هل أصبح للحياة الزوجية عمر افتراضي؟

دراسات وبحوث علمية تؤكد أن الحب بين الأزواج لا يتجاوز 3 سنوات

 

تعددت وتنوعت الدراسات العلمية والبحثية التي بدورها تحدد وتقيم العمر المبدئي للحياة الزوجية، حيث ذكرت دراسة فرنسية أن العمر الافتراضي بين الأزواج يقدر بحوالي ثلاث سنوات، مشيرةً إلى أن الأمور المتعلقة بهذا الشعور، كتسارع دقات القلب، ليست سوى أعراض جسدية ونفسية ناتجة من زيادة إفراز هرمونات بالمخ تقل مع الزمن حتى تصل إلى درجة الفتور.

في المقابل، أكد الباحث الأميركي "وليام روبسون" في دراسة قام بها بأنه عندما يصل الحب إلى نهاية عمره الافتراضي وهو ثلاث سنوات يصبح نور الحب خافتا، وقد يتطلب ذلك ما يقرب من العام حتى يدرك طرفا علاقة الحب هذه الحقيقة المرة التي تغلفها الحياة المشتركة. ويرى أن الحب قد يتحول إلى كراهية ونفور وإهمال وعدم اهتمام، وقد يحدث في أحيان كثيرة أن يحاول أحد الطرفين الخلاص من شريك حياته.

إذاً هل نستطيع تعميم هذه الدراسات في المنطقة العربية ؟ وهل الحب بين الأزواج يرتبط بعمر افتراضي معين؟ وهل الحب شرط أساسي في استمرار الحياة الزوجية؟

 

أوضح الإعلامي حسن المعلم، أن هذه الدراسة تصلح للدول الغربية لا الدول العربية والإسلامية، ويقول:" نحن كمجتمع خليجي نتميز بعادات وتقاليد وقيم، تلزمنا باحترام الحياة الزوجية، والعمل على استمرار الحياة الزوجية بالمعروف حتى نهاية العمر، فإذا أحس الزوج بالملل يستطيع ان يتزوج بأخرى وقد حلل الله للرجل الزواج بأربع نساء، طبعاً مع الالتزام بشروط وأسباب التعددية، لذلك هذه الدراسة تصلح ان تطبق في الدول الغربية، لأن هناك حريات ويستطيع المرء فعل ما يشاء دون وجود قيود اجتماعية أو دينية".

ويضيف المعلم: " لا يوجد عمر افتراضي للحب، لكن وجود الأطفال في الحياة الزوجية تساعد على إنعاش تلك العلاقة بغض النظر عن المشاكل الزوجية المعتادة، أما الملل فهو غير موجود بالمنطقة العربية، لطالما رأيت زوجين متقدمين في العمر ويخرجان مع بعضهما، و أنا شخصياً أحاول أن أجدد حياتي الزوجية كل حين وآخر، فبعد مرور 16 سنه على زواجي، أشعر بالتجدد والراحة النفسية في علاقتي الزوجية".

ويقول أبو راغب الغندور( مهندس بترول): "هذه الدراسة تنطبق على الأوربيين قاطني المدن ولا تنطبق على أريافهم, أيضاً لا تنطبق على العالم العربي بشكل خاص والشرق الأوسط والعالم الثالث بشكل عام, مرجع ذلك إلى التفكك الديني والاجتماعي والأسري في المجتمعات الغربية والتي لا تمانع علاقة الرجل بامرأة أخرى وكأنها زوجته بدون روابط رسمية وبالمثل بالنسبة للمرأة, ولا أريد الخوض بتفاصيل هذا الأمر". ويري أن للحب مراحل ودرجات, فالحب الحقيقي المبني على أسس واقعية متينة لا عمر افتراضي له.

ويقول" يحصل الفتور بين الأزواج عندما يتجاهل أحد الطرفين (عند قصد أو بدونه) مشاعر وأحاسيس ومتطلبات الطرف الآخر، وهذا الأمر لا يرتبط بتوقيت محدد قد ينفر الزوجان من بعضهما في أول شهر زواج وقد لا ينفران مدى الحياة".

تعلموا الحب من شكسبير

قال محمد صادق العديني ، رئيس مركز الحريات الصحافية CTPJF – اليمن ." أعرف أزواج دام حبهم عقود من العمر ورافقهما إلى القبر .. و أعرف آخرين لم يدم حبهما عدة أشهر لينتهي بهم الحال إلى الطلاق.. لذلك فأني أختلف تماما مع ما توصلت إليه هذه الدراسة من نتائج !!".

أما عن وجود عمر افتراضي للحب، يقول:" انا على قناعة أن الحب إذا ما تم رعايته بالمودة والحفاظ عليه بالتفهم الدائم بين المحبين ، فأن عمره يستمر ما أستمر العمر وتواصلت الحياة .. و الفتور يحصل بين الأزواج بمجرد تحول كل طرف إلى متصيد لأخطاء وزلات الطرف الآخر , ولا شك أيضا أن متطلبات المعيشة اليومية تدفع كل طرف إلى الانشغال بتفاصيل الحياة اليومية فيغفل عن استمرار التواصل الروحي , أو هكذا يقنع كل طرف نفسه .. وهنا تحضرني مقولة ل "أنطوان اكسوبيري : يبدأ الحب الحقيقي عندما تقدم عطاءً بلا مقابل"!! على كل يبق شكسبير صادقا حينما قال :" طريق الحب الحقيقي مليء بالأشواك"..

الفتور الجنسي

الحب ينتهي مع الموت ومفارقة الحياة، هكذا أبدى أحمد العيناني، (موظف) رأيه حول هذه الدراسة، وقال: " الحب بين الزوجين، قد يدوم مدى الحياة، وخاصة إذا أصبح بينهما أولاد، أما الفتور قد يحصل  بين الأزواج، نتيجة الفوارق العمرية، فمقدرة الرجل الجنسية في سن الأربعين تبدأ بالتراجع، نتيجة عوامل نفسية وجسدية، كالملل من الشريكة الجنسية، والضغط في العمل، فضلاً عن بعض الأمراض المرافقة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وغيرها من الأمراض التي تؤثر على مقدرة الرجل جنسياَ".

من جهتها ترى نجوى حليم (موظفة) ان الحياة الزوجية تمر بعدة مراحل، " في السنة الأولى تزخر الحياة الزوجية بالحب والعطاء، ومع الأيام تبدأ بالتنازل التصاعدي، وقد يتحول الحب لفعل بدلاَ من الكلام، ويبدأ كل منهما بتلبية متطلبات الشخص الثاني بعيداً عن الكلمات والمشاعر الغزلية التي طالما رددوها في فترة الخطوبة وبداية الزواج، ومع مرور الوقت تصبح حياتهم مجرد خدمات وواجب، و لا يمكن تعميم ذلك على جميع الأزواج، لهذا لا يمكن تحديد العمر الافتراضي للحب، لأن الحب قد ينتهي في أي لحظة وخاصة إذا كان غير صادق".

وتحدد نجوى أسباب الفتور بين الزوجين، وترى أن الأنانية في المعاشرة الجنسية هي المسبب الأساسي، وتقول: " الكثير من الأزواج لا يراعي الحالة النفسية للزوجة ولا يراعي رغبتها في الجماع، ويجبرها على الممارسة الجنسية من اجل إشباع رغباته، بغض النظر عن حالتها المزاجية المعكرة".

 

تحقيق رنا إبراهيم

 

 

 

المزيد
back to top button