من قلب العاصمة بيروت، انطلق المصمّم السعودي محمد آشي نحو العالمية. قاده طموحه إلى منصّات باريس للعروض الراقية، واستطاعت علامته Ashi Studio أن تتألق بين أسماء كبيرة لها تاريخها وبصمتها في عالم الموضة، ليكون بذلك أوّل مصمّم خليجي يحجز مكانه على الجدول الرسمي لعروض الأزياء الراقية. ومؤخراً، شهدنا عودته إلى بلده الأم، ليحلّ ضيفاً على هيئة الأزياء السعودية في أمسية خاصة بالرياض، ويفتتح عروض أسبوع الموضة الذي استضافته العاصمة السعودية على فترة أربعة أيام.
انطلاقته في عالم الأزياء، مشاركته في أسبوع باريس، عودته إلى الرياض، وغيرها من الأمور، يحدّثنا عنها المصمّم محمد آشي في هذا الحوار.
أخبرنا عن بداياتك في عالم الأزياء.
درست تصميم الأزياء في مدرسة إسمود ESMOD، وكانت أول تجربة احترافية لي في دار جيفنشي Givenchy إلى جانب المصمّم ريكاردو تيشي Ricardo Tisci. بعدها انتقلت إلى دار إيلي صعب كمدير إبداعي، قبل أن أؤسس علامتي الخاصة، Ashi Studio، في ربيع العام 2007 في بيروت ومن ثم في باريس.
افتتحت النسخة الأولى من أسبوع الموضة في الرياض. ماذا يعني لك هذا الأمر؟
كان لي الشرف بأن أحلّ ضيفاً على هيئة الأزياء السعودية في أمسية خاصة بالرياض. وقدّمت أولى عروض هذا الأسبوع مع مجموعتي 8pm. كل ما يمكنني قوله هو أن العودة إلى الوطن تحمل دائماً شعوراً فريداً.
ماذا تخبرنا عن مجموعة 8pm؟
مجموعة 8pm هي احتفال بجذوري وانعكاس في الوقت نفسه لرؤيتي لأجواء الرياض الساحرة خلال المساء. هي مجموعة خاصة، استوحيت تصاميمها من جمال الصحراء في الليل. بدءاً من ظلال الرمال، ومنحنيات الكثبان الرملية الجميلة، وصولاً إلى تلاشي وهج القمر وبريق النجوم.
ماذا يعني لك أن تكون أول خليجي ينضم إلى اتحاد الأزياء الراقية في باريس؟
في الحقيقة، كنا نقدّم عروضاً في باريس لسنوات عدّة، باعتبار أن Ashi Studio لها مقر في العاصمة الفرنسية. ولكن إدراجنا على القائمة الرسمية لعروض الأزياء الراقية خلال أسبوع باريس هو حدث كبير. فالمشاركة إلى جانب أسماء لها تاريخها في الموضة هو خطوة مهمة جداً، والأهم كان حصولنا على اعتراف اتحاد الأزياء الراقية.
صف لنا أسلوبك في ثلاث كلمات.
رسوم درامية- خطوط نقيّة- أحجام متقنة
كيف ترى مشهد الموضة في السعودية اليوم؟
تتمتع المملكة العربية السعودية بتاريخ فريد، ويسعى كل مصمّم إلى تقديم أعمال تجسّد هذا التراث. كما أن لجنة الأزياء تؤدي دوراً كبيراً في دعم المواهب السعودية الناشئة.
ما هو أكبر تحدٍ واجهته خلال مسيرتك؟
أن تؤسس علامة تجارية وتمنحها بصمتها الخاصة، أمر يحتاج إلى الكثير من الجهد والطاقة والتواضع. ولكن في الوقت نفسه يجب ألا يفقد المصمّم ثقته بعمله حتى وإن شعر بالهزيمة في وقت من الأوقات. فعالم الأزياء هو عالم تنافسي بامتياز، وعلى المصمّم أن يكون أوّل من يؤمن بعلامته التجارية حتى يتمكّن من حجز المكانة التي تستحقها في هذا المجال.
من أين تستوحي تصاميمك؟
الطبيعة بنظري هي المصدر الأكثر بساطة والأكثر جمالاً في الوقت نفسه، ومحاولة تجسيد عناصرها الجذابة بأعمال حرفية هي خطوة في غاية المتعة.
ما الذي تطمح إلى تحقيقه ولم تفعل بعد؟
أطمح إلى تطوير مشغلي الخاص. فمع شعوري الكبير بالفخر لتمكّني من إنتاج تصاميمي، يبقى تطوير الأقمشة الحصرية وأعمال الكروشيه التي تتمّ في المشاغل الخارجية، خطوة ضرورية لتعزيز المعرفة في عملية التصنيع.