"مجنون يحكي" ما زال ينطق ويتكلم على مسرح المدينة في بيروت، لبنان حيث يتهافت المشاهدون وتُحجز الكراسي لكل أيام العرض منذ انطلاق العمل الفني ولغاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. لقاء مع المخرجة لينا خوري.
عمّا يحدّثنا مجنونك؟
ناهدة نون، صحفية، تكتب مقالاً يؤدي بها إلى قفص السجن للمرضى النفسيين حيث عليها أن تقبل بأن تغيّر هويّتها، جنسها وآراءها وإلا، فالبقاء المؤبّد في سجن المجانين.
في أيّ عالم تعيش هذه الشخصيات؟
في القرن الواحد والعشرين. في الواقع نحن تقدّمنا تكنولوجياً لكن عقلياتنا ما زالت أسيرة.
تتكلّمين عن حرية التعبير. ماذا يعني ذلك؟
يعني أن يقول الإنسان بحرية ما يفكّر به. هذا لا يعني أنه يحق لنا أن نفرض رأينا على الآخرين. هناك بلدان عندنا تتغنّى بأنها أكثر حرية من بلدان أخرى. هذه مزحة، الحرية لا تتجزأ. عندنا حرية كاملة أو لا حرية. لا نستطيع أن نكون أحراراً 42 في المئة مثلاً.
على خشبة المسرح، أنت تديرين زياد الرحباني، عملاق من عمالقة المسرح...
كان هذا حلماً، تحقق اليوم. لزياد هالة كبيرة. إنه لشرف لي أن أكون أنا من يديره. لقد أعطى زياد كثيراً للمسرح وللفن وللفكر. لقد أثّر على جيلي والأجيال التي سبقت والتي لحقت، بأعماله التي تحاكي مباشرة قلب الإنسان. إنه يحبس نبض الإنسانية فينا ويحرّك مشاعرنا بذكاء وبساطة.
من هم المؤلفون الذين أثّروا فيك؟
كثيرون. اسمح لي بأن أعدّد: إدوارد ألبي، توم ستوبارد، ياسمينا رظا، كارول شرشل، باتريك ماربر، تنسّي وليامز، أرتور ميلر، أوغست ويلسون، وجدي معوّض، شكسبير، أرسطو... لماذا؟ لأنهم يفهمون ويتحسسون الروح البشرية.