشفة في الشارقة عن تسلسل زمني للوجود البشري على أرضها منذ سبعة آلاف عام وحتى ظهور الإسلام في القرن الميلادي السابع، كما اكتشفت مؤخراً دلائل على أنشطة بشرية حصلت قبل 125000 عام.
وسيتعرف الزائرون لمعرض "علماء الآثار في الشارقة" كيف يقوم هؤلاء العلماء بالبحث عن الأدلة التي تمكنهم من اكتشاف القطع المتروكة في الماضي، والتي تشمل أدوات الصيد، والأسلحة، والأغراض المنزلية، والمجوهرات. كما يعملون على التنقيب عن اللقى غير المنقولة مثل المنازل والمدافن، أو حتى بقايا المزروعات والحبوب.
وتكشف المعروضات الأساليب العلمية المتبعة في موقع التنقيب، وكيفية القيام بعملية المسح في البداية باستخدام الصور، ورسم الخرائط، وأجهزة الرصد الحديثة.
كما سيطلع الزائرون أيضًا على كيفية تعريف القطع الأثرية وتخصيص كل منها ببطاقة تعريف يدَون فيها تاريخ الاكتشاف ومكانه ووصف لشكل القطعة ومادتها مع بيان حالتها وحال الطبقة التي وجدت فيها. كما تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية القطع الأثرية التي تتأثر بسهولة بالعوامل الخارجية واللمس، وخاصة الهياكل العظمية المكتشفة والتي تعود إلى آلاف السنين.
كما يخصص جزء من المعرض للقطع الأثرية المكتشفة في الشارقة، والتي تتضمن أوانٍ زجاجية رومانية اكتشفت في دبا تعود إلى عام 100 قبل الميلاد، وعدد من الحلي الذهبية التي اكتشفت في موقع مليحة وتعود إلى الحقبة التاريخية ذاتها.
لمزيد من المعلومات عن متحف الشارقة للآثار، يرجى زيارة: sharjahmuseums