من إعادة اكتشاف شغفك القديم خلال فترة الإغلاق إلى التوفيق بين مزيج متنوّع من الهوايات، اكتشفي كيف يمكن أن يؤدّي تبنّي عقلية "المهارة في كلّ شيء" إلى فرح غير متوقّع، ونموٍّ كبير، ومغامرات جديدة.
لم يكن البقاء في المنزل هوايتي المفضّلة يوماً ـ إلا في كلّ صيف (مرحباً بالشرق الأوسط!) وبالطبع، طوال عام ٢٠٢٠ تقريباً بسبب الجائحة. بدأ ذلك العام بساقي المكسورة المجبّرة، وبعد ذلك بوقتٍ قصير، وصل وباء كوفيد-١٩ بسرعة. ومع قلّة الحركة المسموح بها، عادت الشخصيات القديمة للظهور: الخبز كما لو كنت مارثا ستيوارت الهندية، والتمارين المنزلية التي من شأنها أن تجعل جين فوندا فخورة، ومشاهدة المسلسلات بشراهة بطريقة من شأنها أن تجعل لوريلاي غيلمور تشعر بالخجل. ولكن، لطالما كان الأمر على هذا النحو ـ ففي أحد مواسم الصيف، بدأت في جمع القصاصات، ولا يزال لدي بقايا بريق في أدراج طاولة الدراسة؛ وفي صيف آخر، قرّرت أن أبدأ الملاكمة؛ بعد عام ٢٠١٩، لم تر قفّازات الملاكمة الوردية النور؛ ولم يتسنَّ لي حتى أن أبدأ في مرحلة اليوغا الساخنة.
"مُتقنُ كلّ المهن، لا يُتقن أيّاً منها". هذا هو الجزء من الاقتباس الذي نتذكّره أكثر من غيره ـ ذلك الجزء الذي اعتاد الكبار ترديده في طفولتنا، مُشيرين إلى أنّه قد يكون من الأفضل الاكتفاء بمهارة واحدة بدلاً من تكوين شخصيات جديدة كلما "اكتشفنا" شيئاً جديداً. لكن عندما كنتُ أدرس الأدب (وهي مرحلةٌ لازمتني منذ أن كنتُ في السابعة من عمري وقرأتُ "تشارلي ومصنع الشوكولاتة")، اكتشفتُ أنّ هذا الاقتباس لشكسبير يقول في الواقع: "مُتقنُ كلّ المهن، لا يُتقن أيّاً منها، مع أنه غالباً ما يكون أفضل من مُتقنٍ لمهارةٍ واحدة".
وهكذا، يتضمّن أسبوعي الحالي جميع أنشطة اللياقة البدنية الثلاثة ـ البادل والبيلاتس والتدريب الشخصي ـ إلى جانب الكتابة، والقراءة، ومشاهدة البرامج التلفزيونية بشراهة، وإعادة المشاهدة، ومؤخّراً، صنع كتب طاولة القهوة لمنزلي (إنّه إنتاج منزلي صغير، وعائلتي، التي استمتعت بها أولاً، نفدت مساحة طاولة القهوة!). مع تحوّل شخصيتي بالكامل بين تنانير التنس الأرجوانية الجميلة للغاية، وسراويل البيلاتس الوردية الزاهية، وزي الصبي الصغير لجلسة التدريب الشخصي، بدأت أبحث عن كيفية الاحتراف في جميع هواياتي. من خلوات الكتابة في فلورنسا (أعيش جزء "تناول الطعام" في برنامج "تناولي الطعام، صلِّي، أحبّي") إلى معسكرات الملاكمة في تايلاند إلى الحصول على رخصة الإبحار (لأنّ هذا ما ينقصني). لقد بدأت في استكشاف طرق مختلفة لقضاء العطلات، وتطوير مهاراتي ـ وتمهيد الطريق ببطء إلى نسخة أقوى من "مُتقنُ كلّ المهن، لا يُتقن أيّاً منها".
