هل الزواج يقتل الحب؟

يعتقد البعض أن الزواج هو بداية لبناء علاقة زوجية مملوءة بالحب والود والإنسجام، أو استكمالاً لعلاقة حب قد بدأت قبل الزواج، ودائماً ما يخطط الشريكين لبناء حياة زوجية سعيدة وعلاقة حب أبدية.. فهل الزواج هو بداية حياة حب جديدة، أم أن الزواج أداة سامة تقتل الحب؟

 

تقول شكران خليل – متزوجة- الحب بعد الزواج سرعان ما يندثر ويتحول إلى روتين يومي لاسيما في ظل وجود الابناء والانغماس في منغصات الحياة والتزاماتها، وتوضح قائلة: " تزوجت عن علاقة حب دامت لأكثر من خمس سنوات، وبزواجي اصبحت علاقتنا العاطفة عبارة عن روتين جامد، فلم يعد هناك اللهفة والشوق والترقب لرؤية كل منا الآخر، ولكن في المقابل زاد الاحترام والتقدير بيننا فأصبحت علاقتنا أشبه بالاصدقاء، وبالتالي لا نستطيع القول بأن الزواج يقتل الحب، بل يقدم لنا الحب بطريقة مختلفة".

 

أما سوسن خالد- متزوجة- تقول: " في مجتمعاتنا العربية بصفه عامه، استطيع القول بأنه لا يوجد حب بعد الزواج، بل توجد مشكلات ومنغصات إلا من رحم ربي، والدليل ارتفاع نسبة الطلاق في مجتمعاتنا بشكل لافت للانتباه على عكس المجتمعات الغربية التي قليلاً ما نسمع عن حالات طلاق وعنف ضد المرأة". وتشير سوسن إلى أن وجود الأبناء ليست بالضرورة أن تعكس مدى الحب والوفاق بين الزوجين، هما فقط أحد الأدوات من أجل استمرار الحياة الزوجية.

 

الحب الأبدي

بنظره إيجابية يرى عدنان فؤاد- متزوج- أن الزواج هو من يخلق الحب، ويقول: " ارتبطت بإبنة خالتي ولم يكن بيننا علاقة حب، ولكن بعد الزواج زاد الحب بيننا، وخاصة في ظل وجود طفلنا الأول، الذي جعلني متعلقاً بزوجتي ومقدراً لتعبها وجهدها في سبيل تربيته وتوفير كافة سبل الراحة لي".

 

أما ماجد عمر- متزوج- يقول: " استمرار علاقة الحب بين الشريكين، لا ترتبط بالزواج وغيرها من الأسباب، فالحب الصادق يستمر مدى الحياة، والتنازل هو أحد أسباب نجاح الحب واستمراريته، والحب لا يقتصر على الشوق والهيام والكلام المعسول، بل الحب الحقيقي هو القائم على الاحترام والتقدير والثقة بين الشريكين".

 

3 خطوات لتعزيز الحب

لتعزيز الحب بين الأزواج، ثمة طرق تساعد في بناء التوافق والانسجام وتعزيز رابطة الحب بينها، يحددها الاخصائي الاجتماعي، محسن عبدالله، وهي كالتالي:

 

  • الطريقة الأولى : لغة الجسد :يتأثر كلا الطرفين (الزوج والزوجة) بالحركات الجسدية التي يصدرها الطرف الاخر في المواقف المختلفة بنسبة 55% في اغلب الاحيان. وهنا يمكن للزوجين الاستفادة من هذه التقنية للوصول الي التوافق والتناغم من خلال المحاكاة الايجابية بلغة الجسد، ومنها: حركة اليدين، وضع الجسد، والصوت ...الخ.
  • الطريقة الثانية :التوافق الصوتي : تشير الدراسات إلي أن نبرات الصوت تؤثر في الشخص المستمع بنسبة 38% ، وقد أكد الله تعالى على أهمية حاسة السمع كأداة للتواصل بين البشر لها تأثير هام وفعال أكثر من أي حاسة أخرى يملكها الإنسان.
  • ويقصد هنا بالتوافق الصوتي بين الزوجين هو مدى انسجام خصائص الصوت بينهما أثناء الحديث والنقاش من حيث المستوى، ونوع النبرة، والسرعة، مما يؤثر بشكل كبير في التواصل على مستوى العقل الباطن وبالتالي الوصول إلي قرارات ايجابية ترضي الطرفين.
  • الطريقة الثالثة : اختيار الكلمات : لقد أشار الله تعالى في كثير من الآيات إلي أهمية الكلام واختيار الكلمات وأثره في النفوس والعقول ، وقد أكد عليه الصلاة والسلام على دور الكلمة في تغيير الأفكار والمشاعر الإنسانية،كما دل على أساليب اختيار الكلمات في الحديث الطيب وأهميته في الدين .قال صلى الله عليه وسلم " الكلمة الطيبة صدقة"

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button