هل الزواج يؤدب الرجال؟

أخذاً بمقولة "زوجوه يُعقل"، هل الزواج يؤدب الرجال؟

ما هو متدارك في مجتمعاتنا أن الرجل يؤدب زوجته عند النشوز والعصيان بواسطة الوعظ والنصح، وربما يصل به الأمر إلى الضرب بحجة التهذيب والتعديل في سلوكياتها، لكن ماذا عن الرجال؟ هل الزواج هو مدرسة للتأديب والإصلاح السلوكي والأخلاقي؟

 

أشارت مؤخراً دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر، أن 40 في المائة من الرجال المتزوجين يتعرضون للتأديب والتهذيب والإصلاح. فهل الزواج مدرسة للتأديب؟

يؤكد مناضل السيد أحمد، 37 سنة، متزوج، ن الزواج يغير الرجل من أول دقيقة ارتباط، ويقول: " نحن في سلطنة عُمان نتزوج في عمر صغير، لذلك عملت كثيراً من أجل الارتباط، والحمد لله الزواج غيرني من أول يوم من حيث الإحساس بالمسؤولية، وأجمل ما في الزواج هو الأولاد والراحة والخدمة، لذلك الزوج العاقل هو من يتغير بعد الزواج، وإذا كان هناك ثمة أخلاق وسلوكيات غير مضبوطة فالزواج سوف يعيد تأهيله وتربيته من جديد". ويرى مناضل أن الزوجة الطيبة والعاقلة التي تخاف الله، هي من تتفنن في تغيير زوجها، بالإضافة إلى الزوجة التي تعرف طباع زوجها وماذا يحب و يكره، سيكون أمر تغييره وتعديله سهل بالنسبة لها.

 

أما الحج جمعة عبد الله سالم السنيدي، متزوج من امرأتين، يتحدث عن الزواج في الماضي، ويقول: "الزواج مدرسة لتعليم وتهذيب الرجل، حيث تجعله ملتزماً دينياً وأخلاقياً، فالرجل حين يتزوج تتغير حياته بحيث يبقى مرتبط مع البيت والزوجة والأولاد، بعكس أيام العزوبية، وفي النهاية الزواج هو " رباط الرجل " لذلك تزوجت مرتين وفي كل مره كان هناك درساً وتجربة تعلمت منها الكثير، وعلى الرغم من كثرة مشاكل النساء إلا أن فائدة الزواج أكبر". يصف السنيدي واقع الشباب اليوم، ويقول: " شباب اليوم لا ينفعون للزواج لأنهم في الحقيقة لا يملكون أخلاق الرجال المسؤولين ولا يملكون أساليب ومهارات قيادة المنزل، لذلك إذا أقبلوا شباب اليوم على الزواج لن يتغير حالهم، لأن جيل اليوم اختلف عن سابقة، فالتطور والانفتاح أثر على أخلاقهم، وبات من الصعب تربتهن وإصلاحهم، وحتى لو تزوج من الصعب على الجيل الحالي تحمل مسؤولية زوجة ومنزل وبالتالي مسألة إعادة تربيتهم أراها صعبة ومستحيلة".

 

يرى خالد الشيخ، 28 سنة، أعزب، أن الزواج لا يؤدب الرجال إنما الوازع الديني هو من يهذبهم، ويقول: "العادات السيئة لا يمكن أن تتغير ولكن هذا الأمر يتوقف على الرجل وليس على حسب الزوجة، والرجل إذا كان "فيه خير" لزوجته سوف يتغير لأجلها، لذلك عندما أتزوج سوف أحاول تغيير بعض من العادات السيئة وعلى رأسها كثيرة السهر". يرى الشيخ أن الزوجة الطيبة هي التي تملك قلب زوجها وبالتالي ممكن أن تغيره، أما مسألة تغيير عادات وسلوكيات الرجل بالقوة فهذه مستحيلة.

 

ينوي تامر محمد، 27 سنة، متزوج ، الزواج بامرأة أخرى، يقول: "الزواج لا يؤدب الرجل، لكن بعد زواجي الأول قللت من ساعات السهر ، لكن زواجي لم يربطني مثل بعض الرجال، لذلك انوي الزواج مجدداً، فأنا رجل محب للحياة وللتعددية في الزوجات". يرى تامر أن الزوجة الطيبة لا تغيير الرجل أبداً، وقد يكتسب الزوجان بعض السمات من بعضهما، منها سمة الهدوء التي اكتسبها من زوجته ، في المقابل اكتسب من زوجته العصبية، وفي النهاية يقول ان زوجته لم تستطيع تعديل سلوكه كثيراً.

 

التأديب للمؤدب والنساء أنواع

يحدد دكتور علم النفس، طالب خزعل القطان، ثلاثة أنواع من النساء، ويقول: " النساء ثلاثة أنواع، أولهن؛ المرأة القائدة التي لا يحتاج إلى الرجل كثيراً وقد يكون دوره مكملاً فقط لحياتها، والنوع الثاني هي المسكينة التي تحتاج لرجل وتبحث عنه، والنوع الثالث، وهي المرأة الطبيعية، أي عندما يبحث الرجل على فتاة ويعتمد على النصيب، وهي التي تؤدب الرجل، لأنه سوف يدرك أنه أصبح لديه مسؤوليات، وبالتالي التأديب للمؤدب لأن الرجل يبدأ التفكير بشكل مؤدب، ويقول من العيب أن ارتكب غلطاً قد يهين أو يسيء إلى زوجتي".

يرى خزعل، أن المرأة الوسط هي من تستطيع تغيير الرجل، وأن المرأة المؤدبة هي من تؤدب الرجل، أولا بإخلاصها له، والقيام بواجباتها، وعدم المساومة عليه، وفي النهاية المرأة هي من تتحكم بالرجل، لذلك المرأة المؤدبة والفتاة المؤدبة هما الفائزين وقد لا يكونا لديهما  طباع واحد لكنهما يتعلمان الأمور الايجابية من بعضهما.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button