خلوات الكتابة
قد يقول البعض أنّ دانيال همفري (من مسلسل "فتاة النميمة") هو من أوحى لي بهذه الفكرة. لكن في الواقع، كان شغفي (الذي لا يزال قوياً) بروايات الرومانسية هو ما أثار اهتمامي أولاً. أصبحت بياتريس مونتي ديلا كورتي مرادفاً لرعاية بعضٍ من أروع المواهب الأدبية في العالم من خلال خلوتها الكتابية التي تُقيمها في فيلا توسكانية ساحرة. تقع هذه الخلوة ـ التي لا تزال قائمة حتى اليوم ـ على تلال فلورنسا، وهي المكان الأمثل للتغلّب على عجز الكاتب وإشعال شغفه الأدبي. في الوقت الحاضر، تُقدّم العديد من خلوات الكتابة تجارب شخصية وافتراضية. إلى جانب صقل مهاراتك، ستجد مجتمعاً يُساعدك على توجيه إبداعك.
خلوة طبخ متوسطية
لست متأكدة تماماً مما إذا كنت أهدف إلى أن أصبح نارا سميث التالية أو ببساطة إيجاد طرق للبقاء في توسكانا إلى أجل غير مسمّى، لكن خلوات الطبخ هذه، التي تُطبّق نظاماً غذائياً صحياً، رائعة دون شك. في أسبوع واحد فقط، وبحسب الخلوة التي تختارينها، يمكنك تعلّم كيفية صنع أطباق مذهلة من أربعة مطابخ مختلفة على الأقل ـ وإتقان فنّ المعكرونة الملفوفة بشكلٍ مثالي، والباييلا غير التقليدية، والكرواسان الأطيب مذاقاً والخالي من العيوب!
شهادات الإبحار
لا تزال سيارتي تُحيّي كلّ رصيفٍ وممرٍّ في رحلاتنا، لذا قد لا يكون القارب الشراعي الخيار الأمثل لي. لكن دعوني أستمتع بالجلوس على متن القارب، مرتدية بنطلون القارب وحذاء القارب، وقميص بولو، وأتقن استخدام الحبال، وأبحر عبر البحار، وأقفز في الخلجان المنعزلة. لحظة، هل تفكرون في جوي تريبياني أيضاً؟ تُقدّم العديد من مدارس اليخوت في البلقان، بما في ذلك الجمعية الملكية لليخوت، دوراتٍ تُمكّنكم من الحصول على شهادة الإبحار في أقل من أسبوع.
رحلات التصوير
الصورة أبلغ من ألف كلمة، لذا من الطبيعي أن تتضمّن رحلة التصوير الفوتوغرافي رحلةً للفتاة الكسولة. هناك العديد من الأنواع للاختيار من بينها، لكن تصوير السفر تحديداً هو ما يُثير اهتمامي. تنتشر هذه الرحلات في جميع أنحاء العالم، وتجمع بين استكشاف البلدان ودورات التصوير الرائعة. ينظّمون بعضاً من أكثر الرحلات انغماساً ـ من المناظر الطبيعية الشاسعة في باتاغونيا إلى أسواق شاندني تشوك الصاخبة في دلهي. ستتعلّمين ما تعنيه الإضاءة فعلاً وسرد القصص من خلال الصور.
رحلات البستنة
لا يولد الجميع بمهارة في الزراعة، لكن فكرة الخضرة والهواء النقي وهواية (أو شخصية) جديدة، مثيرة للاهتمام. توفّر رحلات البستنة مزيجاً مثاليّاً من الأنشطة البدنية والذهنية لمساعدتك على الاسترخاء والراحة والنمو (مع مراعاة التورية!). من حدائق المنازل الصغيرة إلى قطع الأراضي المشتركة وحتى أحواض النباتات الزجاجية، ستجدين ما يمكنك تجربته مهما كان حجمه.
