هل أصبحت الرياضة نمط حياة المرأة الإماراتية؟

يقال أن الجسم السليم في العقل السليم، وأن ممارسة الرياضة هي الأساس في الحصول على حياة أكثر صحة وسعادة، ومن الملاحظ زيادة إقبال المرأة الإماراتية على مزاولة مختلف أنواع الرياضات واعتبارها كنمط حياة يومي تجد فيه اللياقة البدنية والسعادة والرضا والثقة الكاملة بنفسها. فهل أصبحت الرياضة هي نمط حياة المرأة الإماراتية؟

 

تحرص مريم المجر النعيمي، مستشارة إعلامية في وزارة الأشغال، على ممارسة الرياضة بشكل يومي وتعتبر الرياضة هي نمط حياة لا غنى عنه، وتقول: " إن الحياة التي نعيشها بصفه عامة تعتبر روتينية، فإرتفاع درجات الحرارة مع توفر السيارة يجعلنا أكثر كسلاً، ولكني وجدت في ممارسة الرياضة متعه كبير، وكما يقال العقل السليم في الجسم السليم، لذلك أحرص يومياً على الذهاب للنادي الرياضي وأمارس الرياضة بواقع 3 ساعات يومياً، وكذلك أمارس رياضة المشي في حدائق دبي المتنوعة". تشير النعيمي أن الرجال يمارسون رياضة المشي في الممشى والحدائق في فترة المساء، لذلك تنصح النساء بممارسة المشي في فترة الصباح الباكر حيث يكون الرجال مشغولين بأعمالهم.  

من جهة أخرى تشير النعيمي إلى أن قيادة دولة الإمارات هي المشجع الأول للرياضة، وتقول أن دولة الإمارات وفرت نوادي نسائية بأسعار معقولة تجعل ممارسة الرياضة في متناول يد الجميع.

 

 

الرياضة من المنزل

أوضحت سيدة الأعمال الإماراتية كلثم بن سليم، أنها تمارس الرياضة من منزلها، وتقول: " لدي عدد كبير من الأجهزة الرياضة، وأرى أن المنزل هو المكان المناسب لممارسة الرياضة نظراً لإنشغالي بأعمالي، فالرياضة بالنسبة لي هي نمط حياة، وأجد فيها الصفاء الذهني والراحة البدنية والمزاج المعتدل". صرحت بن سليم أنها وفي وقت فراغها تمارس رياضة المشي والجري على كورنيش أبوظبي، وتقول أن أفضل مكان تستطيع أن تمارس فيه المرأة رياضة المشي في إمارة أبوظبي هو ممشى مدينة زايد الرياضة وجزيرة ياس.

 

أما أم محمد آل علي، تمارس رياضة المشي في الباحة الخارجية من الفيلا التي تعيش فيها، وتقول: " لم أكن في السابق أمارس الرياضة، ولكن بعد أن أصبت بداء السكري بدأت بممارسة المشي في حيز المنزل، وأحرص على ممارسة هذه الرياضة في الصباح الباكر وفي فترة ما قبل الغروب، ووجدت الراحة النفسية والصحة البدنية في هذه الرياضة، حيث استطعت السيطرة على معدل سكر الدم من خلال ممارستي للمشي".

 

 

لخسارة الوزن

خولة العبدالله، ربة منزل، وهي أم لأربعة أطفال، تفضل ممارسة الرياضة في ممشى محمية واسط بالشارقة والقريبه من منزلها، وتقول: " رغم انشغالي الدائم في شؤون المنزل واهتمامي باطفالي، إلا انني استغل فرصة ذهاب أطفالي للمدرسة، وأبدأ عندها بممارسة رياضة المشي، حفاظاً على لياقتي البدنية ومن أجل انقاص وزني، وخاصة بعد الإنجاب حيث إزداد وزني ".

 

قبل أشهر قليلة قررت سلوى عبدالمجيد، موظفة، البدء بممارسة الألعاب الرياضة والتسجيل في نادي فتيات الشارقة من أجل خسارة الوزن الزائد لديها، وتقول: " مع مرور الأيام والإنشغال الدائم بالعمل، اكتشفت بأن وزني في إزدياد، وكنت مترددة قبل تسجيلي في النادي، خوفاً من عدم الإلتزام، ولكن بعد أول زيارة للنادي، وجدت الراحة والسعادة الكبيرتين، كما انعكس تأثير الرياضة على حالتي النفسية، فأصبحت أكثر هدوءاً وتركيزاً في عملي، وأصبح لدي نظام غذائي وساعات نوم منتظمه، وهذا ما كنت أفتقده في السابق".

 

أما هيا خليفة، طالبة في كلية التقنية العليا، تهوى السباحة وتمارس رياضتها في الأندية وفي المسابح العامة وتقول: " منذ طفولتي وأنا أمارس السباحة، حيث أن والدتي شجعني كثيراً على ممارسة هذه الرياضة، وقدم لي الدعم والتدريب الكبيرين حتى أصبحت من محبي ومحترفي هذه الرياضة، لذلك أمارس السباحة في نادي سيدات دبي، وفي مسبح حديقة مشرف بدبي، وكذلك في الحديقة المائية الوايلد وادي حيث تخصص يوم للنساء من مساء كل الخميس".

 

 

 

الرياضة تكسبكِ السعادة

لممارسة الرياضة فوائد كثيرة لا تقتصر على خسارة الوزن والحفاظ على اللياقة البدنية، يوضح الدكتور محمد النحاس الاستشاري النفسي، فوائد الرياضة على الحالة النفسية والمزاجية ، ويقول: "بصفه عامه، الرياضة عند الإنسان تعمل على إفراز الهرمونات، وخاصة هرمون " السيروتونين" (Serotonin)، الذي يجعل الإنسان سعيد، وكذلك تولد ممارسة الرياضة لهرمون "الصمود النفسي" الذي بدوره يجعل الإنسان يتحدى الصعاب ويتخطاها بعيداً عن الإحباط".

 

وعن فائدة الرياضة للمرأة تحديداً، يوضح النحاس: "عادةً الضغوط التي تعاني منها المرأة تعود لأسباب نفسيه أكثر من أن تكون جسديه، لأن المرأة تتحمل الإحساس بالمسؤولة الذي يختلف عن تحمل المسؤولية وهو شعور الرجل، وممارسة المرأة للرياضة يؤدي إلى تقوية احساسها بوجودها النفسي، ولأن المرأة تعتبر هي العمود الأساسي للعمليات النفسية داخل الأسرة، فكلما استقر مزاج المرأة استقرت الأسرة بأكملها، فإن الرياضة تمتص المشاعر السلبية وتزودها بالأحاسيس الإيجابية عبر هرمون "الأندروفين" Endorphin، وهذا الشعور يعطي المرأة الإحساس بالرضا، ويجعلها متقبلة لهفوات الزوج والأبناء ولزلاتها هي ايضاً، بحيث لا يحدث تصعيداً للأخطاء ولا مشكلات زوجية".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button