يقبع فندق ماديسون حيث يحلو العيش، في قلب حيّ سان جيرمان دي بري القائم ها هنا منذ بداية القرن العشرين كرمى لعين المعتادين عليه من مشاهير الأمس... وعين الزبائن الجدد أيضاً!
أهو عبارة عن رقصة من الستينيّات؟ أم جادّة في نيويورك في منهاتن الشهيرة؟ أم فندق ألماني؟ إنّ ماديسون هو كلّ ذلك! وأكثر بعد... إنّه حكاية بأكملها تعود إلى سنة 1925 حين بُني فندق من 70 غرفة صغيرة مكان كشك متواضع من الخشب كان يؤوي ملهى الفنّان الشهير شاربيني... يستفيد زبائن ماديسون من الغليان الفكري السائد في الحيّ الذي توجّه إليه كلّ الأنظار من حول العالم. ومن زبائن مقهى Deux Magots نذكر برتون، أراغون، دوران، إلويار، جيرودو وإيرنست. كما أنّ مالرو وكاموس وجيونو وإديت بياف وبوريس باستيرناك (كاتب دكتور جيفاغو) أقاموا في فندق ماديسون بنسخته الأولى. في ربيع 1940، أقام ألبير كامو في الغرفة رقم 65 لإنهاء كتابه L’Étranger الذي صدر بعد عامين عن دار غاليمار للنشر...
ماديسون يكتب قصّة أخرى
تحت الاحتلال، بدت باريس راقدة لكنّ حياةً خفيّة كانت تتحضّر في الحيّ. بدايةً، استولى الألمان على فندق ماديسون ثمّ احتلّته البحريّة الوطنيّة بعد مرور سريع للجبهة الشعبيّة المقاومة. كما استقبل ماديسون المرحّلين لدى عودتهم من المخيّمات...
بعد الحرب، عادت الحياة إليه فقد خلف التيّار الوجودي النزعة السرياليّة، وخلف جان-بول سارتر وسيمون دو بوفوار فنّاني العشرينيّات، واجتاح الجاز الأميركي حانات سان جيرمان... وبعد الحالة السيّئة، استرجع ماديسون عافيته في الثمانينيّات حين اشترته عائلة هوران التي تملك اليوم Terrass Hôtel، Artus، Buci وBourgogne & Montana تحت اسم فنادق هوران، اسم مؤسّسها.
مجموعة تتغنّى...
تطلّب الترميم أعمالاً كبرى فتدنّى عدد الغرف في ماديسون من 70 إلى 52 إذ أعيد توزيعها وصارت شاسعة أكثر. في سنوات الألفين خضع الفندق للترميم الكامل على يد المهندس المعماري والمصمّم الفرنسي دينيس دواستو، ففتح الفندق صفحة جديدة مع القرن الجديد... وكان التحوّل الجذري! صار ماديسون بنسخته الثالثة مساحة يحلو فيها العيش ويطغى عليها التناغم في التدرّجات والأنوار، مع أناقة المواد وتداخل الأساليب المعاصرة والكلاسيكيّة. تبدّل كلّ شيء من أجل متعة الزبون. "تتميّز مجموعة موريس هوران بفنّ الاستقبال"، كما تقول كارولين دومون، مديرة فندق ماديسون. ويقوم فريق عملها بكلّ ما بوسعه لتكون إقامة الزائر تجربة جميلة ومتميّزة مع مضاعفة التنبّه لأدقّ التفاصيل.
الانطباع بكبر المساحة
بما أنّ المساحة تنمّ عن قمّة الترف، حرص دينيس دواستو على منح المكان بكامله انطباعاً بالسلاسة يطغى على الفندق منذ الدخول إلى قاعة الاستقبال المستديرة التي تضمن وظائف عدّة بفضل مقاعدها الثلاثين. هنا، تذكّر المدخنة القديمة والثريّا الكبيرة المصنوعة من زجاج مورانو بتاريخ الفندق... كذلك، تتحوّل قاعة الفطور إلى مركز للأعمال خلال النهار تحت العين الساهرة لتمثال بوذا العملاق وبمراقبة أزهار اللوتس التي تزيّن الجدران. هنا، لا مكان للإرهاق خلال لقاءات العمل!
50 غرفة Privilège
أهلاً وسهلاً بكم في عالمكم الراقي والحميم! من الطبقة الأولى حتى الطبقة الخامسة، تطغى التدرّجات الباستيليّة فيما يهيمن الأحمر والأسود على الطبقتين السادسة والسابعة. لكنّ جميعها مكسوّة بأقمشة Lelièvre، مع إضاءة مختارة بعناية خاصّة (نور يمكن تعديله، ضوء خفيف عند رأس السرير أو السقف المزيّن بالنجوم). حتّى إنّ جودة الصوت مدروسة بدقّة ففي الغرف نظام مركزي مكبّر للصوت للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في السمع. على صعيد أغطية الأسرّة فهي بقياس "كوين"، من دون أن ننسى آخر صيحات التكنولوجيا والاعتناء بالتنمية المستدامة، ما يأتي ليكمّل الراحة المطلقة في ماديسون. عنوان عريق تطغى عليه أجواء المنزل!
آن سميث
www.hotel-madison.com