مجموعة My Green
كان قد قرّر أن يهديها قطعة مجوهرات.
تردّدت لوقتٍ طويل: ذهب أحمر، أخضر، أصفر، وألماس. عقد أو سوار... حتّى قرط أذن؟ لقد أحبّت كافة تشكيلات هذه المجموعة وأشكالها المثمّنة الزوايا وألوانها. شعرت وكأنّ كل قطعة تعكس ساحة فاندوم ضمن ترجمة جديدة. قامت بتخيّله ووجدت بأنّ مهما كانت القطعة التي تختارها، سوف تلائمه... بالفعل! تخيّلت أنها ترتديها كلّ يوم. كان يريد شيئاً يمكنه أخذه إلى أيّ مكان.
وجدت نفسها تميل إلى خاتم. إنّ فكرة ارتداء حجر ترمالين على إصبعها هو الذي جعلها تقرّر. ترمالين... إنّ الكلمة جميلة مثل بريق الحجر الكريم في الوسط. وجعلها حجر الملكيت الذي أحاط به تفكّر بآخر رحلاتها إلى أفريقيا...
كانت جامدة وغير قادرة على إبعاد نظرها عنها. كانت نظرتها تنتقل بانتظام نحو هذا العقد المدهش. عقدٌ لا ينغلق حول العنق، بل يحسّنه. حلية مثاليّة للارتداء يتلاءم فيها الذهب الأصفر والأحجار الخضراء بشكلٍ مثالي مع لونها.
قالت لنفسها أنّه باستطاعتها ارتداؤه كلّ يوم، وبأنّها لن تحتاج إلى أيّ شيء آخر. لا بالفعل، كانت قطعة المجوهرات هذه رائعة الجمال.
أخذت الوقت الذي تحتاجه. كلّ الوقت اللازم.
كانت قد انتظرت، وخشيت... انتظرت، ثمّ رفضت. ثمّ انتظرت من جديد لغاية يومنا هذا... حاولت إبطاء الوقت لتقدير اللحظة بالشكل الملائم. بشكلٍ مطلق وكثيف.
لذا قرّرت أن تمشي ببطء وتعبر الدرب الأطول لتتأكد من الوصول متأخرة ببضعة دقائق. فأرادت أن تجعله ينتظرها. أن تكون مرغوبة قبل كلّ شيء.
ابتسمت. وشعرت بأنها حقاً حيّة.
تأكّدت بأنّ الرزمة الصغيرة موضوعة في عمق جيبها... كانت الهديّة فيها، من دون أدنى شكّ. نعم، كانت الهديّة فيها. فانبسط المستقبل أمامهما.
مجموعة My Chain
كانت متأثّرة جداً. كانت كلّ عائلتها قد حضرت، بالقرب منها، من أجلها... كان من النادر جداً جمع الجميع. كانت سلسلة فعليّة من الحبّ والقوّة.
لم تتمكّن من قول أيّ شيء سوى "شكراً". "شكراً، شكراً، شكراً". آلاف التشكرات. تدفّقات من التشكرات. كانت شديدة الامتنان لكلّ الفرح الذي شعرت به. فرغبت باحتضانهم جميعاً في الوقت نفسه.
ثمّ، رأت أمامها هذه الحزمة البيضاء والجميلة، وهذا الشريط المعقود بشكلٍ أنيق، وهذه الكاميليا.
وجدت سواراً وعقداً مرنَين من الذهب الأصفر مع ترصيع جميل من الكوارتز الداكن... شعرت بالدلال. وكانت هذه اللحظة مليئة بالفرح.
عندها سمعت أحدهم يقول: "إسمها My Chain؛ قلت لنفسي أنّها مثاليّة للمناسبة". ووجدت في هذه اللحظة تحديداً أنّها لم تعد قادرة على حبس دموعها.
تقرّر الأمر من دون أن يكون هناك سبب مميّز. كانت قادرة على ذلك، وأرادته... ستقوم بذلك!
هديّة "منها إليها". من أجل المتعة. لمتعتها هي. من دون مناسبة للاحتفال، وبغضّ النظر عن كَونها قرّرت ارتداء ما تريد. تمّت صناعة هذا الثنائي من الأقراط المثمّنة الزوايا مع الكوارتز الداكن خصيصاً لها. كان الأمر واضحاً!
فعبرت ساحة فاندوم ودخلت إلى المحلّ. وعندما سألتها البائعة "هل ثمّة قطعة محدّدة تعجبكِ؟"، ابتسمت.
كانت ممتنّة لحصولها على هذا الخاتم. وأنّها أحبّت بريق الأحجار وحركة الخطوط.
ارتدتهُ كميداليّة على إصبع السبابة بعد أن أطلقت عليه اسم “My Chain”.
مجموعة My Red
انطلقت بكعبها العالي وشعرت بالثقة تجاه إطلالتها. كانت واثقة من نفسها ومشت بثقة تامة. كان القرط الوحيد الذي زيّن أذنها متوافقاً مع خاتمها... كانت واثقة من نفسها ومشت بثقة. لم يبدُ أيّ شيء مستحيلاً بالنسبة إليها بعد الآن.
أتت إليها الفكرة صدفةً. السبابة أو إصبع الخاتم؟ كلا، الإصبع الصغير في اليد اليمنى.
مع هذا الخاتم في إصبعها الأخير، نزعت كافة خواتمها الأخرى.
نعم، هذا رائع: هذا الخاتم الأحمر على الإصبع الصغير في اليد اليمنى. هذا رائع.
انتظرته أمام المعرض. وهو وجدها فائقة الجمال.
انتظرت، نظرت من حولها، تأكّدت من هاتفها، ابتسمت، تأكدت من هاتفها مرة أخرى... قلّة صبرها جعلته يبتسم. وهي بدت سعيدة.
كان هناك في الزاوية يتأمّلها... ينتظر اللحظة التي ستلمحه عيناها وسط الحشد. في كلّ مرّة، كان يبدو له أنّها تلمع بشكل أقوى. فهذا ما جعله منيعاً.
وأخذ يتمنّى لو تمّ حفر كلّ تفصيل في ذاكرته. كان يريد أن يتذكّر كثافة أحمر الشفاه لديها ولون فستانها واللون الأحمر في سوارها.