كثيرة هي دور الأزياء العالمية التي استطاعت أن تحفر اسمها في تاريخ الموضة العريق. وعلى الرغم من أن هذا العالم انطلق على يد مصممين ذكور أمثال كريستيان ديور Christian Dior، أوبير دو جيفنشي Hubert de Givenchy، بيار بالمان Pierre Balmain.. وغيرهم، فقد استطاعت مصمّمات مبدعات تكريس مكانتهن في هذا المجال وتحقيق إنجازات ساهمت في تغيير معايير الموضة العالمية وبخاصة موضة النساء.
في ما يأتي 5 مصمّمات أزياء عالميات استطعن أن يحدثن تغييرات جذرية في مفهوم الأناقة النسائية.
كوكو شانيل Coco Chanel
منذ انطلاقتها في عالم الموضة، وُصِفت كوكو شانيل Coco Chanel بالثائرة. فهي لم تغّير أسلوب المرأة فحسب، إنما ثارت على التقاليد وحرّرتها من القيود التي كانت مفروضة على خياراتها في القرن التاسع عشر. كسرت قواعد اللعبة، فاستخدمت قماش الجيرسيه الذي كان حكراً على حياكة الملابس الداخلية الخاصة بالرجال، لتصمّم به أزياء مريحة وعملية للنساء. ووضعت اللون الأسود، الذي كان لون الحداد والجنازات، في أعلى مراتب صيحات الموضة آنذاك. ولم يقتصر تأثيرها في الموضة النسائية عند هذا الحد، بل تابعت غرز بصمتها في عالم الجمال، وأحدث عطرها الأول No 5 ثورة في صناعة العطور.
إلسا سكياباريللي Elsa Schiaparelli
كانت إلسا سكياباريللي Elsa Schiaparelli تتمتّع بحس جريء جعل أعمالها توصف بالسريالية. أدخلت لمسة الفكاهة والمرح إلى الموضة، ربّما كانت تعبّر عن سخريتها بأسلوب فنّي، ولكنها في نهاية المطاف استطاعت أن تُحدث تغييراً لافتاً وتضع بصمتها الفريدة في هذا المجال. جمعت الفن بالموضة وقدّمت مجموعات مثيرة للجدل، كالقبّعات التي تشبه الأحذية والسترات المزيّنة بجيوب على شكل الأدراج.. حتى قال عنها إيف سان لوران Yves Saint Laurent إنها تمتلك خيالاً لا حدود له.
في عام 1954، عندما كانت في الستين من عمرها، أغلقت دار الأزياء وتقاعدت. ولكن تكريماً لتاريخ العلامة التجارية وما قدّمته في عالم الموضة، أُعيد افتتاح الدار من جديد في باريس عام 2013.
فيفيان ويستوود Vivienne Westwood
في سبعينات القرن الماضي أدارت فيفيان ويستوود Vivienne Westwood، بالشراكة مع صديقها مالكولم ماكلارين Malcolm McLaren، متجراً في لندن كانت تقدّم فيه تصاميمها التي طغى عليها أسلوب موسيقى البانك، والتي كانت بمثابة تمرّد على روح الهيبيز المسيطرة على مشهد الموضة آنذاك، وعلى نظرة الشباب البريطاني القاتمة للحياة الاجتماعية. اتّسمت تصاميمها بالجرأة التي لامست الفوضى أحياناً، فقدمت الترتان والجلود والقمصان الممزّقة والمزيّنة بالدبابيس والسحابات.. واستطاعت أن تُدخل أسلوب البانك إلى الأزياء الفاخرة. وعلى الرغم من اكتساب التصاميم لمسة رومنسية مع الوقت، فقد بقيت استفزازية للبعض، إذ جعلت الكورسيه لباساً خارجياً وابتكرت تنورة الـminic-crini التي تجمع بين التصميم الفيكتوري واللمسة الجريئة، كما استخدمت منصّات عروضها وإعلاناتها لتوجيه رسائل بيئية واجتماعية وسياسية.
ديان فون فورستنبرغ Diane Von Furstenberg
ابتكرت ديان فون فورستنبرغ Diane Von Furstenberg تصميم الفستان الملفوف في العام 1974 وهي في السابع والعشرين من عمرها، ثم أطلّت به على غلاف مجلة Newsweek عام 1976، وكان هذا الفستان انطلاقتها في عالم تصميم الأزياء. استطاع هذا التصميم أن يُحدث ضجّة بين النساء اللواتي اقتنينه ووجدن فيه الزيّ المريح والعملي، الذي لا يخلو في الوقت نفسه من لمسة الإثارة، والذي يمكنهن ارتداؤه في النهار كما في السهرات.
ميوتشا برادا Miuccia Prada
هي حفيدة المصمّم ماريو برادا Mario Prada الصغرى، حوّلت العلامة التجارية إلى مركز أزياء راقي. ساهمت رؤيتها وفهمها لمستجدات الموضة وتطوّراتها بإنجاح الدار ووضعها على لائحة أرقى الدور العالمية. تسلّمت إدارة أعمال العائلة من جدها عام 1978، وبدأت تصميم حقائب اليد في عام 1985، مع مجموعتها الأولى التي ضمّت حقائب سوداء مصنوعة من النايلون المنسوج، وحقّقت من خلالها نجاحاً سريعاً. في عام 2019، أطلقت برادا مجموعة كبسولة Re-Nylon التي تتكون من حقائب يد للرجال والنساء مصنوعة من النايلون المعاد تدويره والمستخرج من شباك الصيد القديمة والبلاستيك الصناعي والسجاد والزجاجات البلاستيكية. وهي اليوم واحدة من أكثر مصمّمات الأزياء ابتكاراً ومواكبة لتطوّرات الموضة العالمية.