مع اشتداد الاستعدادات لموسم رمضان 2026 التلفزيوني، بدأت خريطة الدراما تتغير. ففي تطور مفاجئ، انسحبت عدة مسلسلات مرتقبة بشدة من المنافسة الرمضانيّة، رغم الإعلانات المبكرة وتأكيدات اختيار الممثلين وأشهر من التحضير. وتعكس هذه القرارات توجهًا أوسع في صناعة الترفيه نحو إعطاء الأولوية للجودة والتوقيت واستراتيجية المنصة على مجرد المشاركة في برامج رمضان.
كانت تأخيرات الإنتاج وتغييرات السيناريو واعتبارات التسويق من بين الأسباب الرئيسية وراء هذه الانسحابات. بالنسبة لبعض المبدعين، كان التأجيل خيارًا أكثر ذكاءً من التسرع في إطلاق المشاريع في موسم مزدحم تهيمن عليه منافسة شرسة وتوقعات جماهيرية عالية.
كان أول انسحاب من الأعمال الرمضانيّة هو مسلسل «قبل وبعد» من بطولة مي عز الدين. فرغم اكتمال اختيار الممثلين والتحضيرات الأولية، قرر صناع المسلسل التراجع عن المنافسة الرمضانية لإتاحة الفرصة لمزيد من الصقل، مُراهنين على استقبال أفضل خارج نطاق الأضواء الموسمية المكثفة.
من أبرز الأخبار التي أثيرت حولها مسألة توقف عرض مسلسل «طاهر المصري» من بطولة خالد النبوي. كان من المتوقع أن يمثل هذا المسلسل التاريخي عودته إلى شاشات رمضان، لكن فريق الإنتاج قرر تأجيل التصوير وإعادة توجيه المشروع نحو عرض لاحق، على الأرجح عبر منصة رقمية. هذا يعني أن النبوي سيغيب مجددًا عن موسم رمضان، ممّا يعزز النفوذ المتزايد لمنصّات البث الرقميّ في إعادة صياغة استراتيجيات العرض.
ومن بين المسلسلات التي انسحبت بشكل ملحوظ مسلسل «حريم السفير» من بطولة يسرا. تدور أحداث المسلسل حول الحياة المعقَّدة لزوجة سفير، ويتناول مواضيع السلطة والجريمة والأسرار الخفية. ورغم أنّ قصّة المسلسل لاقت رواجًا كبيرًا في البداية، إلّا أنّ ضيق الوقت وعدم اكتمال التحضيرات دفعا صنّاع العمل إلى تأجيله. وبهذا التأجيل، تستمر يسرا في غيابها عن الدراما الرمضانية للعام الثالث على التوالي.
لم يسلم قطاع الكوميديا من هذا التأثير، حيث تم سحب مسلسل أحمد آدم «القرموطي عامل قلق» من قائمة العروض. تأجل عرض المسلسل، الذي تدور أحداثه حول إحدى أشهر شخصياته، لإتاحة المزيد من الوقت للتطوير والتحسين الإنتاجي. وبحسب التقارير، فضّل صناع العمل انتظار اللحظة المناسبة بدلاً من تقديم نسخة متسرعة للمشاهدين.
في الوقت نفسه، واجه مسلسل «الحب لعبة»، الذي كان من المقرر أن يقوم ببطولته نور النبوي في أول دور بطولة تلفزيونية له، تحديات خلف الكواليس. فقد أدت التغييرات في مرحلة الكتابة وتوقف التحضيرات إلى استحالة الالتزام بمواعيد العرض في رمضان، مما دفع فريق العمل إلى إعادة النظر في موعد إصداره.