في خطوة هدفت لتنمية مهارات الاهل للتمكن من التعامل مع الأبناء في مرحلة المراهقة، أطلقت مؤسسة التنمية الأسرية منصة "الأبوة الإيجابية" للمراهقين، وذلك بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، والمركز الوطني للتأهيل.
وتهدف المنصة إلى زيادة وعي الوالدين بالتغيرات التي تحدث في مرحلة المراهقة من الناحية الجسدية والتغيرات الهرمونية، وأثر هذه التغيرات على سلوك وأفكار المراهق، حيث تصاحبها تغيرات نفسية وتقلبات في المزاج، وتشدد على أهمية دور الوالدين في توعية أبنائهم المراهقين بالتغيرات الجسدية، إضافة إلى فهم الوالدين لسلوكيات المراهق، ودوافعها مما يساعد في تعلم مهارات إدارة السلوك عند المراهق بشكلٍ إيجابيٍ، ومساعدة المراهق على فهم تصرفاته وردود أفعاله وإدارة سلوكياته بشكلٍ فعال، بجانب توفير أدوات واستراتيجيات عملية وتطبيقية لتقوية الروابط الأسرية.
كما يركز محتوى المنصة على الجانب الاجتماعي والنفسي والتعليمي والديني والمالي والعالم الرقمي، بالإضافة إلى الخصائص النمائية والتغيرات الجسدية للمراهقين وكيفية التعامل معها، باعتبارها تتضمن مجموعة من المواد التوعوية والتثقيفية "المرئية والمقروءة والمسموعة"، والتي تتيح البرامج الداعمة لتربية المراهقين من خلال توافر المعارف والمهارات اللازمة لتربية الأبناء في مرحلة المراهقة تربية فاعلة، لتمكن الوالدين والقائمين على رعاية الأبناء من تربيتهم تربية نفسية وصحية وجسدية متوازنة.
في المقابل، وكما تولي المنصة اهمية لدور الاهل فهي تولي ايضا الاهمية نفسها للمراهقين، اذ تحثهم على المواطنة الرقمية وتشدد على أدوارهم ومسؤولياتهم وحقوقهم عند استخدامهم للإنترنت والهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية، كما انها تركز على أهمية جودة العلاقات والروابط الاجتماعية داخل الأسرة والمجتمع، وتحسين قدرة الوالدين على التعامل مع أبنائهم وفق متطلباتهم النمائية في مرحلة المراهقة.
يذكر أنّ اكثر الدراسات تشير إلى أنّ هناك ارتباطًا كبيرًا بين صحة الجسد والصحة النفسية، وكل منهما مؤثر ومتأثر بالآخر، ونتيجة التغيرات التي تحدث في مرحلة المراهقة كمرحلة انتقالية من الطفولة إلى الشباب، ومن المهم معرفة الوالدين بالجوانب الصحية والتي يحتاجها المراهق في هذه المرحلة من الناحية التغذوية والأنشطة الرياضية والترفيهية، بالإضافة إلى التطرق لأكثر الاضطرابات النفسية شيوعيًّا في مرحلة المراهقة "القلق والاكتئاب والضغوط النفسية وكيفية إدارتها والتعامل معها"، وأيضًا توعية الوالدين بالسلوكيات السلبية التي قد يتعرضون لها وكيفية الوقاية منها.