منذ سنوات عدّة والقفطان ينافس أفخم الأزياء والفساتين الراقية. فهذا الزي، ذو اللمسات الشرقية، بات أحد أبرز الخيارات بالنسبة إلى النجمات على السجادة الحمراء أو حتى في المناسبات الخاصة، كما أنه استطاع أن يستحوذ على اهتمام المرأة بشكل عام، خاصة تلك التي تبحث عن إطلالات فريدة وغير تقليدية. ومع إبداع المصمّمين في تقديم تصاميم مبتكرة ومتطوّرة، أصبح للقفطان مكانة عالية في خيارات المرأة الأنيقة.
إيلي صعب Elie Saab
تاريخ القفطان
يعود تاريخ القفطان إلى زمن بعيد. كلمة "قفطان" تأتي من أصل فارسي. والقفطان هو عبارة عن رداء طويل بأكمام كاملة، يأتي إما بياقة مفتوحة أو مفتوحاً بالكامل من الأمام، كما يكون أحياناً مزيّناً بالأزرار. في أوروبا وأمريكا الشمالية، أصبح "القفطان" مصطلحاً شاملاً في الموضة لأي نوع من أنواع الرداء أو السترة الفضفاضة، وغالباً ما يُستخدم هذا الاسم لوصف عدد من الملابس المختلفة من أصل شرق أوسطي وشمال أفريقي.
وبحسب الأبحاث، يُعتقد أن القفطان نشأ في بلاد ما بين النهرين القديمة، وسرعان ما انتشرت شعبيته عبر الإمبراطورية العثمانية. كان السلاطين العثمانيون يرتدون القفاطين وكانت الملابس المزخرفة بشكل غني تشير إلى مكانة مرتديها. وعندما بدأ القضاة المغاربة في ارتدائه، أصبح القفطان رمزاً للسلطة. وتشير المراحل التاريخية للقفطان، إلى أن كل ثقافة من ثقافات العالم، كان لها نسختها من الملابس الفضفاضة التي تشبه القفطان.
أردم Erdem
القفاطن في عالم الأزياء
خلال خمسينيات القرن الماضي وبداية حقبة الستينينات، بدأت أنماط القفطان في الظهور في عالم الأزياء على يد أهم المصمّمين آنذاك، كريستيان ديور وبالنسياغا، إذ قدّموه كشكل من أشكال فساتين السهرة الفضفاضة التي يمكن أن تكون مطرّزة، من قماش حريري أو قماش صناعي منقوش بشكل كبير.
وفي عام 1968، وخلال زيارته مدينة مراكش، سُحر إيف سان لوران بالألوان والمنسوجات وحس الثقافة المغربية، فارتدى القفطان بنفسه ثم بدأ تصميمه لأصدقائه. ويرعان ما تبعه عدد من المصمّمين الذي باتوا يقدّمون مجموعات من القفاطين التي رأيناها تزيّن إطلالات أبرز الشخصيات مثل جاكي كينيدي وبيانكا جاغر وأنجيليكا هيوستن وبريجيت باردو...
وبحلول نهاية الستينيات، أصبح القفطان الخيار الأول للنساء من مختلف الطبقات الاجتماعية، واستحوذ على اهتمام المصمّمين الذي باتوا يدخلون إليه لمساتهم الإبداعية ويُخضعونه لصيحات الموضة العالمية.
ولا يزال القفطان حتى يومنا هذا يشكّل تصميماً أساسياً في مجموعات الأزياء الجاهزة والراقية، إذ نراه يزيّن خشبات العروض في مختلف المواسم.