طاولة مستديرة ركيزتها الحوار بين الشرقين!

على هامش مهرجان طرابلس الدولي للسينما الذي يقام في نسخته الأولى في لبنان من تنظيم جمعيّة "الثقافة تقاوم" برئاسة المخرجة اللبنانية جوسلين صعب، أقامت ELLE Arabia طاولة مستديرة تألفت من ثلاثة أعضاء من لجنة الحكم هم:

  • أرونا فاسوديف Aruna Vasudev من الهند، مؤسِّسة شبكة الترويج للسينما الآسيويّة ال NETPAC The Network for the Promotion of Asian Cinema، ومؤسِّسة مجلّة Cinemaya للسينما ومهرجان السينما الآسيوي Cinefan.
  • فيليب تشي Philip Cheah من سنغافورة، ناقد سينمائي وصحفي ونائب رئيس ال NETPAC ومستشار في السينما الآسيوية والأفريقية لدى مؤسسة دبي للترفيه والإعلام التي تنظم كلّ من مهرجان دبي الدولي للسينما ومهرجان الخليج السينمائي.
  • آن ديمي-جيرو Anne Demy-Geroe من أستراليا، عضو في ال NETPAC وقد شغلت منصب مديرة مهرجان بريسبن الدولي طوال 18 عاماً. وحاليّاً تحاضر في السينما في العديد من الجامعات وتحضّر أطروحة الدكتوراه حول السينما الإيرانيّة.


ما يجمعكم الآن هو مهرجان سينمائي عنوانه العريض "الثقافة تقاوم". هل فعلاً تؤمنون بأن السينما، والأدب، والرقص، والرسم والفن بشكل عام أدوات يمكن أن تصنع السلام أم أننا رومنطقيين للإعتقاد بذلك؟

آن: بالطبع إننا نؤمن بذلك، وحضورنا إلى هذا المهرجان ليس إلا تأكيد حيّ على ذلك.
أرونا: بالطبع وأنا شخصيّاً شغفي بالسينما يقابله هذا الإيمان وهو بنفس القوة والزخم.
فيليب: نعم. لا شكّ في ذلك. ففي النهاية، الفنان هو الذي يقول ما لا يجرؤ الآخرون على قوله. ولمقاومة العنف، علينا بفضحه أولاً وفضح ممارسيه ويتمّ ذلك عبر الفن بجميع تجلياته.
آن: نعم، لا أعتقد أبداً بأننا رومنطقيين في هذا المجال فأنا مؤمنة حقا بقوّة الثقافة، ولو بدا ما تحققه ضئيلاً جدا في وجه العنف ومحركاته، ولكن تحرك بعد آخر، نشاط بعد آخر، مهرجان بعد آخر (مشيرة إلى جوسلين صعب التي تصوّر الطاولة المستديرة بكاميرتها)، تتجمّع القوى الثقافيّة وهذا التراكم هو الذي يحدث الفرق الكبير.
أرونا: أوافق آن فيما تقوله. وهذا النمط من تراكم النشاطات الصغيرة هو أيضاً يستمدّ قوّته من تضامن الفاعلين في مجال الفن، ومن هنا أهميّة الشبكات الثقافية كالشبكة الآسيوية التي تقوم على مبدأ الحوار والتبادل.
فيليب: أنت قلت الكلمات الجوهرية أرونا: الحوار، التبادل، التواصل. ما يجعل الثقافة أداة لمقاومة العنف هو بناء التواصل الدائم، وليس فقط في المنهجية الكلاسيكية التي تنادي بإنشاء جسور الحوار ما بين الشرق والغرب. ما أراه الآن جوهرياً هو الحوار ما بين الشرق والشرق! ما بين طرفي القارة الأسيوية، ما بين الشرقين.

 

وكيف ترى الترجمة الفعلية لهذا الحوار ما بين الشرقين؟

فيليب: اراه من خلال مهرجانات السينما مثلاً، تماماً مثل مهرجان طرابلس ومهرجان دبي وغيرها في هذه المنطقة. اجتمعنا نحن في ال NETPAC وقلنا لأنفسنا نودّ أن يكون باستطاعتنا، واستطاعة الجمهور الأسيوي، بأن يشاهد فيلماً هنديأ أو إيرانياً أو عربياً في آسيا وليس فقط في مهرجان كان!
آن: تماماً. هذه هي قيمة النشاطات الثقافية وفي طليعتها المهرجانات السينمائية التي تجمع عدداً كبيراً من المشاركين والفاعلين كما أنها تحاكي شريحة كبيرة من الجمهور الذي يحبّ السينما بشكل عام، والحلقة الأصغر التي تحبّ الأفلام المغايرة لإنتاجات هوليوود مثلاً وغيرها من الأفلام الشعبية سريعة الإستهلاك.

 

ولكن الا تعتقدون بأن سينما الفن أو السينما التجريبية لا تجذب الجمهور العريض، وبالتالي تتحوّل المهرجانات السينمائية إلى تظاهرة ثقافيّة هي حصر على نخبٍ ثقافية؟

فيليب: قد يبدأ الأمر بذلك نعم. ولكن هناك طريقتان في الإنتاجات السينمائية. الأولى هي طريقة هوليوود، أي تحديد ما يحبّه الجمهور وإنتاج الأفلام على هذا الأساس مما يضمن الشعبية للفيلم وبالتالي مردوده المالي. ولكن نحن، في منطق "الثقافة تقاوم" وأرساء قاعدة الحوار والتواصل ما بين الشرقين، علينا بأن ننتج سينمائياً ما لدينا أن نقوله ونشاركه مع الآخرين.
أرونا: علينا أن نخبر قصصنا، ونشاركها مع غيرنا ونسمع قصص غيرنا...
آن: أزيد على ما يقوله فيليب وهي أن الكثير من الممثلين المشهورين يسعون حالياً لأن يشاركوا في أفلام فنيّة وتجريبية. فهم بعد أن صنعوا شهرتهم في الأفلام التجاريّة يعودون الآن إلى جوهر السينما عبر التمثيل في أفلام لمخرجين غير معروفين على الصعيد العالمي . وفي ذلك ربح معنويّ للطرفين. من جهة، يحظى المخرجون الناشؤون بالدعم عبر جذب الجمهور العريض بأسماء الممثلين المشهورين المشاركين وبشعبيّتهم، ومن جهة ثانية يشارك الممثلون في أعمال لها قيمة إنسانية وثقافيّة أكثر مما تمنحهم السينما التجاريّة.
فيليب: السينما البديلة هي تماماً كالطبق الجديد. تأكل منه ما يكفي لأن تنمّي ذوقاً جديداًّ! نحن نودّ أن نقدّم ما يكفي من الأفلام البديلة لكي ينمّي الجمهور ذوقاً لها ويبدأ بالتوافد عليها ويطلب مشاهدتها.

 
المزيد
back to top button