تخيّلي أن تمضي إجازة في جزيرة فيها كلّ ما يجب للاسترخاء، غابات رائعة، وأمواج فيروزيّة، رمال ذهبيّة، وخصوصيّة لا مثيل لها... ولكن هل تخيّلت يومًا أن تمضي هذه اللحظات في ملاذ يخلو من الرجال تمامًا؟ أجل، فجزيرة «سوبر شي» تمنع دخولهم تمامًا، وقد ابتكرت فكرتها رائدة الأْعمال كريستينا روث، بعدما سئمت من المنتجعات التقليديّة، فقرّرت إنشاء أول جزيرة فاخرة في العالم للعناية بالصحة والعافية للنساء.
في عام ٢٠١٧، اشترت روث جزيرة منعزلة مساحتها ٨.٤ فدان قبالة سواحل فنلندا، وفي صيف ٢٠١٨، فتحت جزيرة «سوبر شي» أبوابها للنساء من جميع أنحاء العالم. فيها، يمكن ممارسة اليوغا عند شروق الشمس، والاستمتاع بعلاجات السبا المطلة على بحر البلطيق، والتواصل بين النساء المتشابهات في التفكير.
ما يجعل القصّة مثيرة أكثر للاهتمام، هو أنّ الرجال، والذين منعوا من دخولها لاحقًا، هم مَن بنوا كلّ ما عليها، إذ استعانت كريستينا روث بخدماتهم للقيام بالكثير من الأعمال، مثل مدّ خطوط الكهرباء، وترميم النزل، وتركيب البنية التحتية الأساسية. كانت هذه خطوة عملية، إذ إن خبرة العمالة المحلية ومتطلبات الترخيص جعلت مشاركتهم أمرًا لا مفر منه. ولكن بمجرد أن هدأت الأمور وجفّ الطلاء، أُغلقت الأبواب تمامًا أمام أي مشاركة أخرى للذكور.
وفي عام 2023، مع تغيير جائحة كوفيد 19 لاتجاهات السفر والعافية، باعت روث جزيرة «سوبر شي»، لينتهي بذلك عصر اقتصار الإقامة على النساء. وبعدها، أصبح مستقبل الجزيرة مجهولًا، حيث صرّح مالكها الجديد بأنه لا يملك خططًا عامة فورية لتطويرها.