يقدّم لنا فندق ماديسون الأسطوري في Saint-Germain-des-Prés فصلاً جديداً من حكايته الجميلة. ترميم ناجح لهذا المكان الذي يعشقه الفنّانون والذي يفيض بالتحف الفنّية.
يتحلّى هذا المكان برونقٍ خاصّ يميّز عناوين Rive Gauche. خلف الأشجار التي تزيّن ساحته في رواق بولفار سان جيرمان يقبع الفندق الذي يعشقه الفنّانون. بعد عدّة أشهر على الترميم، يكشف لنا المكان عن تغييراته التي أدارها مهندس الديكور بول سالاس، وهو يغرقنا في عالم الثلاثينيّات المتميّز. ديكور جديد أشبه بتكريم للفنون التزيينيّة الفرنسيّة يعيد تجسيد تصميم الثلاثينيّات بكلّ رقيّ، مع بصمة مهندس الديكور التجميليّة جان-ميشال فرانك.
تدرّجات هادئة ومنيرة
هنا، تؤدّي النزعة التقليليّة دوراً جوهريّاً إذ تختفي التزيينات والكماليّات للارتقاء بالموادّ والأعمال التي تزيّن كلّ جدار من قاعة الاستقبال والصالونات وقاعة تناول الفطور. تدرّجات ناعمة ومشرقة في لوحة ألوان تتدرّج من الأبيض إلى البنّي، تبدأ من المدخل ونجدها لاحقاً في الغرف المتجدّدة في الطبقتين السادسة والسابعة.
كذلك، خضعت قاعة الفطور لبعض التعديلات. وسط تدرّجات البنّي والأسود، هي تقدّم مساحة من التعايش مع مدخنتها القديمة ولوحاتها العديدة وقطعها الفريدة. أمّا سقفها الجميل المشغول على لوحة للفنّانة فاني شيه براين فيجمّل الثريّا المصنوعة من الحرير المطليّ Fortuny، ويمنحها لمسة شرقيّة أنيقة.
الحكاية الجميلة
لنستعن بآلة العودة بالزمن... ولنضع حقائبنا في غليان سنوات العشرينيّات. هنا نحن في عام 1925. فتح فندق ماديسون أخيراً أبوابه في حيّ Saint-Germain-des-Prés، مرتع الحياة الباريسيّة الثقافيّة. بفضل موقعه الاستثنائي وواجهته الأنيقة صار عنواناً بارزاً يلتقي فيه المشاهير مع أشخاص عاديّين يأتون من كلّ أنحاء هذا العالم. في أوائل الثلاثينيّات صار فندق Madison مكاناً للابتكار يتردّد إليه فنّانون مثل أندريه مالرو وإيديت بياف وجان كوكتو أو أيضاً ألبير كامو الذي أنهى كتابة L’Étranger في الغرفة 65 من الفندق. من النافذة إطلالة مذهلة على الحيّ الأبرز في باريس. وفي المقابل تماماً كنيسة Saint-Germain-des-Prés المتميّزة بإنارتها الليليّة التي تُعدّ واحدة من الأجمل على الإطلاق. يا لروعة تناول فنجان قهوة على الشرفة الصغيرة وإعادة كتابة نسخة جديدة من L’Étranger مع تأمّل سماء باريس الرائعة...
منزل للفنّ
يرتبط Madison بالفنّ ارتباطاً وثيقاً وهو منذ بدايته مسكن للعديد من الأعمال الفنّية. أعمال فنّانين أقاموا فيه ولكن أيضاً أعمال مالكه القديم العاشق للفنّ الذي جمع القطع على مدار حياته وعرضها هنا. إنّه فندق شبيه بالمنزل مع مدخنته ومكتبته المليئة بالأعمال الجميلة وكنباته المريحة التي تدعو إلى الاسترخاء. في هذا الفندق، يمكن الإقامة مع العائلة ففيه ستّ غرف من النوع المتّصل ولكن أيضاً كلّ ما يلزم للصغار. أمّا أكثر ما يُفرح الأولاد فهو الأشرعة التي يمكن استئجارها ليمخروا الأحواض الكبيرة في حديقة لوكسمبورغ... فندق يدعو إلى رحلة سفر! رحلة شاعريّة في حيّ Saint-Germain-des-Prés التاريخي.
د. ص.
www.madison-hotel.com